أكرم القصاص - علا الشافعي

عبير الغندور

المُحارب الميِت

الأربعاء، 02 نوفمبر 2016 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كتبتُ الشهر الماضى عن سياسة هيلارى كلينتون الخارجية طوال فترة عملها كوزيرة للخارجية الأمريكية، والتى صنعتها بالرصاص والدمار، فى حين أنها صنعت بيتها من ورق يتطاير الآن ويكشف عن عُرى وهشاشة السلطة.. نعم إنها الهشاشة التى اتسعت فى دوائر السياسة الأمريكية عقب إعلان مكتب التحقيقات الفيدرالية إعادة فتح التحقيق للمرة الثانية فى القضية الخاصة برسائل كلينتون الإلكترونية، بعد العثور على رسائل جديدة تتعلق بالأمن القومى بينها وبين الإخوانية هوما عابدين، الذراع اليمنى لكلينتون عن طريق المصادفة، وقد تحدثت عن شكوك لدور كبير ذى نفوذ لعبته عابدين فى السياسات الدولية والسياسات الداخلية الأمنية منذ عام ٢٠٠٩ لكنه كان بعيدا عن الاضواء .

إعلان جميس كومى، مدير مكتب التحقيقات، إعادة فتح التحقيق واحتمال استدعاء كلينتون وعابدين جاء بناء على شكاوى قُدمت ضد طليق الإخوانية هوما عابدين ومُساعدها وهو عضو ديمقراطى سابق بالكونجرس!.

القصة بدأت عندما تقدم أهل فتاة فى العقد الخامس عشر من عمرها وتعيش فى ولاية نورث كارولينا بشكوى ضد تونى وينر طليق هوما يتهمونه بقيامه "بدردشة جنسية" عبر الإنترنت مع ابنتهم التى لا تزال تحت السن القانونى، وعلى الفور قام مكتب التحقيقات بتتبع الرسائل الصادرة من السيرفر المُشغل لجهاز اللابتوب لهذا الشخص لتكشف التحريات عن صحة الادعاء، وعن رسائل آخرى فى أحد ملفات الجهاز ولها صلة وثيقة بكلينتون ومساعدتها الإخوانية التى كانت تستعمل نفس المُشغل والجهاز لكن مكتب التحقيقات لم يفصح عن مضمون هذه الرسائل حتى الآن، فى حين نُشر تسجيل صوتى لكلينتون مدته خمس دقائق ويرجع إلى عام ٢٠٠٦ وهى تقول حرفيا "كان يجب القيام بأمر ما لتزوير الانتخابات التشريعية الفلسطينية". (انتهى الكلام) وأصبحت حماس فى ذلك العام هى المسئولة عن تشكيل الحكومة الوزارية للسلطة الوطنية الفلسطينية بعد فوزها بأغلبية مقاعد المجلس التشريعى، والتى تسلمها إسماعيل هنية من حركة حماس كرئيس للوزراء فى نفس العام، وأعتقد أن هذا التسجيل القصير ضمن الصيد الثمين لمكتب التحقيقات التى حصلت عليه مؤخرا ولم تُفصح عن الباقى..، لكن موقع "أوبزرفر" الأمريكى نشر التسجيل كاملا وقال إن أيلى تشوميسكى هو المحرر الذى أجرى حوار هيلارى عن الانتخابات الفلسطينية عندما كان صحفيا فى موقع "جويش برس" للصحافة اليهودية، وكانت هيلارى فى هذا الوقت تخوض السباق لإعادة انتخابها كسيناتور، حيث التقت أسرة تحرير الموقع اليهودى وأشارت إلى الانتخابات الفلسطينية التى جرت فى يناير من نفس العام، وقالت: "أعتقد أنه لم يكن يتوجب علينا الدفع باتجاه إجراء انتخابات فى الأراضى الفلسطينية. أعتقد أن ذلك خطأ كبير، وإذا كنا سندفع باتجاه هذه الانتخابات فإنه كان علينا فعل شىء من أجل تحديد من سيفوز بها" فى إشارة بتزويرها .

 

ويبدو أن مكتب التحقيقات كان يبحث عن سبب قانونى لإعادة فتح التحقيق الخاص بحملة كلينتون دون الوقوع فى حرج مع مرشحة الرئاسة ذات النفوذ القوى، فقد إدرك أنه سيتورط إذا غض النظر عن استجواب كلينتون أو توجيه التهمة إليها بسبب إزالة عدد ليس بالقليل من رسائل بريدها بدون تصريح، ولولا أن ويكليكس قد فضحت الأمر ونشرت هذه الرسائل التى أسفرت عن غضب كبير وتعالى صيحات الرأى العام بعد قراءة ما جاء فيها من فساد مطالبة بفتح التحقيق، لما كان مكتب التحقيقات وقع فى هذه الورطة.

أدرك رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالية أن صمته جريمة وأنه بات منبوذا وغير أهل للثقة، وأن التجسس على المرشحة الديمقراطية لن يكون الأول أو الأخير وأن هيلارى كلينتون هى "مُحارب ميت"! فذهب يبحث عن نقطة البداية.

"هوما عابدين" الباكستانية الأصل ومسلمة الديانة والتى تحرك كلينتون من خلف الكواليس .

تقول مذكرة استخباراتية صدرت حديثا من مساعدى عابدين إنها كثير ما تجاهلت بروتوكولات الأمان خلال رحلاتها إلى الشرق الأوسط، وغيرت كثيرا من إجراءات التعامل مع المعلومات السرية، وإنها كانت تُمنح أعلى التصريحات الأمنية السرية بالنيابة عن كلينتون حتى فى تسلُيم الحقائب الدبلوماسية.. كان هذا بعض ما جاء فى المذكرة لكنه يكفى بكثير إذا ربطنا بين ما جاء فى رسائل البريد الإلكترونى لكلينتون عن التبرعات بالملايين التى تحدث عنها فريق حملة هيلارى ومنهم عابدين، والقادمة بعض زعماء دول الشرق الأوسط وبين منح عابدين تصاريح أمنية لأعلى مستوى من السرية تصل إلى تسلم حقائب دبلوماسية نيابة عن هيلارى فى رحلاتها للشرق الأوسط سنعرف من هى الذراع الأيمن لكلينتون.. الأمر المضحك أن عابدين وكما جاء فى المذكرة كانت تتجاهل بروتوكولات الأمان خلال رحلاتها للشرق الأوسط وكأن هذه الدول لم تصنع الإرهاب والإرهابيين كما يدعون، أو ربما أنها واحدة منهم وتملك حماية نفسها جيدا حين تكون بينهم بدون إجراءات حماية للدبلوماسيين هى فى غنى عنها!، إنه أمر خطير من شأنه ان يفسر زيارات جماعة الإخوان المسلمين الدورية قبل الثورة من مصر إلى واشنطن وهروب العديد من الرموز المهمة للجماعة إلى أمريكا بعد سقوط حكمهم فى مصر، وربما تسلل عناصر تنظيم الدولة الإسلامية أيضا ارتبط بأعمال العنف الأخيرة داخل الولايات المتحدة.

تُعرف الصحفية مى دودين بأن عابدين هى عميلة سرية لجماعة الإخوان المسلمين، وأن لها علاقة مع إرهابيين بالإضافة إلى أنها كانت زوجة لرجل مُنحرف.

 

أصبح طليق عابدين البرازيلى الأصل بين ليلة وضحاها حديث الرأى العام الأمريكى، وتصدر العناوين العريضة لما قد يواجهه هو الآخر من حكم بالسجن فى قضية الدردشة الجنسية مع فتاة قاصر فى غياب تام لطليقته !.

أين الإخوانية هوما عابدين؟!.. اختفت هوما عابدين ليوم ونصف اليوم، لكن وزارة العدل طلبت من مكتب التحقيقات الفيدرالى التحدث إلى محاميها للسماح لهم إجراء البحث الكامل لرسائل البريد التى تم اكتشافها مؤخرا وبشكل قانونى.

تأخر مكتب التحقيقات الفيدرالية كثيرا فى تنفيذ القانون.. إننا فى الفصل الأخير من انتخابات الرئاسة الأمريكية الذى حُسم أمره بالتصويت المبكر للناخبين فى أغلب الولايات الأمريكية، وربما تَعدى النسب المطلوبة للناخبين وألا مجال لتغيير فكر ما تبقى من ناخبين ينبئ بأى تحرك عكسى ومفاجئ ويشكك فى كفاءة ونزاهة المرشحة.. فتباطؤ آلية التحقيقات ستجعل الأمريكيون يرضون بالأمر الواقع او ينتظرون شيئا لا نتوقعه.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

صفوت الكاشف

/////// الولايات المتحدة تعوم على بحيرة من التسريبات ///////

الشعب الأمريكي قد ينحاز إلى الهيلارى كلينتون بحكم أن زوجها الرئيس كلينتون كانت له معهم ذكريات سابقة .. وذلك قبل جورج بوش الأبن ، وقبل الأوباما الفصيح (الذى أدخلته فصاحته إلى القفص الأبيض) ... كانت أيام كلينتون (الزوج) كلها أو معظمها رخاء .. أنهم ينحازون للرخاء // رخائهم أولا .. أما عن عابدين ـ فإن وجودها _قد_ يعنى تسرب الإخوان فعلا إلى حظيرة البيت الأبيض ، ولو في صورة دجــاجـة .. ثم وبالضرورة مع الثقة التامة لهيلاري كلينتون في الهوما عابدين .. وحينما تستمر هيلاري في البيت الأبيض . فإن الإخوان سيكونون مؤثرين ولو بدرجة ما على الحكم هناك .. وعلينا التفكير مرتين في هذا الانعكاس على السياسة .. لابد من الاحتواء (ولو بإرسال بعثة دبلوماسية تتبادل معهم الصور والابتسامات مثلا) .. أما عن التسريبات فهي ليست أكثر من استعراض للديمقراطية .. لأنه لن يترتب عليها أي تغيير كبير محتمل ، وبمراعاة أنهم يستخدمون الإعلام لقيادة الرأي العام هناك ، كما نفعل نحن تماما ، ولسوف يتوارى الترامب ولن يشعر به أحد بعد انتهاء الانتخابات كما يتوارى الكثيرون .. لديهم !!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة