طبق بامية وحيد لن يكفى الأسرة كلها، وما تبقى من طاجن ملوخية الأمس وطبقين مكرونة لمن لا يحب "الطبيخ" وما تبقى من صينية البطاطس، هذه الملامح لمائدة آخر الأسبوع عند الكثير من الأسر المصرية لسنوات طويلة مضت، خاصة إذا كنا نتحدث عن الأسبوع الأخير فى الشهر، وهو الطقس الذى كانت تحرص عليه كل أم مصرية مهما كان مستوى الأسرة المادى جيدًا، لأنها تعتبر إهدار هذه الأطباق هو تفريط فى النعمة يعرض لزوالها.
هذا الطقس الذى تراجع شيئًا فشىء من البيوت المصرية تحاول "هبة عبدالعليم" منسقة الطعام ومدونة الطعام إعادته من جديد عبر حملة باسم "ما ترميش الباقى" تقدم من خلالها عدة وصفات وطرق لإعادة تدوير واستخدام "بواقى الأكل البيتى" فى أكلات جديدة، بشكل مميز ونكهة شهية.
هبة عبدالعليم ووصفة سلطة الأرز من إعدادها
وتقول "هبة" لـ"اليوم السابع": "مع ارتفاع الأسعار بسبب تحرير سعر الصرف، ومع اختفاء بعض السلع من الأسواق شعرت أن كل شىء من خزين البيت مهم ولا يجب التفريط فيه، ويجب أن نحسن استخدامها لأقصى درجة ممكنة، وهو ما دفعنى للتفكير فى هذه الحملة من أجل نشر ثقافة إعادة استخدام بواقى الطعام وعدم إهداره".
لماذا اختفى طقس إعادة تناول بواقى الأسبوع من البيت المصرى؟
ترجع "هبة" اختفاء طقس إعادة استغلال البواقى من الأسر المصرية لسبين، فتقول "السبب الأساسى إن الأطفال ما بقوش يحبوا ياكلوا الأكل البايت، بالإضافة لإن الأكل لو اتخزن فى التلاجة بشكل غلط عمره ما هيبقى صالح للأكل".
بودينج الخبز من بقايا العيش الفينو والتوست
ولأن "هبة" ترى أن أكبر أخطاء الأمهات فى طريقة تقديم "البواقى" هى تقديمها بنفس صورتها، طرحت عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" عدد من وصفات الطعام المختلفة باستخدام بواقى الطعام، حرصت على تزيينها وتقديمها بطريقة جذابة للعين لتثبت أنه حتى بواقى الطعام يمكن أن نهتم بطريقة تقديمها وتصبح مغرية للعين وتقول "مشكلة بواقى الأكل إنها دايما بتبقى مهملة ومنظرها مش كويس خاصة لو جمعناها من الأطباق بعد الأكل. فلازم لما نستخدم بواقى الأكل فى عمل أكلة جديدة "نحيى" البواقى دى.
إحياء البواقى بيبقى عن طريق استخدام مكونات طازجة معاها بحيث إن التداخل فى التركيب بيدينا أكلة جديدة تماما، وشكلها بيكون حلو وحيوى زى ما تكون أكلة جديدة لسه معمولة وطبعا طريقة التقديم بتساهم فى تقبل الأكل بكل أنواعه سواء كان جديد أو معاد تدويره".
بقايا الأرز بالفاصوليا السوداء والأعشاب
"الخضار الفريش، الصلصات الطازجة، الزبدة والتوابل بكل أنواعها" اللمسات السحرية التى ترى "هبة" أنها تحول البواقى إلى أكلة جديدة تمامًا، وتقول "لازم الإضافات دى تكون مميزة بنكهة قوية طازجة".
كيف نحفظ الأكل ليكون صالحًا لإعادة الاستخدام؟
ولكى يكون الطعام صالحًا لإعادة التدوير تنصح "هبة" باتباع عدة خطوات، تبدأ من لحظة غرف وتقديم الطعام للمرة الأولى فتقول "مهم نغرف الأكل قد اللى هناكله، لأنه لو اتبقى الأكل فى الأطباق لا يمكن يصلح للتخزين لأنه هيكون سريع الفساد ويتسبب فى إن باقى الأكل يبوظ، أو "يحمض" بالتعبير الدارج".
بقايا الفينو القديم يخزن ويحول لبقسماط
أما النصيحة الثانية فتخص طريقة تخزين "البواقى" حيث يجب أن توضع فى علب بلاستيكية نظيفة محكمة الإغلاق ويتم حفظها فى آخر الثلاجة وليس فى مكان قريب من الباب كى يكون دائمًا بارد، كذلك يجب أن نحفظ كل نوع أكل وحده، بمعنى أنه لا يمكن تخزين نوعين أكل مختلفين فى العلبة نفسها.
وحذرت "هبة" أيضًا من إعادة تسخين الأكل عدة مرات لأن هذا يفقده طعمه وكل العناصر الغذائية فيه ويجعله غير مقبول أو جذاب.
وأشارت مدونة الطعام إلى أن مدة تخزين الطعام ليكون صالحًا للأكل تختلف حسب نوع الطعام وطريقة حفظه وتقول "لو قمنا بتخزينه فى الفريزر يمكن أن يظل صالحًا لمدة شهر، أما إذا كان مخزنًا فى الثلاجة يمكن أن يظل صالحًا وطعمه مقبول لمدة 3 أيام".
هل كل الأكلات صالحة لإعادة التدوير؟
أما الأكلات التى لا يمكن إعادة تدويرها فهناك المحشى والملوخية والبامية المطبوخة على سبيل المثال، فى مقابل عشرات الأكلات التى يمكن أن يعاد تدويرها مثل السمك المقلى والمشوى بأنواعه والدجاج المسلوق والمشوى واللحوم بكل طرق طبخها وأنواع المكرونات والأزر والخبز والصلصات.
أكلة بواقي من إعداد هبة عبدالعليم