أعلنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عن نيتها الترشح لولاية رابعة فى الانتخابات التشريعية 2017، حيث سترشح نفسها لرئاسة حزب الاتحاد المسيحى الديمقراطى ثم للمستشارية، وبالرغم من أن ميركل تبلغ 62 عاما، وواجهت مشكلات مليونى لاجئ وتحديات كثيرة، فإنها لاتزال تتمتع بفرص كبيرة، وفى حال فوزها تكرر الرقم القياسى للبقاء فى الحكم مثل المستشار الأسبق هيلموت كول، ومن المفارقات أن كول هو أول من عرض على ميركل أول منصب وزارى وهو أستاذها ومعلمها، لكنها استغلت فضيحة مالية داخل الحزب، لتطيح بأستاذها ومرشدها، ثم تطيح بخصومها ومنافسيها، الذين يبدو أنهم أساءوا تقدير قوتها لتصعد على رئاسة الحزب ثم المستشارية.
ميركل عاشت أغلب حياتها فى ألمانيا الشرقية، صعدت لعالم السياسة بعد سقوط سور برلين، فازت بصعوبة على المستشار الاشتراكى الديمقراطى اللامع جيرهارد شرودر، ولم تكن صاحبة كاريزما، لكنها حصلت على لقب «أقوى امرأة فى العالم» فى استطلاعات الرأى عام 2011، وفى مواجهة انتقادات تعتبرها ممثلة لجيل تغرب شمسه، مازالت تحتفظ بقدرات سياسية براجماتية، فضلا عن قدراتها الخطابية التى ظهرت بعد الفترة الأولى من توليها منصبها، وبرزت وسط معاصريها مثل جورج بوش، وتونى بلير، وجاك شيراك، وسيلفيو برلوسكونى، وتونى بلير، وحتى أوباما.
ولا تتوقع ميركل أن تكون الانتخابات المقبلة فى الثلث الأخير من العام المقبل سهلة، حيث تواجه معارضة من تيارات تراها ممثلة لجيل عجوز، وأيضا الشعبويون ممن يعادون الأجانب، الذين اعترضوا ومازالوا على تدفق اللاجئين، وقد واجهت قضية اللاجئين وأدارت الأزمة بقوة فى مواجهة اعتراضات كثيرة، فضلا عن قدراتها السياسية فى الأزمات. ولهذا أطلق عليها عالم الاجتماع أولريش بيك اسم «ميركيافيلى»، وهى كلمة مركبة من اسم المستشارة والسياسى والمفكر الإيطالى ماكيافيلى، لوصف أسلوبها فى الحكم القائم على مزيج من الصبر والحزم.
ميركل لا تهتم بالشكليات، ملابسها بسيطة وغير لافتة، وربما لا تهتم بمظهرها، وتعيش فى شقة عادية بوسط برلين، وتشاهد بانتظام فى سوبرماركت منخفض الأسعار قرب منزلها، وكان احتفاظها بسلوكها ومظهرها العاديين لفترة طويلة، ضمانة لشعبيتها لدى الناخبين، وفى حال فوزها، سوف تمثل تكرارا لإسقاط نظرية الأجيال المتصارعة، فضلا عن كونها رهانا فى مواجهة يمين صاعد مضاد للأجانب.
ويرى أنصارها أنها الحصن الأخير فى مواجهة صعود الشعبويين، الذى عكسه قرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبى، وفوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا، وتصفها جوليا كلوكنر بأنها «ضمان استقرار وثقة فى مرحلة اضطرابات»، ومازال الرهان عليها قائما.