كل ما فعلته قناة الجزيرة والحكومة القطرية ضد مصر فى كفة، وموضوع الفيلم الوثائقى «العساكر.. حكايات التجنيد الإجبارى فى مصر» الذى من المفترض أن تذيعه «الجزيرة» اليوم الأحد، فى كفة أخرى.
اختار الحكم فى قطر الانحياز إلى حكم جماعة الإخوان لمصر، بعد ثورة 25 يناير، وتعاملت مع محمد مرسى، بوصفه مندوب طموحها الإقليمى فى قصر الاتحادية، وعبرت قناة الجزيرة عن هذا الانحياز زاعمة فى أكثر من مجال أنها صاحبة الفضل فى تفجير الثورة، وكان مقصدها السافر من وراء ذلك هو الإيحاء بأنها بلغت من القوة حد تمكنها من الشعب المصرى.
أصيبت حكومة قطر والجزيرة بلوثة جنون بعد 30 يونيو، ليس بسبب إفساد الشعب المصرى للمخطط الإقليمى الذى كان مرسوما للمنطقة وفقط، وإنما لأن كذب «الجزيرة» أصبح مفضوحا أمام المصريين والعالم كله، بدءا من بث صور مزيفة عن مظاهرات مزعومة فى مصر، مرورا بنشر أخبار كاذبة، وانتهاء بالتحريض المباشر داخليا وخارجيا ضد المصالح المصرية، وبلغ فجرها فى ذلك حد أنها كررت بث كلمة ليوسف القرضاوى يدعو فيها ما أسماهم بـ«الجهاديين» فى كل الدول الإسلامية «ذكر اسم أكثر من دولة» إلى التوجه إلى سيناء لشن عمليات إرهابية ضد الجيش المصرى.
الأمثلة التى أذكرها هى نقطة فى بحر مما حدث من «الحكومة القطرية» و«الجزيرة» نحو مصر، ولأن أغراضهم الشيطانية لم تتحقق وركلها الشعب المصرى بالأحذية، ولم يتأثر بإلحاح الصوت والصورة لـ«الجزيرة» صباحا ومساء، فإن خطوة فيلم «التجنيد الإجبارى فى مصر» هى فى حقيقتها انتقام واضح ليس من نظام الحكم فى مصر، وإنما من الشعب المصرى كله الذى يقدم أبناءه جيلا وراء جيل جنودا للجيش، باعتبار أن مهمته هى أقدس المهام الوطنية.
لا ينظر المصريون أبدا إلى «التجنيد» على أنه إجبارى، وإنما هو دور فى الحياة وبلا شك هو أهم الأدوار، ولهذا فإن الغرض الخبيث من الفيلم المذكور هو محاولة بث السموم لتشويه هذا الدور، وحتى لا يفرح الصغار بلعبتهم الخبيثة الجديدة لا يجب أن يمر الموضوع هذه المرة دون خطوات رسمية فاعلية وقوية، وكما قلت فى بداية مقالى فإن ما حدث منذ ثورة 25 يناير ثم 30 يونيو فى كفة، وهذا الفيلم فى كفة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة