زار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد ظهر اليوم، مقر "عمودية" مدينة لشبونة، حيث كان فى استقباله فيرناندو ميدينا عُمدة مدينة لشبونة، وأقيمت مراسم الاستقبال الرسمى، وتم تفقد حرس الشرف وعزف السلامين الوطنيين للبلدين.
حضر المناسبة أعضاء مجلس مدينة لشبونة والسفراء العرب والأجانب المعتمدين فى لشبونة، فضلاً عن بعض الشخصيات العامة البرتغالية.
وقال السفير علاء يوسف المُتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن عُمدة لشبونة أهدى الرئيس مفتاح مدينة لشبونة تقديراً للعلاقات التاريخية التى تربط بين البرتغال ومصر، ورحب فى كلمته بزيارة الرئيس إلى البرتغال التى تعد أول زيارة لرئيس مصرى إلى لشبونة منذ 24 عاماً، معرباً عن تطلعه لتعزيز أوصر التعاون بين مصر والبرتغال في كافة المجالات ولمواجهة مختلف التحديات.
الرئيس يصل لشبونة
وأشار "فيرناندو ميدينا" إلى أن مدينة لشبونة قامت تاريخياً بدور نشط باعتبارها جسراً بين الثقافات، وذلك فى ضوء موقعها الجغرافى الذى يقع على نقطة الالتقاء بين المحيط الاطلنطى والبحر المتوسط، مؤكداً على مواصلتها القيام بهذا الدور.
وأضاف المتحدث الرسمى أن االرئيس وقع فى سجل الزائرين بمقر العمودية، وألقى كلمة بهذه المناسبة، فيما يلى نصها:
"السيد/ فرناندو ميدينا
رئيس المجلس المحلي وعمدة مدينة لشبونة
الحضور الكريم
أود أن أعرب لكم بدايةً عن تقديرنا وشكرنا العميقين على حسن الاستقبال وكرم الضيافة الذي أحطتمونا به منذ وصولنا إلى مدينة لشبونة العريقة والجميلة، والتي كانت دوماً جسراً للتعاون والحوار بين الشعوب، ونقطة الانطلاق لحركة الاكتشافات الجغرافية الكبرى التى فتحت آفاقاً جديدة لوعى البشر بأبعاد وحدود عالمنا الواسع، ومثلت منذ قرون منارة للتبادل والتمازج الثقافي والتواصل بين الحضارات، وهو دور يتماثل مع دور مصر التاريخى فى التقريب بين الحضارات فى ضوء موقعها الجغرافى الفريد وإرثها الإنسانى العريق.
واسمحوا لى أن أتقدم إليكم بأسمى آيات الشكر والامتنان على منحى مفتاح مدينة لشبونة، وهى لفتة كريمة تعبر عن رغبة صادقة فى توطيد أواصر الصداقة التاريخية التى تجمع بين بلدينا، ليس فقط على مستوى الحكومات، وإنما على مستوى الشعبين اللذين طالما تطلع كل منهما إلى الآخر بإعجاب وتقدير، وبرغبة صادقة فى التعاون والتواصل الثقافى والحضاري والاقتصادى عبر ضفتى البحر المتوسط.
لقد اقترن اسم مدينة لشبونة تاريخياً بعهد الكشوف الجغرافية الذي قام خلالها البحارة البرتغاليون بدور محوري في التقريب بين قارات العالم وشعوبه وحضاراته. وإنه لمن دواعى سروري أن آتى اليوم إلى مدينة لشبونة العريقة زائراً لأجد أنها لا تزال مستمرة حتى يومنا هذا مركزاً حيوياً للتواصل الحضاري والثقافي النشط، وقلباً نابضاً لحركة التعاون الدولى فى مجالات متعددة، بما تستضيفه من منظمات إقليمية ودولية، فضلاً عن احتضانها للعديد من المؤتمرات والفعاليات الهامة.
من ناحية أخرى، فلقد شهد العالم بمزيد من الاحترام ما أظهره سكان لشبونة مؤخراً من حرص على إعلاء قيم التضامن الإنساني النبيلة تجاه معاناة من أجبرتهم الحروب والصراعات على الهجرة من ديارهم وطلب الأمان في بلاد بعيدة، إذ احتضنت المدينة عدداً كبيراً من اللاجئين الذين وفدوا إليها بحثاً عن حياة آمنة ومستقرة.
السادة الضيوف الكرام
إننى إذ أشكر لكم مجدداً تكريمكم اليوم، فإنني أرى فيه إعلاءً وتوثيقاً للصداقة الراسخة بين الشعبين البرتغالي والمصري، وإننى على ثقة بأن التواصل بين لشبونة ومراكز مصر الحضارية العظيمة كالقاهرة والإسكندرية، بما لهما من رصيد ثقافى وحضاري ممتد عبر التاريخ، سيكون بمثابة إضافة هامة لجهود تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية التى اتفقت مع كبار المسئولين البرتغاليين على تحقيق نقلة نوعية فيها خلال الفترة القادمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة