لعلك تتابع معى عزيزى القارئ سيناريو تكرر فى الفترة الماضية لعدة مرات و هو كالآتى :
أولاً : إطلاق الشائعات فى موضوع ما كبالونة اختبار لتملأ تلك الشائعات أرجاء البلاد و تتداولها الناس ما بين مؤيد و معارض أو رافض ، ثم يُترك المواطنون الحائرون يضربون كما هو متعارف عليه أخماس فى أسداس !
ثانياً :تخرج التصريحات الرنانة على ألسنة السادة المسؤولين بالنفى و التكذيب للشائعة فى محاولة لامتصاص بعض شحنات الغضب التى تنتاب الكثيرين !
ثالثا :خروج جنود من الإعلاميين التى أعرفهم وتعرفونهم لترسيخ الفكرة و تأييدها و استضافة الخبراء و المحللين السياسيين لإقناع جمهور المشاهدين بأهمية تطبيقها !
رابعاً و أخيراً :المفاجأة المدوية التى تعقب الشائعات ثم تكذيبها ثم تبريرها ، وهى التنفيذ كأمر واقع لا بديل له رغم أنف الغاضبين و المعترضين و المتضررين !
فقد تكررت الطريقة نفسها قبل تعويم الجنية ورفع الدعم وكل شروط صندوق النقد الخاصة بالقرض المنتظر !!
أما بالونة الاختبار الحالية و التى تمر بنفس الدورة التى تم شرحها فى أول المقال هى الحديث عن المصالحة مع الجماعة الإرهابية و التى تعد الآن فى أولى مراحلها التى هى مرحلة الشائعات !
فقد بدأت أصداء أصوات الحديث عن المصالحة تتزايد و تشغل حيزا أكبر من الاهتمام ، فى حالة من التزام الصمت من قِبل المسئولين سواء بالتأكيد أو بالنفى ، وهذا ما يدعو للقلق واعتبار الخطة بالفعل قيد التنفيذ المفاجئ مثل سابقيها !!
رفض التصالح : مطلب شعبى إن تم تجاهله و الضرب به عرض الحائط ، فلن تقتصر عواقبه على بعض شحنات الغضب التى يبتلعها المواطن رغماً عنه إيماناً منه بضرورة التحلى بالصبر على الشدائد من أجل مصلحة الوطن .
و لكن هنا يختلف الأمر كلياً ، فمن خرج شعب مصر عن بكرة أبيه للإطاحة به ، و من عانى المصريون من ويلات انتقامه و كراهيته و من سقط من الشهداء على أياديه . وغيرها من الانتهاكات التى ارتكبتها الجماعة الخائنة للوطن أو بمعنى آخر التى لا تعترف بهذا الوطن و لا تربطها به أى انتماءات من أى نوع !
هذه المرارة لن يبتلعها المواطن برغبته مثل سابقيها ، فالأمر هنا لن يمر مرور الكرام ، بل قد تصل تبعاته إن صح التخمين إلى حالة من فقدان الثقة التام !!
فقد كنا فى الماضى القريب ندعو المجتمع الدولى لتصنيف الجماعة رسمياً على أنها إرهااااااابية ، ثم بين ليلة و ضحاها تتغير الدفة إلى الحديث عن التصالح !!
أعزائى : لا تستهينوا بغضب المواطنين ، و لا تتخذوا قرارات مصيرية باسم المصريين دون الرجوع إليهم و استفتائهم و احترام رغباتهم ، فالأمر هنا شخصى لا يجوز تجاهله أو تهميشه .
و للمرة الثانية :حذار من نفاذ الصبر