أكرم القصاص

«فيس ميزو.. وفيس أوباما»

الخميس، 24 نوفمبر 2016 07:53 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الموضوع أكبر من مجرد المدعين وهواة الشهرة و«الحالانجية».. فالأمر أوسع.. وعندما نذكر وسائل الإعلام فإنها لم تعد الأدوات القديمة من صحافة وإذاعة وتليفزيون، لكن مواقع التواصل أصبحت جزءا رئيسا منها، وهى أدوات محايدة لا شريرة ولا خيرة، والبشر هم من يمنحها قوتها وضعفها. وهم من يحولونها إلى منصات لحملات اجتماعية وتضامنية ومنهم من يجعلها منصات للشائعات الأكاذيب والباحثين عن الشهرة أو الانتقام. الشهرة على طريقة مجانين المهدى المنتظر أو الانتقام مثل تحويل مواقع التواصل إلى منصات لأكثر النعرات الطائفية تطرفا وتخلفا فى عالمنا العربى والإسلامى.
 
هذا النقاش يفرض نفسه على العالم ولم تعد تقتصر على دولة دون أخرى، ولا يتعلق بمدى حب أو كراهية هذه الأدوات، لكنه يتعلق بكون هذه الأدوات تمثل ثورة كبرى، توقعها مبكرا جدا «الفين توفلر»، وعلماء المستقبليات، ويحاول بعض المحللين رسم تصور لمستقبل تلعب فيه هذه الوسائل أدوارا أكثر عمقا فى نشر الثقافة والحوار بدلا من أن تصبح ادوات للكراهية والجهل، بل ويصل الأمر أحيانا ببعض مستخدمى مواقع التواصل أن يطلبوا حظر بعضهم، وبينما يرفعون شعارات عن «حرية الرأى» عند أول خلاف يسارعون بالدعوة لمصادرة المختلفين معهم، لدرجة أن الأسرة نفسها تنشطر بسبب خلافات أفراد منها فى الذوق العام.
 
مؤخرا قال الرئيس الأمريكى باراك أوباما، إن فيس بوك ملىء بالأخبار الكاذبة والمضللة.. وكلما ردد الناس تلك الأكاذيب زاد معدل ترديدها على أنها حقيقة.. كان أوباما يتحدث عن إحصائيات تكشف أن ما بين 20 - %35 مما ينشر على فيس بوك، مضلل وكاذب. واعترف مارك زوكربرج بأن إدارة الموقع بدأت حملة لتنقية الموقع الأشهر من الأخبار الكاذبة، لكن الأمر يبدو ضربا من المستحيل، لأن مليارات المواد تنشر يوميا ولا يوجد معيار لتحديد الشائعة من الخبر، أو الخبر الكاذب من الصحيح.
 
الكاتب الكبير عبدالرحمن الراشد كتب فى الشرق الأوسط مقالا عما سماه أكاذيب على «فيس بوك وأخواتها»، قال فى السابق كان بعض الإعلاميين يكذبون على جمهورهم، أما اليوم فبعض الجمهور صار يكذب على الجمهور، ويمكن لهذه الأكاذيب أن تدفع الناس إلى قناعات خاطئة فى وقت يعم التحريض والصدام.
المهم أن هذه الأدوات أصبحت واقعا، وأمامها وقت حتى تستقر، ثم إنها ليس شرا مطلقا، ففيها الكثير من الحملات ومواقع الكتب والثقافة والحوارات الجادة والبحث عن الأصدقاء وليست كلها «ميزو» أو نصابى «جلب الحبيب».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة