جمال رشدى يكتب: عندما اصبح المقهى بديلا للمصنع

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 12:00 م
جمال رشدى يكتب: عندما اصبح المقهى بديلا للمصنع شباب على قهوة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ثقافة الإنتاج هى ما تحدد كثيرا من عوامل النجاح لأى مجتمع ..وتلك الثقافة تتحكم فيها عوامل عدة تعليمية وبيئية وفلكورية . 
 
فالمسميات الوظيفية من دكتور.مهندس.مدير.طيار سفير . وزير .الخ هى ما تتناولها الاسرة المصرية وتتمناها فى تعاملاتها مع نشئها وتحمسه وتدفعه لتبنى وتمنى ذلك . ويساعدها على ذلك ثقافة مجتمع متوارثة منذ مئات السنين بأن تلك المسميات الوظيفية هى التى تعتلى مشهد الوجاهة فى المجتمع .
 
ناهيك عن نظام تعليمى مهلهل منذ عشرات السنوات . يعتمد على مناهج ومعلم وكثافة فصل . غير قادرة على تصدير فكر ثقافى إنتاجى يقود قاطرة المجتمع إلى الامام ويساهم فى تغير فلكلور الأسرة المتوارث عن رجعية ثقافة رسمتها ودعمتها عوامل تعرية مختلفه سياسية وثقافية واجتماعية .فوظيفه الطيار الذى يتمناه الأب لأولاده .. لماذا لا يبادل مع أولاده التمنى بتصنيع الطياره او صيانتها. وأيضا المهندس والدكتور فهناك اختراع المعدات التى يستخدمونها .. وبجانب ذلك فالممرض الذى يساعد الدكتور هو مساعد له وكذلك الفنى بدونه لا يؤدى المهندس عمله .فالمصنع والصانع هم واجهة المجتمع الاقتصادى . والفلاح والمزارع الواجهه الزراعية .
 
فالعامل والفراش واجهة النظام والنظافة فانعكاس ثقافة الانتاج البليدة المدعومة بنظام التعليم المهلهل جعلت الكل يسعى إلى وظيفة الحكومة ( أن فاتك الميرى اتمرغ فى ترابه) ومن هنا لابد أن يتواكب إصلاح التعليم بمختلف مراحله مع الاحتياج المصرى فى التنمية فى مختلف المجالات . فلابد من تنشيط المراكز البحثية ورعاية البراعم الموهوبة فى كل المجالات على أن نعد لهم ورش عمل تكون مجهزة بمتطلبات الموهبة وتنميتها داخل الدوائر العلمية فنحن نحتاج إلى العامل والعالم .ومع ذلك لابد أن يصاحب ذلك كله نظام عمل وأجور يعتمد على قدر العطاء يكون المقابل المادى .
 
فلابد أن يصاحب ذلك كله تغيير منظومة لوائح التشغيل والاجور داخل مؤسسات الدولة العامة والخاصة . فالمشروعات العملاقة التى قام بها النظام المصرى فى الأونه الأخيرة اصطدمت بثقافة البلادة العملية التى تسيطر على كثير من اجيال المصريين . فأصبح المقهى بديل المصنع والسرير بديل الورشة .
 
والنقض والهدم بديل البناء .. وأن كنت لا أحمل هؤلاء تلك الثقافة الموروثة لكن احملها لأنظمة حكم سابقة أهملت التعليم وزخائره . فأصبحنا نبحث عن المكتب وتركنا الفأس.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة