وصل الدكتور عصام خميس، نائب وزير التعليم العالى والبحث العلمى، إلى البلاد قادما من "باماكو" عاصمة جمهورية مالى عقب مشاركته فى فعاليات المؤتمر الإسلامى لوزراء التعليم العالى والبحث العلمى فى دورته الثامنة ممثلاً للدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى ورئيس اللجنة الوطنية المصرية للتربية والعلوم والثقافة. نظم المؤتمر المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) إحدى المنظمات المتخصصة التابعة لمنظمة التعاون الإسلامى بالتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى بجمهورية مالى.
وقال خميس، فى الكلمة التى ألقاها نائباً عن الوزير -حسب بيان صحفى- إن عنوان المؤتمر "التعليم العالى: الجودة والملائمة" يدل بوضوح على انتقالِ طموحاتِ دول العالم الإسلامى من مرحلة وضع الأسس وإرساء البنية التحتية للمنظومة التعليمية والبحثية إلى مرحلة البحث عن الجودة فى مكوناتها.
وألقى نائب الوزير، الضوء على التجربة المصرية فى تطبيق الاستراتيجية الوطنية لتطوير التعليم العالى، والاستراتيجية الوطنية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار واللتان ترتبطان ارتباطًا ظاهرًا بالرؤية الوطنية للتنمية المستدامة (مصر 2030)، وهو ما يعنى توجيه كافة مكونات المنظومتين لخدمة عملية التنمية الوطنية فى كافة القطاعات والمجالات.
ونوه إلى أن مصر تمتلك بنية تحتية جيدة تؤهل لتطبيق وسائل التعليم والتعلم عن بعد فى تخصصاتٍ عديدةٍ فى الجامعات المصرية. وأن رؤيةَ الوزارة ترتكزُ على تحولِ الجامعات إلى مجتمع المعرفة، وتحقيق الملاءمة بين التخصصات وسوق العمل على المستوى القومى. ولقد تم تحقيق مبادرة رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى، والتى أعلن عنها فى عيد العلم عام 2014 "نحو مجتمع مصرى يتعلم ويفكر ويبتكر"، وذلك من خلال افتتاح أكبر مكتبة معرفية إلكترونية لإتاحة العلوم والمعارف الإنسانية والثقافية لكل مواطن على أرض مصر من جميع الأعمار من خلال بوابة "بنك المعرفة المصرى".
وأشار نائب الوزير للبحث العلمى، إلى أن التجربة المصرية فى مجال التخطيط المستقبلى للتعليم العالى والبحث العلمى قد تم بناؤها منذ البدايات الأولى حتى الوصول لصورتها النهائية بسواعد مصرية خالصة، وأنها أبدًا لم تكن معزولة عن العالم فى أى من تلك المراحل بل كان التعاون مع كافة شركاء التنمية فى الدول الشقيقة والصديقة منهجًا ثابتًا نسير عليه من البداية حتى النهاية. فتحركنا فى كل مرحلة باتجاه التجارب الدولية التى حققت نجاحات ملموسة وأخذنا من كل منها ما يناسب احتياجاتنا وظروفنا وكنا ومازلنا على تواصل دائم مع كافة الشركاء إيمانًا بعالمية المعرفة، وبأن تكامل العقول دائمًا ما يؤدى إلى نتائج أفضل. وهو ما يجعلنا نؤكد على استعدادنا لتبادل الخبرات مع كافة التجارب الأخرى فى باقى الدول الشقيقة أعضاء المنظمة الإسلامية وصولاً إلى ما نصبو إليه ونتطلع نحوه من نجاح كامل لمنظومة التعليم والعلوم والتكنولوجيا فى تحقيق التنمية لمجتمعاتنا والتقدم لدولنا.
وتقدم خميس، أثناء مناقشات المائدة المستديرة بمقترح باسم مصر لدراسة إنشاء منصة مقررات هائلة مفتوحة على شبكة الإنترنت للمقررات والأبحاث التى تقدم باللغة العربية Islamic/Arabic MOOCS (Massive open online course) فى مجال علوم الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، ولقد تم الموافقة على تقديم مصر لهذا المقترح للدراسة وطرحه فى الاجتماع القادم.
وأوضح خميس، أن المؤتمر شمل تحديد المجالات البحثية ذات الأولوية وبحث آليات المتابعة لتنفيذ خطط ومشروعات النهوض بقضايا التعليم العالى والبحث العلمى فى الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامى، ومنها مشروع إنشاء مرصد العالم الإسلامى للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، ومشروع إطلاق منصة رقمية متكاملة للنهوض بالجودة والاعتماد والتبادل والتعاون فى جامعات الدول الأعضاء فى المنظمة، وتدشين البوابة الإلكترونية للشبكة الإسلامية للبحث والتعليم.
وأضاف أن المؤتمر نظم حفل توزيع جوائز الإيسيسكو فى العلوم والتكنولوجيا لعام 2016، ولقد فاز بجائزة الكيمياء العالم المصرى د. جلال جميعى الأستاذ المتفرغ بقسم الكيمياء كلية العلوم جامعة حلوان، وبحث المؤتمر تقريرًا بشأن مشروع إنشاء الشبكة الإسلامية للعلماء من النساء فى المجالات العلمية، وناقش فى المائدة المستديرة سبل استخدام وسائل التكنولوجيا الحديثة للنهوض بمنظومة التعليم العالى والبحث العلمى فى الدول الأعضاء فى المنظمة. كما اعتمد المؤتمر تقريراً حول مشروع مرصد العالم الإسلامى للعلوم والتكنولوجيا والابتكار، مما سيوفر لواضعى السياسات وصانعى القرار التوجهات العلمية والتكنولوجية الوطنية والعالمية والبيانات الإحصائية بما يضمن التخطيط القائم على الأدلة العلمية.
واعتمد المؤتمر مشروع منصة رقمية متكاملة للنهوض بالجودة والاعتماد والتبادل والتعاون فى جامعات الدول الأعضاء فى الإيسيسكو، واعتمد المؤتمر تقريرا بخصوص إقامة تعاون مشترك بين الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى بمجال التسويق وتعليم ريادة الأعمال. واعتمد المؤتمر اسم (المجلس الاستشارى للتعليم العالى والبحث العلمى والابتكار)، واعتمد لائحته الداخلية، وانتخب أعضاءه. كما اعتمد مشروع النظام الداخلى للمؤتمر الإسلامى لوزراء التعليم العالى والبحث العلمى.