فرحة عارمة اجتاحت العالم العربى وكل من يكره دولة الاحتلال الإسرائيلى فى أعقاب النيران التى نشبت فى الغابات بمدينة القدس المحتلة و مدينة "حيفا "الواقعة فى شمال إسرائيل منذ 4 أيام ، لدرجة أن الكارهين لهذه الدولة التى قامت على أنقاض فلسطين "الحبيبة " دشنوا العديد من الهاشتجات على مواقع التواصل الاجتماعى تحت اسم "إسرائيل تحترق" ظناً منهم أن نهاية إسرائيل قد أقتربت .
حرائق إسرائيل تهدف لبناء مستوطنات بالأماكن المحترقة
لكن الحقيقة المرة التى ستفاجأ الكثيرين ممن فرحوا بهذه الحرائق ، أن الهدف منها هو بناء مستوطنات جديدة فى الأماكن التى تعرضت للحرائق ، خاصة وأن هذه الحرائق التى تعمدت إسرائيل أشعلها بنفسها جاءت بعد فوز الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب الذى وعد بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس وكذلك إطلاق يدها فيما يتعلق ببناء المستوطنات، بمعنى أن ما يتم هو سياسة " الأرض المحروقة".
والدليل على ذلك أن القناة الثانية بالتلفزيون الإسرائيلى نشرت تقريرا أكدت فيه أن عددا من أعضاء الكنيست من اليمين المتطرف وكذلك عدد من وزراء الحكومة طالبوا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو بالسماح ببناء مستوطنات جديدة فى القدس وذلك بعد يومين من فوز " ترامب" فى الانتخابات الأمريكية .
كما قررت السلطات الإسرائيلية بناء 500 وحدة استيطانية جديدة فى مدينة القدس المحتلة أول أمس الأربعاء فى ثانى يوم من اندلاع الحرائق ، الأمر الذى دفع سفير مصر لدى تل أبيب حازم خيرت لاستنكار هذا القرار من قبل الحكومة الإسرائيلية خلال المؤتمر السنوى لصحيفة " جيروزاليم بوست" .
وليس صدفة أن تستهدف الحرائق المناطق التى وضعها مجلس المستوطنات القومى التابع للحكومة الإسرائيلية الذى وضع خطة لبناء العشرات من المستوطنات حتى عام 2020، بهدف ضم المناطق الاستراتيجية التى تقع خارج البؤر الاستيطانية فى القدس المحتلة.
الجيش الإسرائيلى لم يتدخل لإطفاء الحرائق حتى الآن
ويبقى السؤال الأهم هو لماذا لم يتدخل الجيش الإسرائيلى حتى كتابة هذه السطور من أجل إخماد الحرائق المندلعة منذ 4 أيام ، رغم أن الجيش الإسرائيلى يمتلك من المعدات والتقنيات ما تؤهلة من إخماد هذه الحرائق فى غضون ساعات قليلة، بل أعلن "نتنياهو" أنه فى حاجة إلى مساعدات من دول تركيا واليونان وقبرص وغيرها لكى يكمل أركان المسرحية وهى أن "إسرائيل تحترق" وفى حاجة لإغاثة عاجلة .
والملف أيضا أن الجيش الإسرائيلى يقوم بين الحين والأخر بمناورات عسكرية تتضمن قوات من الحماية المدنية لمواجهة الكوارث الطبيعية بما فيها الحرائق ،وأصبحت هذه المناورات سنوية عقب حرائق الغابات فى "الكرمل" عام 2010 .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة