صارت خسائر الحرائق التى ضربت إسرائيل خلال الأيام الماضية صداعا فى رأس الحكومة بعدما امتدت لمئات المنازل فى مدينتى القدس وحيفا، فضلا عن ارتفاع حصيلة الخسائر لما يزيد عن 515 مليون دولار.
ذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية الأحد أنه إذا تم تحديد سبب الحرائق على أنها عمل إرهابى فستضطر الدولة إلى تحمل عبء تعويض المواطنين عن الأضرار التى تكبدوها بدلا من شركات التأمين.
وقالت الصحيفة إن الذى يبت قانونيا فيما إذا كان الحريق عمل إرهابى أم لا هو فروع مؤسسات الأمن بناء على تحقيقاتهم، كما يسمح لرئيس الوزراء، أو وزير الدفاع، أو وزير الأمن العام أن يعلن أن الحادثة عمل من أعمال الحرب.
وقدرت تقارير غير رسمية إسرائيلية الأضرار التى سببتها الحرائق المتفرقة التى اجتاحت إسرائيل على مدار الأسبوع الماضى على أنها الأكثر تكلفة فى تاريخ إسرائيل، حيث بلغت قيمتها مليارى شيكل (نحو 515 مليون دولار)، الأمر الذى يعنى أنه على الدولة دفع تعويضات عن خسائر مباشرة مثل (حرق المبانى وما بداخلها) أو غير مباشرة مثل (خسارة عوائد مستقبلية لأماكن أعمال تجارية تم حرقها) وعن التغيب عن العمل وغيرها.
ووفقا للتقارير الأولية قدرت حجم الخسائر للمنازل السكنية بأكثر من 180 مليون دولار، بينما الممتلكات العامة مثل الطرق، ونظام الطاقة الكهربائية والبنية التحتية والمبانى العامة عانت خسائر بما لا يقل عن 77 مليون دولار.
قدرت نفقات مكافحة الحرائق بملايين الدولارات بالإضافة إلى ذلك، فإن على إسرائيل أن تدفع فاتورة للمساعدة الجوية والبرية التى قدمتها بلدان أخرى، ومن بينها خدمات الناقلة- الأمريكية العملاقة، التى تقدر بـ51 مليون دولار.
وتقدر إعادة المواد المستهلكة من قبل أفراد سلطة الحرائق والإنقاذ الإسرائيلى فى مكافحة الحرائق، 25 مليون دولار. علاوة على ذلك، فإن التعويض عن الأضرار غير المباشرة يجب أن يدفع للشركات وللمزارعين الذين تضررت أو دمرت أراضيهم فى حرائق الأراضى. وستكون هناك حاجة لمزيد من الأموال لإعادة تأهيل الغابات التى دمرت.
وفى إطار موجة التحريض الإسرائيلية ضد الفلسطنيين وعرب الداخل واتهامهم بالوقوف وراء موجة الحرائق التى اشتعلت فى مناطق واسعة بإسرائيل الأيام الماضية، زعم وزير الدفاع الإسرائيلى المتشدد، أفيجادور ليبرمان، أن معظم الحرائق كانت "مفتعلة".
ونقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية، عن ليبرمان قوله، إن الرد على ذلك هو توسيع أعمال البناء فى المستوطنات بجميع مناطق الضفة الغربية، مشيدًا بجنود الجيش وباقى فرق الإنقاذ الذين ساهموا فى إخماد النيران.
وأضاف ليبرمان خلال تفقده مستوطنة "حلاميش" شمال غرب رام الله التى احترق الكثير من بيوتها، أن 17 حادثة من إجمالى الـ 110 حوادث إضرام نار خلال الموجة الأخيرة كانت متعمدة.
وكشف التليفزيون الإسرائيلى صباح اليوم الأحد، أن الحرائق التى اشتعلت فى مدينة حيفا الساحلية لمدة 5 أيام أدت لتدمير 500 منزل بالكامل، وإحراق حوالى 1800 وحدة سكنية.
وقالت قناة i24news الإخبارية الإسرائيلية، إن بلدية حيفا ستمنح قرارات بناء على قرار مهندسيها تعويضا فوريا بقيمة 2500 شيكل عن كل فرد للعائلات التى لا تستطيع العودة إلى منازلها.
وقررت وزارة المالية الإسرائيلية، من جهتها أن يقوم موظفو ضريبة الأملاك بتقدير الخسائر التى لحقت بممتلكات المواطنين بسبب الحرائق سواء كانوا يملكون بوليصة تأمين لمنازلهم أم لا.
وأمر وزير المالية الإسرائيلى موشيه كحلون إدارة وزارته بعدم المماطلة مع المواطنين المتضررة بيوتهم. وستنتظم الدراسة فى جميع المؤسسات التعليمية فى حيفا بما فى ذلك الجامعة ومعهد "التخنيون" الهندسى.
وكانت قد شاركت فرق إطفاء من إسرائيل وقبرص، مساء أمس على إخماد بؤر النار فى منطقة "نتاف" الاستيطانية غرب مدينة القدس المحتلة وحالت دون تجدد الحرائق هناك.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة