أكرم القصاص

كاسترو.. هل نجحت الثورة؟

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016 07:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك اتفاق على أن فيدل كاسترو، الزعيم الشيوعى الراحل، أحد أبرز الزعماء فى القرن العشرين، من حيث التأثير والحفاظ على نظام فى مواجهة عدو باطش وقوى هو الولايات المتحدة، حافظ على جزيرة اشتراكية فى محيط هادر ومتلاطم.
 
 ويبقى السؤال دائما عما إذا كان الزعيم الثورى نجح فى إقامة نظام ثورى قادر على البقاء من بعده، وهل كان يمكنه أن يقيم نظاما ديمقراطيا تداوليا؟ أنصار فيدل كاسترو يرون أنه بقى طوال عمره فى مواجهة مع أمريكا الإمبريالية. خصوم كاسترو يرون أنه احتفظ بنظام طوال خمسة عقود، لكنه جمده فى ظلال الحاكم الفرد، ولم يخضع نظامه لتجربة أن يبقى من دون الزعيم الأب، الذى يعرف كل شىء ويحكم كل زاوية برؤيته وحده. 
 
ثم إن الحكم على نجاح أو فشل الثورة، لا يتم بعد أعوام أو عقود، وقد استمر الاتحاد السوفيتى طوال سبعين عاما وانهار بسرعة، وحتى شخصيات مثل ستالين لاتزال تخضع للتقييم، هناك من يرى ستالين هو من نقل روسيا من دولة زراعية إلى إمبراطورية صناعية تنافس فى الفضاء وسباق التسلح وهزم النازية، وواجه الولايات المتحدة والغرب، وفى المقابل لم تكن الانتقادات لستالين من الغرب وأمريكا فقط، لكن من اليسار الأوروبى، وأبرز مثال كان جورج أورويل وروايتيه «مزرعة الحيوان، و1984»، كمثال لسحق الحرية مقابل بناء الدولة، تأتى الصين كنموذج مختلف للاشتراكية، نجت الإمبراطورية من مقصلة الأيديولوجيات، وإن كانت تظل فى نظر منظرى الحداثة نظاما بقلب شيوعى وعقل رأسمالى. 
 
كاسترو ظل رمزا للزعيم الثورى فى النصف الثانى من القرن العشرين، وصمد بنظامه الاجتماعى حتى بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، وبالرغم من قوة تأثيره، وكونه أقام نظاما جماعيا، لأنه ظل على قمته متحكما. خصوم الاشتراكية يقولون: إن العيب فى النظرية الشيوعية التى تلغى المنافسة والفروق الفردية وتساوى بين من يعمل ومن لا يعمل، وتفتح أبواب البيروقراطية والفساد، وأن الاشتراكية نجحت فى أوروبا الغربية أكثر، ونافس الاشتراكيون ومازالوا فى أوروبا. 
 
اختبار كوبا يأتى بمدى قدرة النظام على إنتاج كوادر يمكنها البقاء فى مواجهة التحولات العاصفة، راؤول كاسترو الأخ ورث السلطة من فيدل، لكن يبقى الحكم على ما إذا كان فيدل كاسترو أقام ثورة اشتراكية ناجحة أم لا، فى يد الشعب الكوبى وقدرته على الاستمرار فى دعم مبادئ كاسترو، أو الاستجابة لتدخلات أمريكا، ليجيب على سؤال إذا كانت ثورة كاسترو ناجحة أم لا، الإجابة خلال عشر سنوات، وربما أقل.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة