فى رسالة طمأنة، ومحاولة للتأكيد على أن أمريكا تتسع للجميع، وفى محاولة للرد على المخاوف التى آثارها البعض من وجود استهداف للمسلمين الأمريكيين بعد فوز الملياردير الجمهورى دونالد ترامب برئاسة البيت الأبيض، أقدمت الحكومة الأمريكية على تحريك دعوى قضائية ضد بلدة فى ولاية نيوجيرسى بسبب تعنت المسئولين فى تمرير الإجراءات الخاصة ببناء أحد المساجد.
وقبل ما يقرب من شهرين من تسلم ترامب مهامه الرسمية، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته باراك أوباما يوم 20 يناير المقبل، وبعد الصخب الذى خلفته تصريحات الرئيس المنتخب بشأن الإسلاميين خلال حملته الانتخابية، رفعت الحكومة دعواها أمام المحكمة الاتحادية فى نيويوآرك بولاية نيوجيرسى، متهمة مسئولو بلدة برناردز بـ"التمييز" ضد المسلمين، لرفضها خطة الجمعية الإسلامية لبناء المسجد.
وأضافت الدعوى أن مسئولى التخطيط فى بلدة برناردز وضعوا شروطا مشددة مستحيلة تعجز الجمعية الإسلامية فى باكسنج ريدح عن الوفاء بها بعد اعتراض من عدد من العامة قائم على تحيز دينى.
وقالت الدعوى التى أقامتها وزارة العدل الأمريكية: "المبررات التى وضعها مجلس التخطيط لرفض تطبيق الخطة الخاصة بالموقع كانت مجرد ذريعة، وفى الحقيقة فإن مجلس التخطيط رفض التطبيق بناء على تمييز ضد المسلمين."
وكانت الجمعية الإسلامية قد رفعت فى السابق دعوى تمييز ضد البلدة فى مارس بعد معركة على مدى أربع سنوات مع مجلس التخطيط. ودعمت عدة منظمات للحقوق المدنية الدعوى.
ورفض محام باسم البلدة الواقعة على بعد 48 كيلومترا غربى مدينة نيوجيرسى التعليق أمس الثلاثاء، قائلا إنه لم يطلع على الدعوى التى رفعتا الوزارة، ولم يتسن الحصول على تعليق من مسئولى البلدة.
وتتزامن مزاعم وزارة العدل مع زيادة فى جرائم الكراهية لاسيما ضد المسلمين فى أعقاب حملة انتخابات الرئاسة التى أثارت انقساما حادا.
وتشدد قوانين جرائم الكراهية الاتحادية العقوبات على السلوك الإجرامى الذى يكون دافعه التمييز ضد الضحية بناء على العرق أو الدين أو الجنس أو التوجه الجنسى أو غير ذلك من الفئات التى تحظى بالحماية.
وكان موقع "بازفيد"، الإخبارى الأمريكى نشر خبر فى أكتوبر الماضى يوضح أن مسجد فى مدينة نيوجيرسى بالولايات المتحدة، تعرض للاعتداء من قبل مخربين قاموا بكتابة عبارات مسيئة على جدرانها من الخارج.
وأوضح الموقع، أن مبنى مخصص للمسلمين فى بايون- نيوجيرسى تعرض للاعتداء، حيث وجد المصلون عبارات مسيئة للعرب والمسلمين على جدرانه من الخارج، بالإضافة إلى كتابة اسم "دونالد ترامب"، المرشح الجمهورى لانتخابات الرئاسة الأمريكية.
وقال وحيد أكبر، أحد أعضاء المجلس المسئول عن مسجد بايون، إنهم وصلوا لأداء صلاة فجر الجمعة ليجدوا هذه العبارات المسيئة. ويعتقد أكبر أن تصريحات ترامب المعادية للغرباء والمسلمين نشرت حالة من الخوف وسوء الفهم حول المسلمين وجرأت البعض للقيام بمثل هذه الأفعال العدائية.
وبينما أعرب حمزة خالد، المتطوع فى المسجد، عن حزنه لهذا الأمر، لكنه قال إنه شعر بالارتياح لما وجده المسلمين من دعم من المجتمع الأمريكى خلال الأشهر الأخيرة وبعد هجوم الجمعة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة