هذا المقال أريد أن يقرأه كل عربى محايد وموضوعى، هل يقبل أن دولة صغيرة فى الحجم والتاريخ والعدد والتعداد لديها من المال ما لديها، لم يتدخل أحد فى شأنها الداخلى يوما من قريب أو بعيد، فإذا بها تعد العدة وتبيت النية على التدخل فى الشأن المصرى منذ سنوات؟ بل ووصل الأمر إلى التآمر ضد إرادة الشعب المصرى وتمويل جماعات إرهابية وسياسية بهدف زعزعة الاستقرار فى مصر، وعندما فشلت محاولاتها ووضع كل من استخدمتهم فى هذه اللعبة خلف القضبان، بات متبقٍ لها قناة تليفزيونية تمولها كى تتدخل فى كل ما يخص مصر داخليًا وخارجيًا بالشكل الذى زاد عن الحد وأصبح لا يحتمل.
فى كل زياراتى للدول العربية، أسأل كل السياسيين والمثقفين الذين أقابلهم أن كان لهم تفسير لما تقوم به حكومة قطر تجاه مصر وشعبها إلا أننى لم أجد يومًا لا ردًا ولا تفسيرًا لمثل هذه التصرفات.
وسبق وأن توسطت دول لإثناء قطر عن هذه المواقف إلا أنها لم تحترم أحدًا وتمادت فى تجاوزاتها يومًا بعد الآخر، وبعد أن خصصت قطر قناة خاصة تتحدث عن الشأن المصرى بما يحمل كل العداء لمصر ورئيسها، وحملت اسم الجزيرة مباشر مصر، استطاعت بعض الدول العربية إثنائها عن هذا الأمر، وكأننا نطلب ونرجو أن لا تمس سيادتنا وعندما أغلقت هذه القناة أصبحنا ممتنين لغيرنا علما بأنه ما كان ينبغى أن تخرج هذه القناة للنور.
ثم لم تسكت قطر، واستكملت بقناة الجزيرة وحولت كل برامجها ونشراتها الإخبارية للهجوم على مصر ورئيسها وأخيرًا جيشها.
ثم ماذا بعد؟ لقد أصبح واجبًا علينا بعد أن نفذ صبرنا أن ندافع عن أنفسنا وأن نتخذ من المواقف ما يحفظ هيبة الدولة المصرية.
إن إنتاج عمل تليفزيونى من دولة أخرى - للأسف عربية- لينال من الجيش المصرى أمر يخرج عن إطار الإهانة ليصل إلى حد الجريمة والعداء الواضح، أن الجيوش تمثل لشعوبها حصنا للكرامة ورمزا من أهم رموز الوطن، لذلك فإن محاولة النيل من الجيش المصرى، سواء بالأقوال أو الأفعال إنما هى جريمة كبرى فى حق مصر والمصريين ولا يمكن السكوت عليها.
سبق وأن اجتمعنا كعدد من المثقفين والكتاب والإعلاميين مع السيد الرئيس فى نيويورك، وطلب منا جميعا صراحة الالتزام فى تناول الشخصيات الحاكمة القطرية، وعدم التجاوز فى إشارة «كعادته» تمتزج بكثير من الأدب الجم والتسامح الزائد، إلا أن الأمر فاق الاحتمال وأصبح من حق كل مواطن الآن أن يسأل قيادته ماذا أنتم فاعلون؟ هذه ليست قضية اقتصادية كل منا له مذهبه فى حلها إنما هى قضية تعمد إهانة واضح وتآمر مستمر على مصر وأهلها.. أخشى أن يفسر المزيد من التسامح على أنه ضعف.
إننى لا أقصد إطلاقا القيام بأى إجراء من شأنه المساس بأمن الشعب القطرى، وإنما أتحدث عن مواقف حاسمة للتعامل مع حكام قطر وما يفعلونه تجاه بلادنا، هذه المواقف وما نطلبه من حسم قد لا يملك المواطن العادى تقديرها أو معرفة معطياتها وبالطبع لا يملك أن يتخذها فهو ليس حاكما، إنما يستطيع المواطن وبكل حق أن يحاسب الجميع ويسأل ماذا فعلتم أمام الاستمرار المتعمد لمثل هذه التجاوزات والإجرام فى حق مصر ومؤسساتها؟
يشهد الله أننى من أكثر الناس الداعين إلى وحدة عربية وإلى نبذ أى خلاف عربى، وقد سامحنا كثيرا وسكتنا بمبرر ودون مبرر كثيرا جدا، وأصبح الأمر يحتاج إلى إجابة واضحة، ماذا ستفعل مصر أمام هذا الكم الهائل من التحريض والقيام بجرائم ضد مصر وشعبها؟ وما هو سر السكوت المستمر أمام كل هذه الأفعال؟
نحن لدينا فى المحاكم المصرية قضايا متهم فيها ضباط مخابرات قطريين سعوا بتحريض ودعم من قيادتهم إلى الحصول على وثائق ومعلومات تخص الجيش المصرى.
ولدينا قضايا تتحدث أوراقها عن قيام قطر بالتحريض والتمويل لكثير من العمليات التى حدثت فى مصر فى السنوات الماضية، وكانت سببا فى زعزعة الاستقرار، وكل من يعملون بالسياسة يعرفون تمام المعرفة أن هناك خطة محكمة كانت ومازالت تمولها وتدعمها قطر للنيل من مصر فى العديد من المجالات.
إن تقدير الأمور يقع على عاتق القيادة السياسية المصرية، لكن تقدير النتائج هو حق لكل مصرى.
إن الأمر يخرج عن إطار سؤال لوزير الخارجية المصرى فى البرلمان، وأصبح يحتل مكان من الأهمية كى نسأل أجهزة الدولة مجتمعة عن خطتها للحفاظ على هيبة مصر، وعلى استقرار أمنها الداخلى.
إن السكوت المستمر والأدب الزائد سيخول لكثيرين أنهم قادرون على التطاول على بلد بحجم مصر دون عقاب أو ردع.
من السهل على الأجهزة المصرية إمداد الإعلام المصرى بحقائق عن العائلة الحاكمة فى قطر، ويتم إذاعتها فى برامج موجهة للشعب القطرى، وأعرف أنه أسلوب لا يتفق مع مبادئنا لكن العين بالعين.
كذلك يمكننا الكشف عن الجرائم المشتركة التى قامت بها قطر مع جماعة الإخوان ضد مصر وشعبها وتوضيح ذلك للشعوب العربية.
حتى علاقة قطر بالقوى العظمى فى العالم، مثل أمريكا بها الكثير من الأمور التى تعلمها الأجهزة المصرية، ولا يعلمها المواطن القطرى، بل ولا يعلم أيضا حجم العلاقة القطرية الإسرائيلية.
إن كل هذه الاجتهادات تخرج عن مواطن مصرى من حقه أن يغار على بلده، لكن هناك مسؤول أقسم على الحفاظ على هذا البلد وعلى مقدراته.
إن لدى مصر الكثير من الوسائل التى تمكنها من ردع كل هؤلاء، ولكنى أدعو كل عربى محايد أن يسأل نفسه هل كان يرضيه أن تنال قطر من رموزه ومن جيشه عن طريق وسائل الإعلام القطرية؟ من منكم كان سيرضى أن يتم النيل من ملكه أو رئيسه أو جيشه بهذا الشكل الذى تقوم به قطر تجاه مصر ورئيسها وجيشها.
إننى أعرف شعور كل مواطن مصرى الآن، وأعرف تماما أن تقدير المواقف لابد أن يكون بعيدا عن أى انفعال، لكن أيضا نحن بشر ولنا قوة تحمل وليس لدينا سوى وطن واحد نغير عليه وما لدى البعض منا من حكمه وطول بال قد لا يكون متوفرا لنا جميعا.
نريد بيانا واضحا من الدولة المصرية مجتمعة، تبين فيه ماذا نحن فاعلون إزاء كل ذلك.. بيانا يكون فيه خطة ردع واقعية توجع كل من تسول له نفسه التجرؤ على بلادنا.
العين بالعين والسن بالسن وعلى الباغى تدور الدوائر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة