أكرم القصاص

جابر نصار ونجيب محفوظ و«مناهج خدش العقل»

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تبدو مفارقة أن تتزامن دعوة الدكتور جابر نصار لإعادة النظر فى مناهج التاريخ، مع تصريحات نائب البرلمان، التى اعتبر فيها أدب نجيب محفوظ خادشا للحياء، بما فيه «الثلاثية».. لكن الموضوع متصل ببعضه ويمثل قضية واحدة.. مناهج التاريخ، التى تخلو من العلماء والبنائين العظام، أمثال طلعت حرب ومصطفى مشرفة ونجيب محفوظ، هى التى أنتجت مع الوقت نوابًا يرون فى الأدب قلة أدب، ويرون فى السينما عرايًا ومسخرة.
 
 
الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، يرى أن الأولى بالتدريس للطلاب فى المدارس والجامعات، أشخاص من البنائين العظماء، والعلماء، وأن طلعت حرب ربما كان أهم من سيرة عنترة، نصار  أكد احترامه لتاريخ شخصيات، مثل عقبة بن نافع وعنترة. لكنه يرى أهمية أن تتضمن المناهج سير علماء واقتصاديين ومتفوقين يمكن أن يمثلوا حافزا، وقدوة للطلاب، بجانب تاريخ الزعماء. ولاشك أن الطالب يمكن أن يتعلم من مسيرة عالم كالدكتور مجدى يعقوب أو مصطفى مشرفة أو محمد غنيم أو أحمد زويل، نجيب محفوظ ويوسف إدريس، أضعاف مايمكن أن يعرفه من سير أبطال مضى على أزمانهم مئات السنين.
 
الدكتور جابر نصار يطرح القضية بشجاعة، واحترام للتراث، لكنه يضع يده على أحد مفاصل المناهج التربوية، التى ضعفت وأضعفت أجيالا.
 
وهى نفس الأجيال، التى ترى الأدب خدشا للحياء، ولاترى فى الأفلام سوى الرقص.. وهى طريقة تفكير تكشف عن تراكمات، فى التعليم، وأيضًا فى الفضائيات وغيرها لدعاة ظهروا فى غفلة من الزمن، وصل الخداع ببعضهم أن يعتبر بعض الفضائيين علماء بينما مايقدمونه مجرد قصص وحكايات لا علاقة لها بالدين أو الدنيا.
 
بالطبع يمكن لبعض محتكرى وضع المناهج الجامدة أن يهاجموا الدكتور جابر نصار، وبالفعل خرج بعضهم ليقول له: إنها ليست مهمته، وهؤلاء لايعرفون أن عميد الأدب العربى ومفكرون مثل أحمد لطفى السيد أحمد أمين، والعقاد، كانوا يشاركون فى وضع مناهج الأدب والنصوص والتاريخ. 
 
وأن علماء كانوا يشاركون فى وضع مناهج العلوم.. يومها كان التعليم مختلفا، والمتعلم حتى ولو فى الابتدائية أو الإعدادية والثانوية كان قادرا على النقاش والتفرقة بين الأدب وقلة الأدب.
 
من هنا يأتى الارتباط بين تصريحات نائب خادش للعقل، ودعوة رئيس جامعة القاهرة لتنقية وتطوير مناهج التعليم لتصبح أكثر معاصرة للعلم والتطور.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة