لو سألتك، ما هى آخر الحروب التى خاضها الجيش القطرى؟ إما أن تنفجر بالضحك باعتبارها نكتة، أو أن تطلب إعادة السؤال باعتباره لغزا، فهى دولة بلا ماضى ولا حاضر ولا مستقبل، وتاريخها فوق الأرض دون جذور عميقة، ولا تعرف أن الجيوش خُلقت لحماية الأوطان، وأنها المصانع التى تنتج الرجال، وتغرس فيهم روح الانتماء، والدولة التى ليس لها جيش، مثل القزم الذى يصارع عملاقا دون درع وسيف، ويلجأ إلى حيل الأراجوزات والمهرجين، ليبقى أطول وقت على الحلبة.
لو سألتك من يحمى قطر إذا تعرضت للخطر؟ ستجيب فورا «أمريكا»، فعلى بعد خطوات قليلة من قناة الخيانة «الجزيرة»، توجد «السيلية» أكبر قاعدة عسكرية أمريكية فى المنطقة، ومنها انطلقت الطائرات التى دمرت العراق، وقتلت النساء والشيوخ والأطفال، ورغم ذلك لا يخجلون ويتبجحون ويزعمون الوطنية، وهم عملاء من طراز نادر كالوباء والابتلاء، ويا ويلهم فى الشهور المقبلة، عندما يعتلى ترامب الحكم، ويدير ظهره للكيانات الهامشية، التى لم تعد تخدم مصالح أمريكا.
لو سألتك هل تتدخل أمريكا لو فكرت إيران فى احتلال قطر؟ ستفكر قليلا وتخرج من حيرتك بحقيقة أن أمريكا لا تصادق إلا أمريكا، وإذا رأت أن مصلحتها أن تمنح قطر لإيران «على البيعة»، فى إطار إعادة ترتيب أولوياتها فى المنطقة، فلن تتردد وبالسلامة قطر ومن وراء قطر، فالصغير مهما توهم لا مكان له بين الكبار، وإذا تصورت تلك الدويلة الصغيرة، أن تآمرها وخيانتها هما سند حمايتها، فهى لا تقرأ الأحدات واذا قرأت لا تفهم، وإذا فهمت لا تستوعب ولا تدرك أن مكافأة الخائن هى دائما طلقة فى الرأس.
لم أود أن أكون قاسيا فى الرد ولا أنحى لهذا الأسلوب، وأعرف جيدا أن الشعب القطرى الشقيق، برىء تماما من جرائم حكام قطر ضد مصر، ولمصر فى قلبهم مكانه كما لهم فى قلوبنا مودة، ولكن ماذا تفعل إذا ظل كلب مسعور يطاردك فى الطريق، وأنت تحاول بالحسنى أن تدفع عنك الأذى؟ فحكامهم كما قال عنهم كاتبنا الكبير المرحوم أحمد رجب، مثل الزائدة الدودية فى الجسد العربى، تسبب الألم دون أن يكون لها فائدة، وإذا أزيلت هدأ الجسد وارتاحت الأعصاب.