من السهل على الإنسان المسؤول أن يسترخى فى منصبه مدعيا أن الظروف والحياة أقوى منه، وأن الإمكانات المتاحة لا تساعده على حل مشكلاته، وأن الظروف العامة تلقى بأثرها على كل الهيئات والمؤسسات، هذا ما يحدث كثيرا فى هيئات مصر وداخل أروقتها العريقة، لكن البعض يفكرون بطريقة مختلفة فيحاول طوال الوقت البحث عن حل وتجريب أفكار جديدة خاصة بعد دراستها بشكل جيد ومنحها فرصة للتجريب والابتكار وهذا ما تفعله وزارة الآثار مؤخرا.
تحاول الوزارة، التى تعرف جيدا أنها تعانى من نقص إيراداتها فى الفترة الأخيرة، أن تشارك بشكل إيجابى فى مقاومة هذه الفترة العصيبة على مصر من الناحية السياحية، وذلك بأفكار جديدة منها فكرة فتح المتاحف ليلا، خاصة أن هناك دولا عالمية كبيرة تنفذ هذه الفكرة، وفى مصر بدأوا بالمتحف المصرى لمدة يومين فى الأسبوع وعند نجاح الفكرة سوف يتم تعميمها على جميع الأيام، وبعد ذلك سوف تنتقل إلى متاحف أخرى جديدة.
فى هذا الأمر هناك جانب مهم يجب الإشارة إليه، هو أن الوزارة انتقلت من التفكير للتنفيذ، وأعتقد أن كثيرا من السائحين خاصة الأجانب سوف يرغبون بشدة فى رؤية المتحف المصرى بقطعه الأثرية المتعددة ليلا كما رأوه نهارا، كما أن الأمر سوف يترك صدى جيدا يتعلق بالأمن والأمان الموجود فى مصر، لدرجة أنها تفتح متاحفها وتعرض قطعها الأثرية ليلا.
لكن هذه الأمور تحتاج أشياء أخرى إضافية أهمها الدعاية والترويج لهذا الحدث المهم، ويجب التركيز على أن تكون الدعاية الخارجية فى كل دول العالم المتوقع لها أن تأتى لزيارة مصر، وأن تكون هذه الدعاية مصحوبة بصور تم تنفيذها بطريقة جيدة للمتحف ليلا، ونشر هذه الصور فى المجلات الأجنبية الشهيرة ووضعها فى مطارات مصر المختلفة، كذلك عرض قطع أثرية جديدة فى أرجاء المتحف لإبهار السائح بالمختلف فى التوقيت والعرض معا.
وشىء آخر على وزارة الآثار أن تقوم به هو سرعة فتح متحف الفن الإسلامى المنتهى ترميمه منذ نحو سنة كاملة وينتظر لحظة البدء التى لا نعرف سبب تأخيرها حتى الآن، رغم الأهمية الكبرى التى يقدمها افتتاحه على المستويين الجمالى والأمنى لمصر، لأن ذلك المتحف مرتبط فى أذهان الناس بمحاولة تفجير مديرية أمن القاهرة منذ نحو ثلاث سنوات، ويجب أن ينفذ فيه أيضا فكرة افتتاحه ليلا حتى تنتشر فكرة الأمان المصرى بشكل كبير.
وزارة الآثار تحاول وعلى الدولة أن تساعدها وعلى الأفراد داخلها أن يكونا على قلب رجل واحد للمرور من الأزمة الاقتصادية والوصول لدرجة من الأمان للجميع.