وافق المستشار نبيل احمد صادق النائب العام، على إحالة أكبر قضية شملها 292 متهما إلى القضاء العسكرى، لتكوينهم 22 خلية إرهابية تابعة لتنظيم "ولاية سيناء"، وتم ضبط 158 متهما وتم إخلاء سبيل 7 منهم.
وأجريت التحقيقات فى القضية على مدى أكثر من عام أدلى خلالها 66 متهما فى القضية باعترفات تفصيلية تخص وقائع القضية والهيكل التنظيمي لما يسمى بـ(ولاية سيناء) وعدد أعضاء التنظيم ومصادر التمويل وعدد وأسماء بعض القيادات الهيكلية، فيما لم يكشف المتهمون عن اسم (والى التنظيم)، حيث تبين من التحقيق أنهم ليسوا على علم باسمه أو هويته، وأنهم كانوا يتلقون التعليمات الخاصة بالمخططات وتنفيذها من قيادات بالتنظيم، دون أن يعلم أيا منهم بوالى التنظيم.
وكشفت التحقيقات أن المتهم هشام عبد الحليم الكتش يعيش فى سوريا باع كل أملاكه وممتلكاته فى مصر وكلف أحد أقاربه بإعطاء المبلغ "مليون دولار" لبعض أعضاء الخلية، وتبين من اعترافات المتهمين قيام مجموعة كبيرة من المتهمين بتهريب أسلحة من قطاع غزة إلى سيناء، بالإضافة إلى ضبط أسلحة وذخائر ومبالغ مالية مع المتهمين المقبوض عليهم وكتب تكفيرية، وضبط عدد من البطاقات التى تحمل أسماء وهمية لأعضاء التنظيم ومبالغ ماليه بالدولار.
كما تبين من التحقيقات التى أشرف عليها المستشار خالد ضياء المحامى العام الأول، قيام تنظيم أنصار بيت المقدس الذى قامت كوارده بمبايعة أبو بكر البغدادى وأصبحوا ولاية تابعة للتنظيم سموا أنفسهم بـ"ولاية سيناء"، وأن كل أعمالهم تتم باسم تنظيم داعش الإرهابى، وكانت الوقائع باستهداف الأكمنة، وقاموا بعمل أكمنة عن طريق النزول وتفتيش السيارات، وعند إخطار الداخلية والبحث عنهم يعودوا مرة أخرى للاختباء فى الجبال.
وتضمنت التحقيقات واقعة اغتيال 3 قضاة بالعريش فى سيارة ميكروباص، وقام برصد القضاة الإرهابى طارق محمود شوقى نصار من منطقة بئر العبد، حتى وصولهم العريش، بينما تولى تنفيذ الواقعة إرهابيين هما محمد أحمد زيادة، وجواد عطا الله سليم حسن.
وجاءت الواقعة الثانية باستهداف مقر إقامة القضاة المشرفين على الانتخابات البرلمانية بمحافظة شمال سيناء بأحد الفنادق، والتى أسفر عنها مقتل قاضيين و4 أفراد شرطة ومواطن، وقام بتنفيذ الواقعة عمرو محمود عبد الفتاح أحمد المكنى بـ"أبو وضاح" وإسماعيل أحمد عبد العاطى إسماعيل عيد المكنى بـ"أبو حمزة المهاجر".
أما الواقعة الثالثة فهى اغتيال المقدم إبراهيم أحمد بدران سليم مدير إدارة تأمين الطرق والأفواج السياحية بشمال سيناء، والقوة المرافقة له، ورقيب شرطة عبد السلام عبد السلام سويلم، والمجند حمادة جمال يوسف، والذى تم اغتياله بمنطقة جسر الوادى بمنطقة العريش.
والواقعة الرابعة هى تفجير الانتحارى عادل محمد عبد السميع الشوربجى بتكليف من شقيقه القيادى محمد فى أتوبيس يقل سياح كوريين بمدينة طابا بجنوب سيناء، والذى أسفر عن وفاة 3 سائحين وسائق الناقلة وإصابة عدد كبير من السياح.
وجاءت الواقعة الخامسة عن طريق رصد واستهداف الكتيبة 101 قوات مسلحة بشمال سيناء بقذائف الهاون عدة مرات، ويتم التحقيق فيها بمعرفة النيابة العسكرية، وتم إرسال القضية.
أما الواقعة السادسة فكانت عبارة عن زرع عبوات ناسفة بطريق مطار العريش استهدفت مدرعات القوات المسلحة والشرطة أثناء مرورها بالطريق، والواقعة السابعة استهداف قسم ثالث العريش باستخدام سيارة مفخخة قادها الانتحارى أحمد حسن إبراهيم منصور، والواقعة الثامنة استهداف إدارة قوات أمن العريش بسيارة مفخخة.
وجاءت الواقعة التاسعة بسرقة سلاح آلى وخزينتين بالإكراه من قوات الحماية المدنية، واستهداف مبنى الحماية المدنية، وشركة الكهرباء بالعريش، وسرقة ما بهما من منقولات، والواقعة العاشرة إطلاق نيران على معسكر الأمن المركزى بالأحراش فى رفح، والواقعة الحادية عشر استهداف القوات المرابطة بكمين الزهور بشمال سيناء، والواقعة الثانية عشر إطلاق نيران على أكمنة القوات المسلحة واستهدافها، منها أكمنة فى مناطق الوفاء والشلاق والقمبذ وقبر عمير والخروبة.
وتبين أن الواقعة الثالثة عشر كانت محاولة الاستيلاء على كمينى أبو سدرا وأبو الرفاعى وقسم شرطة الشيخ زويد، وراح ضحيتها أكثر من 40 إرهابيا، واعترف فيها تفصيليا المتهم إبراهيم الأسود، والواقعة الرابعة عشر كانت بزرع عبوات ناسفة بخط سير قوات الجيش والشرطة بالطريق الدولى الساحلى بطريق قسم رابع العريش وتفجيرها، والواقعة الخامسة عشر عن طريق رصد مبنى وزارة الداخلية ومبنى المخابرات الحربية براس سدر ومطار أبو حماد بالشرقية وسفارات روسيا وفرنسا وبلجيكا وبورما ومحطة الكهرباء المتنقلة برأس سدر.
كما تبين أن الواقعة السادسة عشر كانت رصد أحد الأقوال الأمنية أسفل جسر العوائد ومقر القوات البحرية بالإسكندرية وبعض الوفود السياحية بفندق العلمين، ورصد القيادى السلفى ياسر برهامى تمهيدا لاستهدافه، والواقعة السابعة عشر كانت لرصد والتخطيط لاغتيال رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى.
وكشفت التحقيقات أن التخطيط لاغتيال الرئيس السيسى تم بين خليتين إحداهما بالسعودية لاستهدافه أثناء آدائه مناسك العمرة فى مكة المكرمة، وكان أحد العاملين ببرج الساعة أحمد عبد العال بيومى وباسم حسين محمد حسين ومحمود جابر محمود على "عاملين بفندق سويس أوتيل ببرج الساعة بمكة المكرمة"، واعترف المتهم أحمد بيومي قائد الخلية الارهابية بالسعودية بتشغيله باقى المتهمين بناء على طلب سعيد عبد الحافظ أحمد عبد الحافظ، وقام برصد الرئيس السيسى، المتهم باسم حسين محمد حسين، كما رصد مهبط طائرات الأسرة الحاكمة بالسعودية ببرج الساعة، وقاموا بشراء بعض المواد التى تدخل فى تصنيع العبوات شديدة الانفجار من سوق الكعكى بمكة المكرمة وتخزينها بالطابق 34 بالفندق معتقدين أن الرئيس السيسى سيقيم بالفندق أثناء العمرة، واعترف أحد المتهمين بعرض زوجته ارتداء حزام ناسف لتفجير نفسها حتى تشغل القوات فى الوقت الذى يقوم فيه أعضاء باقى الخلية باستهداف الرئيس.
كما كشفت التحقيقات محاولة استهداف الأمير نايف، واعترف بذلك طبيب الأسنان على إبراهيم حسن، مشيرا إلى أن أحمد بيومى الطحاوى، ومحمود جابر محمود على خططا لاستهداف الرئيس السيسي والأمير نايف، وأن هناك سيدة تدعى الدكتورة مرفت زوجة أحمد بيومى ستفجر نفسها لعدم تفتيش السيدات.
وجاءت واقعة محاولة اغتياله عن طريق خلية ضباط الشرطة المفصولين "من بين الضباط الملتحين" وقام بها 6 ضباط وطبيب أسنان، وقاد الخلية الضابط محمد السيد الباكوتشى، وأفرادها محمد جمال الدين عبد العزيز، وخيرت سامى عبد المجيد محمود السبكى، والطبيب على إبراهيم حسن محمد، وتولى قيادة الخلية بعد وفاة الباكوتشى وأعضائها عصام محمد السيد على العنانى، وإسلام وسام أحمد حسنين، وحنفى جمال محمود سليمان، وكريم محمد حمدى محمد حمزة ضابط شرطة بالأمن المركزى.
واعترف الأخير بانضمامه لخلية إرهابية تعتنق الأفكار التكفيرية، وسعيه وآخرين للالتحاق بتنظيم ولاية سيناء، والتحق للعمل بقطاع الأمن المركزى عام 2007، وتلقى دورات تدريبية مكثفة نهضت بقدراته القتالية واستخدامه للأسلحة النارية، وارتبط بعلاقة صداقة بزميله محمد السيد الباكوتشى الذى دعاه وآخرين إلى إطلاق اللحية والالتزام دينيا عام 2012، وهو ما لاقى قبول لدى بعض الضباط، وبعدها تم إحالة الباكوتشى إلى الاحتياط، وبحكم وظيفته كان يعلم خطة فض اعتصام الإخوان برابعة، وبلغ بها الضابط محمد البكاتوشي، مشيرا إلى أن الخلية التى انضم لها تهدف لتنفيذ عمليات إرهابية ضد رئيس الجمهورية، وبعض القيادات الأمنية بوزارة الداخلية.
كما اعترف بأن قائد الخلية محمد السيد الباكوتشي أعد لعناصر الخلية برنامجا تدريبيا قائم على محورين أحدهما فكرى يعتمد على الأفكار التكفيرية فى المقرات التنظيمية بقيادة المتهم على إبراهيم حسن محمد "طبيب الأسنان" بمدينة الشروق، وتم الاطلاع على بيانات تنظيم داعش، والمحور الثانى عسكريا، ويقوم على اتخاذ أسماء حركية لكل واحد منهم واستخدام هواتف محمولة غير مزودة ببرامج للاتصال بشبكة المعلومات الدولية، لاستخدامها فى التواصل فيما بينهم، تجنبا للرصد الأمنى، وتدارسوا فيما بينهم كيفية استهداف موكب رئيس الجمهورية أثناء مروره بأى طريق عام أثناء تعيينهم ضمن الخدمات الأمنية المشاركة فى تأمينه بصفتهم ضباط أمن مركزى.
كما درسوا كيفية استهداف وزير الداخلية السابق محمد إبراهيم بصفته من أصدر قرارا بفض اعتصام رابعة، وكان يجتمع كثيرا بضباط الأمن المركزى فى القطاع، واللواء مدحت المنشاوى مساعد وزير الداخلية للأمن المركزى سابقا بصفتهما المسئولين عن فض "اعتصام رابعة"، وأحد أعضاء الخلية المتهم حنفى جمال محمود كان أحد أفراد طاقم حراسته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة