سر بيان «التوبة» للبرادعى وطلب الصفح والسماح من الإخوان بعد مرور 3 سنوات
عندما تجد البرادعى فى الصورة، فاعلم أن هناك أمرا خطيرا يتم الترتيب والتدبير له، ضد مصر.
نعم، لم يظهر محمد البرادعى فى أى صورة من صور جميع المشاهد التى تصدرها إلا وكان هناك نذر خراب ودمار وكوارث حلت بالبلاد والعباد، محمد البرادعى «نذير الشؤم الأعظم عند المصريين»، خرج علينا خلال الساعات القليلة الماضية، من محل إقامته الفاخر بالعاصمة النمساوية «فيينا»، ببيان طويل عريض، قرأته عدة مرات لمعرفة ماذا يريد، وأفهم ماذا يقصد، ولم أجد أى تفسير لهذا البيان سوى معنى واحد فقط «بيان توبة وطلب المغفرة من جماعة الإخوان الإرهابية».
ومن المعلوم بالضرورة أن البرادعى دشن لكل أتباعه مفهوم عدم وجود مؤامرات تحاك ضد مصر، وأن ما تردده الأنظمة وما تراه الشعوب فى هذا الصدد مجرد وهم، ومع ذلك اعترف فى بيانه أنه تعرض لمؤامرة وخديعة فى اجتماع القوى الوطنية الشهير والمهم الذى تمخضت عنه قرارات بيان 3 يوليو 2013.
تحدث الرجل وكأنه تم اقتياده للمشاركة فى الاجتماع بالقوة، ووضع «السيخ المحمى فى صرصور ودنه» فارتجف وارتعش جسده، ولم يجد بدا من الرضوخ والإذعان لقرارات 3 يوليو، وسأفترض صدق رواية البرادعى وأنه لم يكذب، لكن عندى أسئلة وعلامات استفهام وتعجب لا حصر لها، وتحتاج لمجلدات، لكن سأكتفى بسرد ما يتيسر منها حسب مساحة النشر المقررة للمقال.
أول علامة من علامات التعجب، أن البرادعى رجل «جبان» لا يتمتع بأى خصلة من خصال الشجاعة والقوة، فقد رضخ خوفا ورعبا لكل قرارات بيان 3 يوليو، دون إبداء أى اعتراض، وجلس أمام كاميرات القنوات الفضائية مستمعا للبيان وكأنه يستمتع بسماع أغنية رائعة لكوكب الشرق أم كلثوم. وإذا كان البرادعى غير موافق على قرارات بيان 3 يوليو، وأنه رضخ خوفا ورعبا، فلماذا قَبِل منصب نائب الرئيس؟ ولماذا لم يسافر عقب الاجتماع مباشرة وتوجه إلى مقر إقامته الفخم فى النمسا ليعقد مؤتمرا صحفيا يعلن فيه الحقائق ويؤكد أنه تعرض لضغوط وإرهاب وأنه غير موافق على البيان؟ ولماذا لم يكشف بشكل قاطع عن دوره فى تقرير الأسلحة المحرمة فى العراق، وهو التقرير الذى مهد لضرب وتدمير بغداد؟ ولماذا لم يتطرق لعنف الإخوان من قتل وحرق وتدمير ورفع السلاح فى وجه الشعب والدولة وتحويل سيناء إلى مزرعة لتفريخ الإرهابيين؟ مع الوضع فى الاعتبار أن الرجل كان قد كتب منذ أيام «تويتة» يساوى فيها بين الإرهابيين وشهداء الجيش المصرى من ضباط وجنود.
أيضا لم يتطرق إلى التحديات الاقتصادية الصعبة التى تمر بها مصر، والمشاركة فى وضع روشتة للخروج منها، وتسخير علاقاته الدولية واتصالاته بالدوائر السياسية فى أوروبا وأمريكا لمساعدة مصر فى أزمتها الطاحنة؟ ولم نسمع يوما ما أنه أعلن عن غضبه فى «تويتة» واحدة وليس بيانا طويلا وعريضا، يعلن فيها عن سخطه من التهديدات والمخططات التى تحيكها الولايات المتحدة الأمريكية وقطر وتركيا ضد مصر؟..!! ولم يتطرق البرادعى فى بيانه أيضا ليجيب لنا عن سر علاقته واتصالاته بالتنظيم الدولى لجماعة الإخوان الإرهابية؟ وهل بالفعل يعمل مستشارا سياسيا للتنظيم؟ وهل لعب دورا مهما فى الترتيب لوفود الإخوان لمقابلة مسؤولين من دوائر صنع القرار فى أمريكا؟ أيضا لم يتطرق البرادعى لتقديم إجابات شافية وواضحة عن سفره إلى تل أبيب، واتصالاته بالولايات المتحدة الأمريكية، واستدعائهم للتدخل ومناقشة الأوضاع الداخلية لمصر، ولماذا صمت 3 سنوات كاملة ليصدر مثل هذا البيان الآن وفى هذا التوقيت؟
وهل للبيان صلة بالدعوات لما يسمى بثورة الجياع فى 11/11 وكأنه يقدم نفسه من جديد للجماعات الإرهابية؟ وماذا قدم البرادعى لمصر منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن غير الدعوات لمظاهرات التخريب والتدمير وكانت نتائجها ما نعيشه الآن من أزمات اقتصادية طاحنة؟
بيان البرادعى، يثير كل الشكوك، بدءا من التوقيت وسرد كلام ممل كان قد كتبه من قبل فى تويتات وصرح به فى وسائل الإعلام المختلفة، ثم قام بتجميعها فى شكل بيان، ومرورا بعدم تقديم إجابات شافية وواضحة عن أسئلة عديدة تدور على ألسنة المصريين..!! البرادعى فى بيانه يحاول حشد كل مؤهلاته وقدراته فى انتقاء كلمات ومصطلحات مطاطة، ليعلن تنصله عن مشاركته لجميع القوى السياسية فى قرارات بيان 3/7، وتقديم قرابين الصفح والمغفرة تحت أقدام جماعة الإخوان الإرهابية. بيان البرادعى أكد حقيقة أنه لا يمكن أن ننتظر مواقف «بيضاء» ونقية ووطنية من قلوب «سوداء» تحمل من الحقد والكراهية لبلادها ما تنوء عن حمله الجبال! ولَك الله يا مصر!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة