لا يزال السؤال عن العلاقة بين نزول قطاعات واسعة من الشعب المصرى، إلى الشارع مرتين فى 25 يناير 2011 و30 يونيو 2013، مثارًا ومثيرًا لخلاف ينتج إجابات مختلفة، ويدور هذا السؤال حول ما إذا كانت 30 يونيو "ثورة ثانية" أم موجة كبيرة من موجات 25 يناير، أم ثورة مضادة، فى ظل هذا التساؤل، بدأ الكاتب والمحلل السياسى الدكتور وحيد عبد المجيد كتابه، ماذا لحدث لثورة 25 يناير؟، والصادر حديثا عن دار الثقافة الجديدة.
ويدور الكتاب فى الفترة الزمنية بين عامى 2012 و2015، عبر مقالات نشرت بعدد من الصحف المصرية، كما يتبين من الطبعة، ويسعى الكاتب كما أوضح للإجابة عن سؤال الكتاب عبر تحليل من الواقع وتفاعلاته المعقدة.
ويرى الكاتب السبب فى تعثر الثورة، هو عدم استعداد وأتوقع أحد ممن شاركوا فى الثورة لها سوى الإخوان والذى وصفه فعلهم بـ"ركوب الثورة" و"القفز على مبادئها"، وذلك عبر تجفيف منابع السياسة وتجريف الاقتصاد والمجتمع على حد وصفه:" لم يكن غريبا أن تتصدر جماعة الإخوان المشهد اعتمادا على تنظيمها الكبير الذى كان وحده قادرا على ملأ الفراغ بعد أن أتاحت لها صفقات عدة مع نظام حسنى مبارك، ومن قبله أنور السادات تغلغلا فى المجتمع جعلها الأقوى فى الساحة، وزين لقيادتها القفز على الثورة".
وحمل الكاتب القوى المدنية بعد قيام 30 يونيو، مسئولية عدم تحقيق ثورة 25 يناير لأهدافها، على القوى المضادة لها وفقط، وإنما يرصد أخطاء القوى الديمقراطية، ويحددها فى"أنها بقيت أسيرة أيديولوجياتها الضيقة وهونت من شأن القوى المضادة للثورة، واكتفت بترديد ادعاء تمثيلها للشعب دون أن تبذل جهدا كافيا للمحافظة على التفاف قطاعات شعبية واسعة حولها فى الأسابيع التى أعقبت تأسيس جبهة الإنقاذ الوطنى فى 22 نوفمبر 2012، كما انغمست فى الأحداث اليومية من دون بلورة رؤية أبعد، ولذلك لم تجد قوى الثورة المضادة صعوبة فى إعادة تنظيم نفسها اعتمادا على إمكاناتها المالية الهائلة ونفوذها المتراكم عبر عقود فى بعض أجهزة الدولة العميقة، والصعود بسرعة إلى صدارة المشهد للمرة الأولى منذ تلك الثورة".
وكان من الأخطاء التى رصدها الكاتب هو ما وصفه بـ"بتفويض" جبهة الإنقاذ للبرادعى كممثل وحيد للجبهة فى بيان "30 يونيو"، رغم ضعف حسه السياسى وقلة خبرته على حد وصفه، كما حمل الكاتب الدكتور محمد البرادعى، ما وصفه بـ"بالتفريط" فى الفرصة الأخيرة للقوى الديمقراطية فى التأثير فى المسار الديمقراطى، وذلك بسبب انفراده بالقرارات واتخاذ قرارات خاطئة وذلك بقبوله منصبا هامشيا فى السلطة الجديدة، بعد مشهد 30 يونيو قائلا "لم يدرك البرادعى الأهمية التاريخية لهذا المشهد والارتباط الوثيق بين دلالته الرمزية وآثاره السياسية على مواقع الديمقراطية"، وتابع الكاتب هجومه على البرادعى مشيرا لموقف بمغادرته البلاد، بعد فض رابعة، قائلا: "مثلما أنفرد البرادعى بقرار إشراك القوى الديمقراطية فى سلطة "30 يونيو"، أسرع إلى مغادرتها وترك البلاد، فى لحظة مؤلمة خلال فض اعتصامى النهضة ورابعة، بدلا من أن يتحمل مسئوليته، ويسعى من خلال موقعه التنفيذى إلى وضع حل للصراع" وتابع"وكانت استقالته "هدية" أخرى تلقتها القوى المضادة للثورة لشن حملة مؤداها عجز القوى الديمقراطية عن تحمل المسئولية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة