أحمد إبراهيم الشريف

حكاية الثقافة فى الكويت

الخميس، 03 نوفمبر 2016 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى رحلة قمت بها إلى دولة الكويت حضرت فيها افتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافى، الذى احتوى مجموعة من المنشآت الثقافية المهمة والضرورية، حيث المسرح والموسيقى والأوبرا والندوات وقاعة المخطوطات، وحينها عرفت أن «الثقافة» عندما تكون جزءا من وعى الدولة فإن مستقبلها يكون مشرقا، وقد أصر الشيخ صباح الأحمد، أمير البلاد، ووزارة الإعلام تحت قيادة سلمان الحمود على أن يكون كل شىء فى الافتتاح معبرا عن تاريخ وحضارة الدولة العربية الأبرز فى الاهتمام بالثقافة.
 
ومن ناحية أخرى، تنبهت لثقافات كويتية كثيرة تتعلق بالثقافة هناك غير الكتب وعلى رأسها جمال المبانى وتناسقها.
 
رأيت الكويت بالنهار ورأيتها فى الليل، ولاحظت أن كل منطقة معينة مبانيها متقاربة الارتفاع والتصميم، لا يختلط البرج التجارى بالمنطقة السكنية، كل شىء فى مكانه، كما أنهم يهتمون بالأضواء وتنوعها بما يعكس جوا ممتلئا بالفرح ليلا، ويجعلك تعرف أنك فى دولة تريد قدر المستطاع أن تترك بصمة جمالية على مبانيها بما ينعكس بالضرورة على الحياة اليومية فيها.
 
البيوت هناك توحى بالاتساع، وبأن للإنسان مكانا يصلح للجلسة فيه وممارسة الحياة، والشوارع واسعة لا تطاردها المبانى السكنية، مما يفتح مجالا لراحة العين، الشجر ينمو فى الشوارع العامة بشكل متناسق منظم، لكن ذلك لا يمنع أن تجد شجرة «سدر» نابتة على جانب الطريق بشكل عشوائى بما يؤكد أنها أرادت الحياة على طريقتها فقاومت حتى استوت معترضة بطبيعتها كثيرا من التنظيم والتنسيق، لذا تظل جميلة جدا بهذا الخروج غير المألوف.
 
من الأبراج التجارية العالية التى يتجاوز بعضها السبعين دورا تستطيع أن تلقى نظرة على الكويت فتكاد عيناك تحيطان بالدولة جميعها، وترى الخليج مستقرا، بينما تتراص البيوت هادئة لا تعكس صخب الأطفال الذى يمرحون داخلها.
 
الاهتمام بالمبانى التراثية موجود أيضا سواء فى المتاحف أو بعض المبانى فى الشارع، وقد زرت متحف بيت العثمان، وأعجبنى جدا اتساع البيت الذى لن تصل أبدا لآخره مهما حاولت ذلك، والذى يحتاج دليلا للحركة فيه والتعرف على مناطقه الجمالية وللتعرف على القدر الكبير من المأثورات التى يحتوى عليها، التى تحكى عن تاريخ الكويت ربما منذ قرر الإنسان الكويتى أن يصنع حياة هناك، حيث المتاحف المتنوعة داخل المبنى التى توضح كثيرا من التعب الذى لقيه الأوائل لتنمية الكويت، كما سندرك بسهولة أن الحياة فى البداية كانت صعبة جدا أكثر مما يتخيل أبناء الجيل الحالى.
كانت رحلة جميلة رأيت فيها الكثير الذى يؤكد أن الثقافات قادرة على بناء الإنسان، وعلى الوصول لجوهر الحياة القائم على الانتماء لما نحب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة