قصة 6 ساعات مثيرة خلف أسوار سجن «المورناج»..

كيف تشاهد فيلما داخل سجن بحضور أبطاله والمساجين؟.. الإجابة فى تونس

الأربعاء، 02 نوفمبر 2016 11:12 ص
كيف تشاهد فيلما داخل سجن بحضور أبطاله والمساجين؟.. الإجابة فى تونس فيلم زيزو
تونس ــ علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تجربة مثيرة بكل المقاييس.. عرض أفلام من المشاركة بمهرجان قرطاج السينمائى خلف أسوار السجن، والجمهور من المساجين، وفى حضور فريق العمل وعدد من الإعلاميين الذين أبدوا رغبة بالمشاركة.
 
التجربة إن دلت على شىء فإنما تدل على مدى الوعى فى منظمة مناهضة التعذيب، وإدارة مهرجان قرطاج السينمائى من جهة، وداخل وزارة الداخلية التونسية وإدارة سجونها من جهة أخرى، حيث بدأوا بالتعاون سَوِيًّا  منذ الدورة الماضية لمهرجان قرطاج فى تنظيم عروض سينمائية فى السجون المختلفة.
 
وفى ظنى أنها تجربة لن تتكرر كثيرا بالنسبة لأى إعلامى، حيث كان الأمر بالنسبة لى أشبه بفيلم داخل فيلم، بدءا من الأتوبيس الذى اصطحب مجموعة من الإعلاميين وفريق عمل الفيلم التونسى "زيزو" للمخرج المخضرم فريد بو غدير، وصولا إلى باب سجن "مرناج"، والقيام بالإجراءات الأمنية المعتادة، إلى الضباط والجنود المتراصين للترحيب بالوفد القادم، ثم دخولنا من الأبواب الحديدية الضخمة إلى باحة السجن ومكان تريض المحكوم عليهم بأحكام مختلفة، فى قضايا متنوعة طبعا ستلحظ عينك الجدران المدهونة بألوان مبهجة والسجاد الممتد على الأرض لاستقبال الوافدين.
 
وعندما تسأل عن الألوان وإعداد المكان للاستقبال والعرض السينمائى، ستجد أن من قام به هو أحد المسجونين، وبعد كلمات ترحيب من المسئولين كان الحدث الأهم أن تجلس بجوار المسجونين والذين تراصوا فى صفوف استعداد لمشاهدة العرض، وهم ينتمون لأعمار مختلفة، وبمجرد أن يدور الشريط السبنمائى تشعر فعليا أنك تتابع فيلمين وليس فيلما واحدا، الشريط السبنمائى " زيزو" والشريط الآخر وأنت تشاهد من  حكم عليهم فى قضايا مختلفة، يجلسون أمام الشاشة فى منتهى التركيز، وكيف يتعاطون مع مشاهد بعينها متى يضحكون، أو يهللون بالتصفيق، ردود أفعالهم على المشاهد الساخنة بالفيلم، فى وجود بطلة العمل التى تجلس بينهم، كيف يهللون لزيزو بطل الفيلم، والذى صار بطلا بالصدفة ضمن سياق الأحداث وتطورها، زيزو الوافد إلى العاصمة فى 2010 وقبل اندلاع  الثورة والذى يدرس الجيولوجيا، ويرغب فى العمل حتى يستكمل دراسته، ويقع فى حب عائشة الفتاة الجميلة المحبوسة طوال الوقت، من جانب عائلتها، التى ترغب فى تزويجها من أحد الأثرياء والمقرب للسلطة، والتى تضطر والدتها لأن تجعلها تجلس عارية بدون ملابس، خوفا من هروبها.
 
زيزو ليس من أفضل أفلام المخضرم "فريد بو غدير" ولكن تجربة مشاهدته وسط عدد من المساجين الذين فقدوا حريتهم لسبب أو لآخر هو المتعة الحقيقة، لأنك ترى كيف يبحثون عن بطل وكيف تحول زيزو إلى بطلهم، وهو ما يعطيهم رحابة التحليق فى الخيال بعيدا عن سجن الجسد، وحسبما يؤكد مدير السجن أن الفترة التى تعقب العروض السينمائية تشهد هدوءا شديدا فى السجن، ولا تحدث مشاكل أو مشادات بين المسجونين لفترة قد تطول لشهر أو أكثر.. وهو ما يؤكد أهمية الفن ودوره، فهل يفكر مسئولو الداخلية المصرية، ومهرجان القاهرة فى محاكاة التجربة، لعل السينما تصلح ما أفسده المجتمع .









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة