غريبة جدًا تلك الأزمة المفتعلة حول نقص الأدوية، والمستلزمات الطبية من المحاليل إلى السرنجات إلى فلاتر الغسيل الكلوى، لاحظوا أن الأزمة اندلعت فجأة بعد الانفراجة الكبيرة فى واردات البنوك من العملات الأجنبية، ونجاح أصعب إجراء اتخذته الحكومة بشأن الإصلاح الاقتصادى، بينما كانت الدولة تولى اهتمامًا فائقًا فى عز الأزمة لاستيراد الأدوية والطعام، فكيف تتقاعس بعد الانفراجة حتى يصل الحال بإصدار تعليمات مفزعة، مثل التى روجتها، منى مينا، بإعادة استخدام السرنجات مرتين، وترشيد استخدام المستلزمات عمومًا فى المستشفيات الحكومية؟
رئاسة الوزراء ووزارة الصحة، أعلنتا عن تكليف إحدى الشركات القومية باستيراد 146 صنف دواء ليس لها بدائل مصرية، بقيمة 156 مليون دولار، رغم وجود رصيد لتلك الأصناف موجود فى الوزارة، حتى لا تحدث أزمة مع السحب المستمر من هذا الرصيد، كما أعلنت وزارة الصحة أن مخزون السرنجات يكفى عامين، ووجود مشروعات لإنشاء مصنع للسرنجات ذاتية التدمير لسد الاحتياجات المحلية مستقبلًا، وتصدير الفائض، فلماذا اندلعت تلك الأزمة وتضخمت حتى إن القنوات العربية والعالمية سلطت الضوء عليها، باعتبار أنها حلقة جديدة ومأساوية فى مسلسل الأزمات المصرية بعد أزمة السكر والأرز؟
دعونا نسأل، هل للموضوع علاقة بالمشروع الضخم للسياحة العلاجية الذى بدأت وزارة الصحة والحكومة البدء فيهو والذى يطمح لاجتذاب عشرات الآلاف من الأجانب للعلاج فى مصر؟ وما علاقة الدولة العميقة بإثارة هذه الأزمة؟ وما مدى تحالف ممثلى الدولة العميقة مع الطابور الخامس، ومحترفى افتعال الأزمات لإدخال البلد فى دوامة جديدة وتكبيدها خسائر جديدة؟
وزير الصحة، فى تصريح لافت حول نقص الأنسولين المفاجئ، قال إن إحدى شركات توزيع الأنسولين أصدرت قرارًا بعدم التوزيع، وعندما هددها باتخاذ إجراء قانونى، طرحت كميات كبيرة من الأنسولين فى الأسواق واختفت الأزمة، فكيف نفسر ذلك؟!
ومن المسؤول عن انتشار شائعة منع الدولة لاستيراد الأدوية التى تضخمت وأخذت أبعادًا سياسية، وتلقفتها وسائل الإعلام العربية والعالمية؟ وحتى بعد خروج المتحدث باسم الصحة، نافيًا تلك الشائعة استمر عدد من الوجوه إياها بنقابة الأطباء فى ترديدها باعتبارها حقيقة مطلقة، لماذا؟ ولماذا لا يتم التحقيق مع منى مينا، حول ما أطلقته من تصريحات وشائعات لتوضيح مصادرها، وما تستند إليه، وما إذا كان يستأهل حالة الفزع التى أثارتها بين المواطنين؟
نحتاج من الدولة ممثلة فى وزارة الصحة مزيدًا من اليقظة والحسم ومواجهة المخالفات بقوة، والتعامل مع محاولات سيطرة فلول الدولة العميقة على القطاعات الحيوية، وكذا ألاعيب الطابور الخامس الذى ينفذ سياسات الشوشرة وخلق الأزمات، أفيقوا يرحمكم الله.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة