الصور والمشاهد المحزنة التى نتابعها فى المحافظات المنكوبة بأمطار السيول، تثير الغضب والسخط من حالة الفشل المهول فى إدارة الأزمة من المحافظين وقيادات المحليات فى تلك المحافظات.. مشاهد المدن الغارقة، والبيوت التى جرفتها السيول لم تحرك أى مشاعر وإحساس بالمسؤولية لدى السادة المحافظين، الذين ملأوا وسائل الإعلام قبل أسابيع قليلة بالجهوزية والاستعداد، ورفعوا الشعار إياه «رقبتى ياريس» لمواجهه السيول.
والنتيجة كانت- ومازالت- كشف المستور من إدارة غائبة وفاشلة لملف السيول، وفساد مستتر خلف المكاتب، والتصريحات الرنانة، وخداع للمواطنين والحكومة التى وضعت ثقتها فى هؤلاء المسؤولين العجزة الذين أدى فشلهم إلى إزهاق أرواح 22 مصريًا، وخسائر مادية كبيرة.
أمام المشهد الكارثى ارتبكت الحكومة، وأظهرت عجزًا آخر يضاف إلى عجز الإدارة المحلية فى إدارة الملف، وكان أقل تصرف هو إقالة محافظى المحافظات المنكوبة بالسيول فى سوهاج والبحر الأحمر وقنا، وزاد وزير التنمية المحلية، الدكتور أحمد زكى بدر، الطين بلة بتصريحه لفضائية «سى بى سى»، تعليقًا على كارثة السيول بأن وفاة 22 شخصًا لا يعنى شيئًا أمام حجم الكارثة!، وكأن من المفروض أن يموت الناس مجانًا، لأن السيد الوزير وإدارته المحلية فشلوا فى مواجهة السيول.
الفشل ليس فقط فى سرعة التحرك، واتخاذ الإجراءات الملائمة للتقليل من الخسائر، إنما الفشل الأكبر فى غياب الرؤية لكيفية الاستفادة من السيول فى الزراعة، ومياه الشرب، وشحن للمياه الجوفية، مثل غالبية الدول التى تتعرض للأمطار الغزيرة والسيول، وضياع ملايين الأمتار المكعبة من الأمطار الطبيعية على مصر التى تعانى الفقر المائى.
وكما هى العادة.. تدخل الرئيس السيسى لإنقاذ الحكومة الغارقة فى السيول، والتى تغرق دائمًا فى «شبر ميه».
الرئيس اجتمع على الفور برئيس الحكومة، ووزير الموارد المائية والرى، ووجه بسرعة استكمال خطة «الحماية من السيول»، ومنحها الأولوية ببرنامج الحكومة، وبتوفير الدعم للأهالى، ووضع تصور للتعامل مع «تغير المناخ».
لن أتوقف كثيرًا عند تصريح وزير الرى عقب الاجتماع بأن المشروعات التى قامت بها الدولة خلال العامين الماضيين لمواجهة السيول، ساعدت فى الحد من الخسائر، لأنه تصريح يصب فى خانة التصريحات المستفزة للناس، مثل تصريح وزير التنمية المحلية.
ويبدو أن الأمل معلق الآن بالرئيس وتوجيهاته للاستعداد من الآن للاستفادة من أمطار السيول كما فعل فى أزمة الكهرباء.. ولا عزاء للحكومة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة