على هامش مباراة مصر وغانا، فى تصفيات كأس العالم، والتى انتهت بفوز مصر 2 صفر، استكمل ما كتبته أول أمس، عن التحولات السياسية التى جعلت المدير الفنى للمنتخب الغانى إسرائيليًا.
تزوج الزعيم الغانى نكروما، قائد معركة استقلالها عن الاستعمار الإنجليزى، ورئيس حكومتها من المصرية فتحية حليم عام 1957، فأثار ذلك قلق أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، وكانت مصر والدول العربية وقتئذ فى حالة حرب مع إسرائيل، بسبب القضية الفلسطينية، ولهذا خضع الزواج لاهتمام الدوائر الأمريكية والغربية وإسرائيل، وحسب كتاب «العلاقات بين مصر وغانا- 1957/1966» للباحث أسامة عبدالتواب: «أرسلت الإدارة الأمريكية إلى الحكومة البريطانية تطلب بعض التقارير عن هذا الزواج، وتساءلت: هل سيسير نكروما وفق سياسة متوازنة بين مصر وإسرائيل؟» و«كان السفير الإسرائيلى فى غانا أكثر تشاؤما على مستقبل العلاقات بين غانا وإسرائيل».
تحدثت الصحف العالمية عن هذا الزواج، مشيرة إلى أن مصر قصدت به ضم غانا إلى ما أسمته «كتلة عبدالناصر»، وأكدت هذه الصحف عن أن زواج نكروما من السيدة المصرية كان صدمة قوية لإسرائيل، وأنها سارعت للرد على ذلك بأن عملت على ذهاب وزير الخارجية الإسرائيلية إلى غانا للإعلان عن عدد من المساعدات الاقتصادية والفنية.
قامت السيدة «فتحية حليم» بالعديد من المهام الوطنية لصالح مصر، حيث كانت تجتمع بالرئيس جمال عبدالناصر، وأسرته عندما كانت تأتى لزيارة أهلها، وكانت تخبره بأى نشاط إسرائيلى من شأنه عرقلة الدور المصرى فى غانا، وأعطت للرئيس عبدالناصر أسماء الوزراء الغانيين الذين يتعاملون مع إسرائيل ويؤيدون النشاط الإسرائيلى فى غانا.
قبل أن يضع «نكروما» مولوده الأول، صرح قبل أشهر من ميلاده بأنه سيطلق عليه اسما لشخص عزيز يجله ويحترمه، وظل محتفظا بسرية هذا الاسم حتى أطلقه فى الثالث من إبريل عام 1959 «جمال» تأثرا بجمال عبدالناصر وحبا له.
حازت «فتحية حليم» على قلوب ومحبة الغانيين، ولم تتغير هذه المشاعر رغم الانقلاب على نكروما، ووفاته عام 1972، وهكذا كانت حميمية العلاقات بين مصر وغانا، وبفضلها كانت غانا نصيرا للقضايا العربية وفى مقدمتها القضية الفلسطينية حتى تغير الحال بعد معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، ومرت السنون لنرى مديرا فنيا إسرائيليا للمنتخب الغانى، ولاعبون من غانا فى إسرائيل، وسبحان مغير الأحوال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة