يوما بعد الآخر، تتزايد مخاوف إيران بالتزامن مع ظهور ملامح إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، التى تضم، حتى الآن، رموز وقيادات معروفة بعدائها المعلن للبرنامج النووى الإيرانى وللدور، الذى تلعبه طهران فى المنطقة.
وبعد حسم ترامب اختياره مايك بومبيو، مديرا لوكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA"، وجيف سيشنز مدعيا عاما ومايكل فلين مستشارا للأمن القومى، تزايدت حدة المخاوف الإيرانية، لما يتبناه الثلاثة من مواقف تتعارض مع خطط إيران فيما يتعلق بالبرنامج النووى، وأطماعها فى المنطقة، ذلك بخلاف تمديد عقوبات قانون "دماتو"، الذى توقعته عدة دوائر سياسية داخل إيران بالفعل.
الإعلام الإيرانى يطلق التحذيرات
واستقبل الإعلام الإيرانى الإعلان عن اختيار مايك بومبيو لرئاسة الـ"CIA"، بالتحذير من أنه سيكون الأخطر على طهران، حيث علقت صحيفة "شرق" الإصلاحية على القرار قائلة إن الرئيس الأمريكى ينتقى فريقا من المناهضين لإيران، مشيرة إلى أن رئيس الاستخبارات المركزية الأمريكية، نائب جمهورى سابق عن ولاية كنساس، وسبق أن طلب السفر إلى إيران بعد توقيع الاتفاق النووى مع نائبين آخرين، للإشراف على الاتفاق، وسبق له وصف الاتفاق بـ"الكارثى"، معتبراً أن طهران من أكبر الدول "الداعمة للإرهاب".
بدورها، قالت صحيفة "آرمان" إن "بومبيو" معروف فى إيران بخطابه الحاد ضد النظام الإيرانى منذ فترة المفاوضات النووية، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن مايكل فلين، مستشار ترامب للأمن القومى يتخذ كذلك مواقف مناهضة لإيران لا تقل حدة عن رئيس الـ"CIA" المرتقب، حيث قال فى تصريحات سابقة: "أمريكا لم تحصل على مكتسبات من الاتفاق وأن الروس هم الفائزون الحقيقيون منه".
أما صحيفة "افتاب نيوز"، فقالت تحت عنوان "ضغوط متعددة الجوانب على الاتفاق النووى": "وقعت أحداث فى الأيام الأخيرة زادت من المخاوف بشأن مصير الاتفاق النووى، حيث أن مجلس النواب الأمريكى عارض بيع بوينج طائرات ركاب مدنية إلى إيران، ومدد العقوبات 10 سنوات أخرى على إيران".
وكانت دوائر سياسية فى طهران أطلقت عدة تحذيرات منذ فوز ترامب، مؤكدة أن لديها سيناريوهات أخرى للتعامل مع واشنطن حال الاخلال فى تطبيق الاتفاق النووى، لكنها لم تشير عن تلك السيناريوهات، إلا أن مراقبون يتوقعون أن طهران لن تطلق رد فعل مستبق بل ستنتظر سياسات الرئيس الأمريكى، لكن على لسان وزارة خارجيتها قالت إنها "جهّزت فى كل الأحوال الخيارات المناسبة لكل الظروف.. ومن واجب الرئيس الأمريكى الحدّ من قرار مجلس النواب الامريكى".
مخاوف النخبة الإيرانية تتزايد
وأعرب كبار المحللين فى إيرانيين عن عدم تفائلهم بما ستحمله الأيام إلى طهران، وقال داوود هرميداس باوند خبير الشئون الدولية: "يجب أن نقبل أن زمان أوباما ومناخى الخطاب والحوارات البناءة قد ولى، الان يجب أن نرى القرارات التى سوف يتخدها ترامب فى المستقبل، وأى الأشخاص سيختار فى فريقه".
فيما أوضح المحلل السياسى الإيرانى فريدون مجلسى، أن قرارات مجلس النواب الأمريكى الأخيرة بشأن تمديد العقوبات 10 سنوات أخرى لا علاقة لها بالاتفاق النووى، مشيرا إلى أن العقوبات المقرر رفعها طبقا للاتفاق النووى هى عقوبات مجلس الأمن السبع التى تم وضعها على إيران فى عهد أحمدى نجاد، لكن العقوبات الأخيرة مرتبطة بقانون "داماتو".
وأضاف أن قانون "داماتو"، نسبة للسيناتور الجمهورى ألفونس داماتو، الذى اقترحه قبل عشرين عاماً ووقعه الرئيس السابق بيل كلينتون، يفرض عقوبات على الشركات التى تستثمر فى قطاع الطاقة الإيرانية، وتم التصويت على تمديد قانون "داماتو" مرة فى السابق فى عام 2006.
وحول رفض البرلمان لبيع طائرات بوينج لإيران قال فريدون مجلسى أنه من الممكن أن يؤيد ترامب فيتو أوباما رغم أن قرار ترامب يعود إلى وزراءه، واعتبر المحلل الإيرانى أنه فى حال صعود جان بولتون وجوليانى فى حكومة تراب فان الظروف ستصبح أكثر حدة.
واعتبر مجلسى فى مقاله بصحيفة آرمان، أن ترامب شخص لا يمكن توقعه، مشيرا إلى أنه ربما يرضخ لضعوط شركات الطيران "بوينج" التى يعمل بها آلاف الأمريكيين، للحول دون خسارة شركة أمريكية كبيرة، وهو ما يتعارض مع شعاراته لإيجاد فرص عمل فى الداخل وايجاد أسواق للصناعة الأمريكية فى الخارج.
لكن على جانب آخر فى طى التهديدات سعى المسئولين الإيرانيين لإرسال اشارات إلى واشنطن مفاداها "لو غيرتم سياساتكم سنتغير"، وقال وزير الدفاع واسناد القوات المسلحة الايرانى العميد حسين دهقان: "لو تغير أمريكا سياساتها نحن أيضاً وتناسباً مع ذلك نغير سياساتنا"، فى الوقت نفسه قال إن "أمريكا كانت وستبقى كما هى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة