منذ ظهور تنظيم "داعش" الإرهابى، فى العراق وسوريا، واحتلاله لمساحات واسعة من الأراض، حتى شن التحالفات الدولية الحرب ضده ومن ثم سقوطه تدريجيا وخسارته لمساحات واسعة من الأراضى آخرها بمدينة الموصل، والتنظيم يسعى لتجنيد الشباب فى الداخل الفلسطينى – عرب 48 – لإرسالهم لجبهات القتال هناك وشن بعض العمليات داخل إسرائيل للفت الانتباه.
شبكات التنظيم فى إسرائيل
وخلال عام 2016 أحبط جهاز الأمن العام الداخلى الإسرائيلى "الشاباك" العديد من العمليات المسلحة داخل إسرائيل كانت تخطط لها عناصر تابعة للتنظيم من خلال شبكات تم تكوينها لهذا الغرض، كان آخرها إلقاء القبض فى شهر أكتوبر الماضى، على سيدة وزوجها وأولادهما الثلاثة من عرب 48، من مدينة "سخنين" بمطار بن جوريون خلال عودتهم من العراق بحجة الانضمام للتنظيم.
وأثناء التحقيق معهم اعترفوا بأنهم وصلوا إلى تركيا ومنها اخترقوا الحدود مع العراق وبالتحديد مدينة "الموصل" من أجل الانضمام لتنظيم "داعش" وذلك منذ عدة شهور، وأوضحوا أنه بسبب الظروف المعيشية فى مدينة الموصل فقد قرروا العودة مرة أخرى لإسرائيل من خلال الطلب من مجموعة من الأقارب توفير آلاف الدولارات لدفعها لمهربين من أجل العودة إلى إسرائيل.
وربط محللون إسرائيليون بين منفذى العمليات الفلسطينيين وتنظيم "داعش"، حيث زعم "الشاباك"، من خلال لائحة اتهام ضد منفذى عملية إطلاق النار تمت فى الصيف الماضى بمركز "سارونا" التجارى بوسط تل أبيب، أن أحد منفذى هذه العملية سافر إلى الأردن للدراسة، وهناك تأثر بفكر تنظيم داعش.
الذئاب المنفردة وخطورتها على إسرائيل
ويقول المحللون فى إسرائيل إن هناك مؤشرات أولية لظاهرة منتشرة فى دول كثيرة، وهى "الذئاب المنفردة" أو خلايا صغيرة تضم شباب مسلمين متشددين، يخططون وينفذون عمليات بروح "داعش" أو بموجب توجيهات عامة ينشرها التنظيم فى الإنترنت، من دون أن تكون هناك علاقة حقيقية مع قيادته أو نشطاء محليين.
وقال المحلل الإسرائيلى البارز عاموس هارئيل، فى تقرير سابق له، إن لإسرائيل دورا مهما فى الحرب الغربية ضد "داعش"، رغم أن معظم هذا الدور يجرى من وراء الكواليس.
وأوضحت تقارير إسرائيلية أن إسرائيل من أكثر الدول التى نجحت فى تزويد حليفاتها بمعلومات استخبارية حول نشاط التنظيم، وهذه المساهمة معروفة جيدا للدول المجاورة أيضا وتحظى إسرائيل بالتقدير المناسب، وبالتالى فإن هذا أحد أسباب تحسين علاقات دول عربية مع إسرائيل خلال ولاية رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على الرغم من الخلاف فى الموضوع الفلسطينى.
اعتقال فلسطينى جند شبابا فى مصر
وكانت قد كشفت الصحف الإسرائيلية فى شهر مارس الماضى، اعتقال "الشاباك" لشاب فلسطينى كان يجند عددا من الشباب الفلسطينى بالقاهرة لتكوين شبكة مسلحة بالتعاون مع عناصر سلفية جهادية فى قطاع غزة ومنظمات إرهابية أخرى.
وأكد "الشاباك"، فى بيان له ليلة الإعلان عن القبض على الشاب، أنه يدعى "محمد نزال" (33 عاما) من سكان قرية "قباطية" بالضفة الغربية، ودرس فى القاهرة، وعمل على إنشاء بنية تحتية عسكرية لمنظمة مسلحة لشن هجمات ضد الإسرائيليين فى الضفة الغربية كما أرسل هؤلاء الشباب للتدريب فى قطاع غزة.
وقال "الشاباك" إنه تم اعتقال "نزال" فى يناير من عام 2016 الحالى، وإنه كان قد ترك منزله عام 2007 وانتقل إلى مصر، من أجل التعليم فى القاهرة، وفى إطار التحقيق معه اعترف أنه خلال وجوده فى مصر، عمل على التعرف على وتجنيد طلاب جامعيين من مدن الضفة الغربية الدارسين فى القاهرة، وإرسالهم للتدريب العسكرى فى غزة، وبعد ذلك إدخالهم مجددا إلى الضفة الغربية.
القاهرة
كتائب المجاهدين
وينتمى الشاب الفلسطينى، وفق بيان الشاباك فى حينها، إلى تنظيم يدعى "كتائب المجاهدين"، وهو تنظيم مسلح انشق عن كتائب "شهداء الأقصى" التابعة لحركة فتح، مضيفا أن هذا التنظيم قد نفذ فى السنوات الأخيرة عدة عمليات مسلحة ضد أهداف إسرائيلية، بما فى ذلك إطلاق الصواريخ تجاه إسرائيل وأيضا محاولة تحفيز العمليات المسلحة داخل الأراضى الإسرائيلية.
وخلال التحقيق معه فى "الشاباك" اعترف أنه أدار نشاطه فى مصر من داخل شقة اجتماعات كانت تابعة للتنظيم، استخدمت بعد ذلك لعقد لقاءات عناصر عسكريين من "كتائب المجاهدين" من القطاع، وزارها أيضا رئيس التنظيم، "أسعد أبو شريعة"، وأن الشقة استخدمت أيضا للقاءات قادة كبار فى حماس الإضافة إلى لقاءات لنشطاء من تنظيمات مسلحة أخرى.
كما كشف الشاب الفلسطينى وفقا لتحقيقات الشاباك، أنه قام بتحويل أموال للبنية التحتية للتنظيم فى الضفة، كما قدم أيضا معلومات حول محور نقل كميات ضخمة من الأسلحة ليبيا إلى مصر ومنها إلى قطاع غزة، فيما قالت "يديعوت" إنه خلال الأيام المقبلة سوف يتم توجيه الاتهام أمام محكمة عسكرية إسرائيلية فى الضفة.
الفلسطينى المتهم بتجنيد شباب فى مصر
تجنيد الشباب لنقلهم إلى سوريا والعراق
ومن ضمن الخلايا التى تم كشفها داخل إسرائيل مؤخرا، ما كشفته وسائل الإعلام الإسرائيلية حول انضمام 20 شابا من عرب إسرائيل إلى تنظيم "داعش" للمشاركة فى العمليات الإرهابية فى سوريا والعراق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة