لو سألتنى عن أنجح تظاهرة ثقافية تشهدها مصر، لأجبتك بلا تردد «معرض الكتاب»، ففى هذا المعرض من كل عام «يتجمع العشاق» فى مدينة نصر، هواة القراءة، هواة الأدب، هواة الفن والشعر والمسرح، هواة التقاء المثقفين، هواة القتال فى سبيل المعرفة، ما يقرب من مليون إنسان يجتمعون فى مكان واحد على حب شىء واحد هو الكتاب، ولهذا فإنى أخشى هذا العام كثيرا، أن يتأثر هذا المعرض الأهم والأكبر والأقدم فى المنطقة العربية بما تمر به مصر من أزمات اقتصادية، التى ظهرت آثارها هذه الأيام فى أوساط الناشرين فى مصر وخارجها.
ارتقع الدولار بشكل غير مسبوق، حتى تضاعف سعر طن الورق مرتين، مما أثر بالطبع على سعر الكتاب الآن، وأثر أيضا على أسعار الشحن والنقل بالنسبة للناشرين العرب والأجانب، هذا بالإضافة إلى أن الناشرين العرب فى الغالب يسعرون كتبهم بالنسبة لسعر الدولار، ولك أن تتخيل أن الكتاب الصغير «150 صفحة» فى لبنان مثلا يباع بـ10 دولارات، وحينما كان الدولار بسبعة جنيهات كان سعر هذا الكتاب لا يتجاوز الـ70 جنيها، بعض الناشرين كانوا يخفضون من سعره ليصل إلى القارئ المصرى بـ50 جنيها، أما الآن فقد وصل سعر الدولار إلى حوالى 17 جنيها، ما يعنى أن الكتاب الذى كان يباع بسبعين أو خمسين جنيه فى العام الماضى من الممكن أن تراه بـ 150 أو 170 جنيها هذا العام، وهو أمر سيضعف عملية البيع والشراء بشكل كبير، وسيجعل الناشرين العرب فى حيرة كبيرة.
لهذا كله أطالب الحكومة المصرية، بإنقاذ هذا المعرض الكبير من هذه الأزمة المحتملة، بأن تخفض إيجار أرض المعارض بمدينة نصر، أو تمنحها مجانا لوزارة الثقافة هذا العام، بالشكل الذى يمنح وزارة الثقافة فرصة لتخفيض إيجارات الأجنحة المخصصة للناشرين العرب والمصريين، وهو ما يعطى فرصة للناشرين لتخفيض أسعار الكتب، وتحقيق أكبر قدر ممكن من التوازن بين سعر الكتاب الفعلى والسوق المصرى، أناشد هنا السيد شريف إسماعيل رئيس الوزراء، والكاتب حلمى النمنم وزير الثقافة، والمهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة، بتدعيم الصناعة الأولى فى مصر عربيا، ودعم استنارة الشعوب بكل قوة، ودعم معرض القاهرة الدولى للكتاب بكل ما أوتوا من عزم ليظل المعرض الأهم والأكبر والأقدم والأجدر فى الشرق الأوسط، بدلا من أن نخسر مكانتنا ثم نعود ونقول «ياريت».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة