كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا فى قضية اتهام 292 إرهابيا بالانتماء إلى تنظيم ما يسمى بـ"ولاية سيناء" التابع لتنظيم داعش الإرهابى، أن عددا من المتهمين كانوا من المشاركين فى الاعتصام المسلح لجماعة الإخوان الإرهابية برابعة العدوية، وأنهم شاركوا أيضا فى التجمعات وأعمال التجمهر الإخوانية المناهضة لنظام الحكم القائم، علاوة على اعتناقهم الأفكار الجهادية التكفيرية التى تقوم على العنف المسلح تجاه القوات المسلحة والشرطة ومنشآت الدولة.
وأظهرت التحقيقات فى القضية التى أحيلت إلى النيابة العسكرية، والتى تضمنت وقائع تتعلق بمحاولات استهداف الرئيس عبد الفتاح السيسي والأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولى العهد السعودى بعمليات اغتيال، أن المتهمين اعتنقوا الأفكار التفكيرية لتنظيم داعش الإرهابى وقاموا بمبايعة زعيمه أبو بكر البغدادى قائدا لهم، وأنهم استعانوا بـ"نماذج مصغرة" للكمائن الأمنية للقوات المسلحة بشمال سيناء المراد استهدافها بناء على معلومات الرصد المجمعة عنها، والتدريب من خلال تلك النماذج قبل تنفيذ العمليات الإرهابية فى مواجهة تلك الكمائن.
وتضمنت اعترافات المتهمين انضمامهم لجماعة ما يسمى بـ"ولاية سيناء" - وهى أحد أفرع تنظيم داعش الإرهابى - والتى يعتنق أفرادها وعناصرها أفكارا تكفيرية تقوم على تكفير الحاكم ووجوب الخروج عليه، بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية، والتحاقهم بإحدى خلاياها التنظيمية التى تتولى تنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد القوات المسلحة والشرطة ومنشآتهما والمنشآت العامة، والتحاقهم أيضا بمعسكرات تدريبية بمدينة الشيخ زويد (محافظة شمال سيناء) وغيرها من المعسكرات بذات المحافظة، ومشاركتهم فى تنفيذ العديد من العمليات الإرهابية فى مواجهة الكمائن الأمنية التابعة للقوات المسلحة وقسم شرطة الشيخ زويد.
وتبين من اعترافات عدد من المتهمين أنهم انضموا إلى تجمهر ميدان رابعة العدوية عقب أحداث ثورة 30 يونيو 2013، إلى أن تم فضه، ثم شاركوا فى التجمهرات المناهضة لنظام الحكم القائم بالبلاد واعتنقوا الفكر الجهادى القائم على تكفير الحاكم بدعوى عدم تطبيق الشريعة الإسلامية وضرورة قتال معاونيه من القوات المسلحة والشرطة تحت زعم "موالاتهم للكفار" .
وكشفت التحقيقات واعترافات المتهمين أن الجماعة الإرهابية التى انضموا إليها، اعتمدت فى تنفيذ عملياتها العدائية على الأسلحة الآلية الخفيفة والثقيلة، والصواريخ المضادة للطائرات والدبابات (آر بى جى وكورنيت) والعبوات المفرقعة والسيارات المفخخة، حيث كانت كل مجموعة مزودة بسيارة ربع نقل مموهة المعالم مسلحة بالبنادق الآلية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، إضافة إلى قاذف صاروخى من طراز (آر بى جى)، وتتخذ تلك المجموعات أكواخا بمناطق تمركزها لينطلق منها أفرادها لارتكاب عملياتهم العدائية.
وأشار المتهمون فى اعترافاتهم إلى أنه فى إطار إعداد عناصر الجماعة فكريا وعسكريا، أطلعهم (أبو مروان المصرى) مسئول التجنيد والتنظيم، على إصدارات الجماعة العسكرية، ولقنهم (أبو حمزة السيناوى) أفكار الجماعة.. كما تلقى المتهمون دورة تدريبية فى اللياقة البدنية والتشكيلات العسكرية وفك وتركيب الأسلحة النارية بإحدى معسكرات الجماعة بمنطقة العقدة بالشيخ زويد، على يد عدد من المتهمين ممن يتولون مسئولية التدريب بالجماعة.
وذكر المتهمون أنهم وعناصر أخرى من أعضاء الجماعة تلقوا أيضا تدريبات قتالية على الاقتحام العسكرى بأحد معسكرات الجماعة بمنطقة الوقف بالشيخ زويد، حيث تم خلالها التدريب على اقتحام عدد من الكمائن الأمنية، من بينها كمينى أبو رفاعى والسدرة، وكمائن أخرى بمدينة الشيخ زويد، بغرض أسر أكبر عدد ممكن من الجنود، والإعداد لعرض عسكرى لعناصر التنظيم بأنحاء المدينة عقب نجاح مخططهم الميدانى، حيث تولى قيادة العملية المكنى أبو هاجر المصرى، بينما اطلع (أبو محمد المصرى) بمسئولية القيادة الميدانية.
وأشار المتهمون إلى أنه تم تقسيم العناصر المشاركة فى عمليات استهداف الكمائن الأمنية إلى 6 مجموعات وهى مجموعة ما يسمى بـ"الاستشهاديين" والتى تتولى اقتحام المواقع المراد استهدافها بسيارات مفخخة، ويعقبها أفراد المجموعة الثانية "الانغماسيين" والتى تتولى اقتحام المواقع واستهداف القوات المتبقية، والثالثة مجموعة الدعم والتى تقدم العون لعناصر المجموعة الثانية، والمجموعة الرابعة "الإسعافيين" والتى تتولى إسعاف من أصيب من عناصر المجموعتين الثانية والثالثة، والمجموعة الخامسة "قطع الإمداد" والتى يتولى عناصرها منع وصول التعزيزات لأفراد الجيش المستهدفين بالعملية، والمجموعة السادسة والأخيرة "مجموعة الإعلاميين" والتى يتولى عناصرها توثيق مجريات الاقتحام.. وكانت عمليات تدريب العناصر المشاركة على التنفيذ تتم باستخدام نموذج مصغر لموقع تنفيذ كل عملية.
وقال المتهمون إنه لدى تنفيذ خطة استهداف كمين أبو رفاعى بالشيخ زويد، قام (أبو أسامة المصرى) بإلقاء كلمة تحفيزية فى المتهمين، لتحريضهم على تنفيذ مخططهم، وتمركزت العناصر المشاركة فى التنفيذ بعدد 10 سيارات دفع رباعى بالقرب من الكمين، ثم تحرك المكنى أبو عبد الله الصعيدى (أحد العناصر الانتحارية) بسيارته المفخخة وفجر نفسه بمقر الكمين، غير أن انقطاع الاتصال مع قائد العملية أدى إلى تأخر تحرك العناصر الانغماسية حتى تمكنت قوات الجيش بالكمين من إعادة تمركزهم والنيل من جميع العناصر الانغماسية، إلا أن عناصر مجموعة الدعم تمكنت من فرض سيطرتها.
وأشار المتهمون فى معرض اعترافاتهم إلى أن المكنى أبو مصعب السيناوى تمكن بمفرده من قتل 4 مجندين من القوات المسلحة المتمركزين بكمين أبو رفاعى.. علاوة على الهجوم على قسم شرطة الشيخ زويد، قبل أن تتدخل طائرات القوات المسلحة وتقصف تجمعات الإرهابيين وتوقع بهم خسائر كبيرة فى الأرواح ويتم نقل المصابين من عناصر الجماعة إلى معسكر التنظيم بمنطقة الموقف بالشيخ زويد لإسعافهم.
وأكد المتهمون أن (أبو عائشة المهاجر) قام بتفجير مبنى نادى ضباط الشرطة بالعريش، وقام المتهمان المتوفيان عمرو محمود عبد الفتاح المكنى أبو وضاء المهاجر، وإسماعيل أحمد عبد العاطى المكنى أبو حمزة من تنفيذ عملية استهداف فندق إقامة القضاة بمدينة العريش، واضطلاع عناصر التنظيم باستهداف كمين العبايدات بالشيخ زويد والاستيلاء على مدرعتين تتبعان القوات المسلحة.
وكشفت التحقيقات واعترافات المتهمين أن هيكل جماعة ولاية سيناء يقع على رأسه (الوالى) والذى هو قائد التنظيم، ويليه مسئول نقل التكليفات (أبو عمر)، ومسئول الأمن المكنى أبو مروان، والمسئول العسكرى المكنى أبو الزبير السيناوى، والمسئول الميدانى المكنى أبو أنس الخطيب، والمسئول الإعلامى المكنى شادى المنيعى، ومسئول تصنيع العبوات المتفجرة المكنى أبو سليمان وأبو يعقوب، ومسئول الاستشهاديين المكنى أبو هاجر، ومسئول المهاجرين المكنى أبو بصير، ومسئول الشرعيين المكنى أبو عادل السيناوي.
وأوضح المتهمون أنه تم تقسيم ما أطلقوا عليها (ولاية سيناء) إلى عدة مناطق، ولكل منطقة مسئول، وكل منطقة مقسمة إلى مجموعات ويتولى كل مجموعة منها مسئول، ومزودة بسيارة نقل مموهة المعالم ومسلحة بالبنادق الآلية الخفيفة والمتوسطة والثقيلة.
وذكر المتهمون فى معرض اعترافاتهم أنهم تلقوا دورات إعداد المقاتلين بمعسكرات التنظيم، حيث تلقوا تدريبات بدنية وأخرى عسكرية تتعلق بكيفية التعامل مع الأسلحة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة