اعتادت الدخول على صفحات المفقودين بمواقع التواصل الاجتماعى، لتترك صورة نجلها الذى تم اختطافه لعلها تجد طريقا من خلالهم فى استعادته إلى أحضانها مرة أخرى، هذه المرة تعرضت والدة الطفل محمد هاني، لمحاولة نصب، من نصاب تركى، تواصل معها، وحاول استدراجها لدفع مبلغ باهظ، نظير إعادة طفلها إليها.
التفاصيل كشفتها أم الطفل محمد هاني، لليوم السابع، والتى بدأت منذ عام، حينما تم اختطاف نجلها "محمد هانى"، حيث اعتادت أن تدخل على الصفحات لتضع صوره، وترى إن كان هناك ثمة خيط سيصلها عنه، وبعد طول انتظار تصلها رسالة على هاتفها تقول: أختى فى الله ..ابنك مخطوف..محمد هانى محمد" ، مخطوف من 2011 فى تركيا وموجود فى دار ناس بيربوه".
الرسالة جعلتها تتشبث بالأمل لاستعادة طفلها، لكنها لم تكن تعلم إنها مجرد حيلة جديدة للنصب على أهالى المفقودين لاستغلالهم للحصول على مبالغ مالية.
الطريقة الجديدة ابتكرها محتال "تركى" الجنسية للنصب على أهالى المفقودين دون مراعاة لمشاعرهم و تشبثهم بأى أمل للعثور على أبنائهم، حيث استغل البحث عنهم من خلال "صفحات المفقودين" وجمع أكبر قدر من المعلومات دون أن يشعر الأهالى بتلك التحركات الخبيثة حتى يبدأ مهمته فى جمع المال مقابل ارشادهم عن أماكن تواجد أبنائهم.
ونجحت الأم في فضح المحتال، عندما طلبت منه الأم تصوير ابنها، فرفض بدعوى أنه لا يمكنه التصوير مؤكدا لها أن الطفل الذى يتحدث عنه هو بالمثل الصورة التى وضعتها هى من قبل على الصفحة، وطالبها بعدم إبلاغ أى أحد حتى لا يحدث شوشرة ولا تتوصل إلى ابنها.
مما جعل الأم تقلق من كل هذا الغموض الذى يفرضه النصاب على الأمر، فقامت بإبلاغ المسئولين فى "صفحة المفقودين" لمحاولة التأكد من المعلومات التى يقولها عن مكان تواجد "محمد".
وكشفت والدة الطفل "محمد هانى"، المزيد من المفاجآت فى القصة، فقالت أنه حاول استدراجها للسفر إلى تركيا لرؤية ابنها على الحدود بين سوريا و تركيا بعد رفضها تحويل الأموال له بدعوى عدم قدرته على تصوير الطفل ولكنها رفضت أيضا، قائلة: ازاى مش عارف تصور الولد وازاى هتجيبه تركيا".
و أضافت أن النصاب مصر على سفرها بنفسها لتركيا لمقابلته، على الرغم أنها أخبرته أن لديها أقارب بتركيا يمكنها إرسال أحدهم له للتأكد بتواجد الطفل لديه، ولكنه رفض كل هذا مما يكشف نواياه الخبيثة.
وقالت أنه طلب منها صورة شخصية لها لعرضها على الطفل، ولكنها قلقت من هذا الطلب الغريب، لافتة أن كل هذا الغموض و عدم الترتيب فى الكلام جعل الام تقلق و تشك، مما جعلها تلجأ لصفحة المفقودين للتوصل إلى هذا النصاب.
ولكن عاود هذا المحتال التواصل مع الأم لمحاولة الحصول على أى أموال منها، وطلبه هذه المرة أربع ألاف دولار لتصوير الطفل فقط، على الرغم من قوله قبل ذلك أنه لا يمكنه تصويره، مما يثبت كذبه و تضليله.
و بتحرى المسئولين بصفحة المفقودين عن صاحب الرقم تبين أنه نصاب محترف، حيث قام في سبتمبر الماضي بالاحتيال على أحد أهالي الشهداء السوريين ويدعى "منتظر" بعد أن أوهمه أنه كان بالمعتقل مع أبنه، وأن ابنه لا يزال على قيد الحياة ويمكن إخراجه من المعتقل مقابل مبلغ 10 آلاف دولار، فقام والد الشهيد بإرسال مجموعة صور مختلفة لمجموعة شباب وطلب منه أن يخبره أين ابنه من بين الصور فلم يستطع أن يحدد.
لم تنته قصة أم الطفل حيث لم يزل طفلها ضائعا، ولم يزل النصاب طليقا، يحاول الإيقاع بالمزيد والمزيد من ضحاياه.
صورة النصاب
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة