توقعت أن يصدر بيان عاجل من وزارة الثقافة أو السياحة أو الآثار، لتوضيح ملابسات ما حدث فى حفل عازف الكمان الفنان الألمانى العالمى، جيدون كريمر، وفرقته فى قصر الأمير محمد على توفيق، بالمنيل، الأسبوع الماضى، ومنع السفير الألمانى من حضور الحفل، وتسبب فى بوادر أزمة دبلوماسية، وطلبت السفارة الألمانية من الخارجية المصرية «مذكرة إيضاح دبلوماسى لحقيقة ما حدث».
توقعت أن يكون هناك اهتمام من الحكومة بمأساة قصر المنيل، وتشكيل لجنة تحقيق على الفور، لمعرفة المتسبب فى الأزمة، وتحديد المسؤول عن الفضيحة ثم المحاسبة اللازمة حتى لا تتكرر مثل هذه المواقف «المهينة» والمشية والمسيئة لمصر وضيوفها.. لكن للأسف شىء من هذا لم يحدث.
المسألة ليست بالأمر الهين الذى يتم التغاضى عنه وتجاهله.. فنحن نتحدث عن فنان عالمى له معجبون ومتابعون بالملايين فى ألمانيا، وفى أوروبا وفى كل أنحاء العالم.. وبمجرد إعلانه عن غضبه واستيائه مماحدث معه فى مصر، وما تردد بأنه لن يعود إلى «هذا البلد مرة أخرى» بعد ما حدث معه، فسوف يؤثر ذلك بالتأكيد على ملايين المعجبين وعلى صورة مصر لديهم وعلى رغبتهم فى زيارتها، فى وقت نحن فى أمس الحاجة للسياحة الألمانية والأوروبية فى ظل التراجع الشديد فى حركة السياحة الوافدة إلى مصر وخلو المدن السياحية من الزوار.
تخيلوا لو أرسل السفير الألمانى تفاصيل ما حدث معه إلى وسائل الإعلام الألمانية، أو كتب الفنان كريمر أنه لن يعود إلى مصر لأنها بلد تهين الفن ولا تحترمه.. ماذا ستكون النتيجة.. وكيف وهو بلد ينفق ملايين الدولارات من أجل تحسين صورته فى الخارج من خلال زيارات وسفريات وحملات إعلانية ودعائية لتنشيط السياحة.
تصرفات عشوائية، وغير مسؤولة ألحقت بالسياحة المصرية أضرارا بالغة، زادت الأمر سوءا عما هو حادث الآن منذ عدة سنوات، بسبب العشوائية فى الإدارة والتنظيم وغياب التنسيق والرقابة والمتابعة والمحاسبة.
حتى اللحظة لم يصدر بيان يوضح حقيقة ما حدث، ولم يؤد ما حدث إلى انزعاج حكومى لمحاسبة المسؤول، وهو ما يتكرر فى مواقف كثيرة .
فى الأخير.. ليس أقل من اعتذار واجب من الحكومة للسفير الألمانى يوليوس جيورج لوى، لاحتواء ماحدث وعدم تكراره.. والاعتذار أيضا للفنان الألمانى ودعوته مرة أخرى بشكل رسمى لإقامة حفله فى دار الأوبرا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة