قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، إنه بعد أسبوعين من فوز الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، يراهن المستثمرون فى جميع أنحاء العالم على تعهداته بشأن خفض الضرائب، وتقليل القوانين، والتى من شأنها أن تنعش الاقتصاد الأمريكى.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الموجة من الحماس تسببت فى رفع الأسهم إلى أعلى مستوياتها أمس الاثنين، وتدفق الكثير من الأموال فى أسهم الولايات المتحدة، الأمر الذى أسفر عن ارتفاع قيمة الدولار مقابل سلة العملات، مثل اليورو، وأيضا مقابل عملات الدول النامية مثل البرازيل وتركيا والمكسيك. ويدعم الدولار القوى اتجاه الاحتياطى الفيدرالى (البنك المركزى الأمريكى) لرفع سعر الفائدة الشهر المقبل، مما سيؤثر على الأسواق الناشئة حيث سيكون صعب على الحكومات والشركات المدينة للولايات المتحدة دفع ديونها بالدولار المتزايدة قيمته.
ويحذر المحللون الاقتصاديون من أن انتعاش الدولار والاقتصاد الأمريكى، ربما يكون له تأثيرا سلبيا على الأسواق الناشئة، وأشارت الصحيفة إلى أن انتعاش الأسواق يناقض توقعات بورصة "وول ستريت" قبل الانتخابات بشأن تأثير فوز دونالد ترامب.
وعلى الرغم من أن الأسواق الآسيوية هبطت بعد فوز دونالد ترامب المفاجئ، إلا أنها سرعان ما تعافت بعدما وضع ترامب الخطوط العريضة لخطته الاقتصادية.
واعتبرت "نيويورك تايمز" أن الموجة الحالية من الحماس تذكر بما حدث بعد انتخاب رونالد ريجان فى 1980، عندما أيد وتبنى المستثمرون حول العالم وجه نظره "المتفائلة" بشأن إمكانيات سوق العمل الأمريكى.
ونقلت الصحيفة عن أرثر لافر أحد مستشارى ريجان بشأن السياسة الاقتصادية، وينصح ترامب فى الشأن نفسه قوله "عندما يبدأ شئ مماثل، تجد الناس تحتشد والرفاهية ستكون كبيرة". ورغم أن لافر لم يذكر الكثير بشأن ما أحدثته سياسة ريجان من عجز الموازنة وارتفاع الدين، إلا أن حماسه عكس المزاج العام فى الأسواق إذ يختار المستثمرون أن يضعوا الأفكار السلبية جانبا وأن يراهنوا على رواج الأسهم التى يأملون أن تدعمها الطفرة الاقتصادية التى يمكن أن يحدثها النهج الاقتصادى الذى يتبناه ترامب.
ويرى المستثمرون والمحللون الاقتصاديون أن سيطرة الجمهوريين على الكونجرس بغرفتيه "الشيوخ" و"النواب"، وأيضا على البيت الأبيض ستضع نهاية للسياسات الانقسامية التى اتسمت بها فترة أوباما، تلك التى منعت الإدارة من اتخاذ خطوات مباشرة لتحفيز الاقتصاد.
وأعلن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، أمس الاثنين، أنه سيتخذ فى اليوم الأول من ولايته الرئاسية قرارا بالانسحاب من اتفاق "الشراكة عبر المحيط الهادئ" (تى بى بى) الذى وقعته 12 دولة عام 2015 باستثناء الصين.
وأوضح ترامب الذى يتولى مهامه فى 20 يناير، فى شريط فيديو بثه فريقه الانتقالى الاثنين أن اتفاق "الشراكة عبر المحيط الهادئ" يشكل "كارثة محتملة بالنسبة إلى بلادنا". وأضاف "بدلا من ذلك (الاتفاق)، سنفاوض بشأن اتفاقات تجارية ثنائية وعادلة تعيد الوظائف والصناعة إلى الأراضى الأمريكية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة