أحمد إبراهيم الشريف

4سنوات من القتل فى ميانمار

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2016 06:36 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما يتأمل الإنسان وضع المسلمين فى الأرض، يسأل نفسه هل نعيش مرحلة ظلامية سنخرج منها قريبا ونحن قادرون على إثبات وجودنا الشخصى، لكن حقيقة، يصيبنى الشك فى ذلك، عندما أعرف أن قرابة 100 ألف من الروهينجا، وهم الأقلية المسلمة فى ميانمار، يعيشون فى مخيمات منذ أحداث العنف التى شهدتها البلاد عام 2012، كما أن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى تداولوا منذ أيام قليلة على مواقع التواصل الاجتماعى، مقاطع فيديو لآلاف النازحين من أفراد  هذه الأقلية، جالسين فى العراء منذ أسبوع دون مؤنة.
 
لست قادرا على تخيل ما يحدث فى هذا البلد الآسيوى، الذى ما كنا سنسمع عنه لولا هذه الأحداث الدامية، التى تزداد بشكل يومى، ولولا تفكيرها الشاذ جدا، القائم على إلغاء شعبها والتفكير فى إبادته بادعاء أنه مهاجر غير شرعى، وذلك لمصلحة طائفة دينية أخرى هم الهندوس، بما يعيدنا إلى عصور التخلف والقتل باسم الدين الذى يبدو أمرا مطبوعا فى النفس الإنسانية بوجه عام.  
 
التهجير والقتل والاغتصاب والحرق والتجويع هو ما تحمله الصور والفيديوهات التى تملأ صفحات الإنترنت، لكنها أبدا لا تتجاوز هذه الصفحات، ندخل لنعلق ونتحسر ونلعن ونطالب بإنقاذ البشر هناك من يد الجزارين، الذين فقدوا إنسانيتهم، ثم نخرج شاعرين بالإحباط العام لكن بلا جدوى حقيقية، عارفين أن غضبنا لا يملك قدرة حقيقية للتحقق. 
المسلمون فى العالم، خاصة فى البلاد العربية، لا صوت لهم فى هذه القضية، هم غائبون لا تحس لهم وجودا، حتى إن الإنسان يتعجب من كون الدول العربية التى تملك مكانة اقتصادية مهمة ليس لها أى تأثير فى هذه القضية، رغم أن العالم تحكمه المصلحة والجوانب الاقتصادية، لكن العرب، وفى كل قضاياهم، أثبتوا فشل نظرية أن العالم يحكمه الاقتصاد أو فشلوا هم فى تطبيقها.
 
أما العالم الخارجى فيبدو أن اشتعال العالم يعجبه، يريد أن تظل هناك حرائق لم تطفأ بعد، حتى يستمرون فى التعليق على شىء ما، أو تريد الحكومات أن تؤكد لشعوبها أنهم يعيشون فى نعمة بعيدا عن الهمجية الموجودة فى البلاد الأخرى متناسين أن تجاهل همجية الآخر هى نوع من التواطؤ معه تصل لحد مشاركته الإثم.
العالم يدين نفسه عندما تظل هذه المذابح قائمة لمدة تزيد على4 سنوات دون وجود حل ودون وضوح مستقبل، وذات يوم سوف نجنى نتيجة هذا الصمت الرهيب، الذى يحط بنا، ربما يموت أبناء الروهينجا أو يهجون من الأرض، ووقتها سوف تنتصر الكراهية ونفى الآخر وإلغائه، وبالتالى ستنتشر هذه الثقافة فى الأرض، وستصيب لعنتها الجميع. 









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة