شمس البارودى: ماقولتش الفن حرام وابنى وزوجى يعملان به.. نسيت التمثيل "خالص" ولن أظهر فى برامج الفضائيات.. ورأيت الشيخ الشعراوى مرة واحدة قبل وفاته وقال لى: "ادعيلى أنت متعرفيش قيمة التائبين عند الله"

الأربعاء، 30 نوفمبر 2016 10:00 ص
شمس البارودى: ماقولتش الفن حرام وابنى وزوجى يعملان به.. نسيت التمثيل "خالص" ولن أظهر فى برامج الفضائيات.. ورأيت الشيخ الشعراوى مرة واحدة قبل وفاته وقال لى: "ادعيلى أنت متعرفيش قيمة التائبين عند الله" شمس البارودى
العباس السكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كأن الله - سبحانه وتعالى - اختزل العالم فى عينيها.. عندما تراها كأنك شاهدت الدنيا.. هكذا كانت شمس البارودى وقت أن ظهرت على الشاشة منتصف الستينيات، وإلى الآن ما زالت "شمس الشاشة" رغم الغياب الكبير، ربما كثيراً نتساءل ما لهذه النجمة لا تكتفى بالسكون فى السماء فقط، بل تحتل مساحة كبيرة فى قلوب كل الأجيال، جميعنا يضعها فى مكانة الإعزاز من النفس، مكانة يحيطها الحب والسمو والعلو والارتفاع.

 

شمس البارودى
شمس البارودى

 

شمس البارودى إنسانة صادقة مع ذاتها ومع العالم.. نجمة فريدة فى فنها وحياتها.. برعت فى تقديم دور الفتاة الشرقية وكانت النموذج الذى يحاكى فتيات كثيرات ضمن سلسة أفلام مهمة كتبها كبار المؤلفين مثل موسى صبرى وتوفيق الحكيم، ومخرجين بحجم صلاح أبو سيف، فطين عبد الوهاب، نيازى مصطفى، حسن يوسف، حلمى رفلة، يحيى العلمى.. مقومات شخصيتها هى الحب والإنسانية والرأفة والتسامح، حتى عندما فضلت الاعتزال والابتعاد عن التمثيل لم تنطق بكلمة أو بحرف.. ولم تشغل بالها بالرد على الشائعات التى كثيرا ما انطلقت من هنا وهناك، تغتاب منها ومن زوجها النجم حسن يوسف بعد ابتعادها هى عن التمثيل والتزامه هو  دينيا.. وفوضّت أمرها إلى الله مؤمنة بقول الله تعالى: "إن الله يدافع عن الذين آمنوا" وظلت ثابتة على موقفها وإيمانها.

شمس وحسن يوسف
شمس وحسن يوسف

 

"اليوم السابع" أبحرت فى رحلة قصيرة حول فلك الـ"شمس"، لنجد أن الفنانة التى تتمتع بتألق وحضور خاص لم تتخط مسيرتها الفنية الـ50 عملا، ورغم ذلك تعد من أيقونات وعلامات السينما المصرية.. أعمالها لم تسقط فى نهر الزمن أو بئر النسيان، وصورتها الجميلة ما زالت تخطف الأبصار.. شمس تعشق الكلمة قبل الصورة ولعل شيئًا ما فى فطرتها وطبيعة تكوينها يشدها الى هذا الحب.. حيث تقول النجمة لـ"اليوم السابع": "الكلمة عهد كبير، وميثاق شرف بين الإنسان وذاته، لذلك عندما قررت الاعتزال أخذت عهدا على نفسى بعدم العودة مرة أخرى إلى عالمى الذى كان به كل مظاهر الجمال، من شهرة وأضواء وفنون ومجد ونجاح، والتزمت بقرار اعتزالى لأنه عهد وميثاق أخذته على نفسى.. وهل الإنسان شىء سوى كلمة؟.. إن التعبير الذى يخرج من أفواهنا نحاسب عليه أمام الله، وهناك حديث يقول: (وهل يكب الناس فى النار على وجوههم إلا من حصائد ألسنتهم)".

 

شمس
شمس

 

تضيف شمس الملوك: "ربما يستغرب القارئ عندما أقول إنى دخلت عالم التمثيل بالصدفة، الفن لم يكن من طموحى.. أتذكر أنى أيام الثانوى كنت أود الالتحاق بكلية الحقوق وأن أصبح محامية شهيرة، لأن مهنة المحاماة تعتمد على الكلمة، وقوة التأثير، وأيضا العدل وما أجمله لأن العدل أساس الملك"، وتستكمل: "قدرى أن أكون على موعد مع التمثيل والفن، حيث ذهبت ذات مرة مع أسرتى إلى التليفزيون، وكنت وقتها طالبة، وهناك رأيت كيف يتم تقديم الأعمال الفنية على الطبيعة، وشاهدت كيف يقوم الممثل بالأداء، فى ذلك الحين التقيت المخرج عبد المنعم شكرى وقال لى هل تريدين أن تكونى ممثلة، قلت له ضاحكة هسأل والدى وبالفعل سألته ووافق وابتدى مشوارى مع الفن تقريبا منتصف الستينيات بظهورى فى بعض الأفلام والمسلسل الإذاعى (أنا لا أكذب ولكنى اتجمل) عن قصة إحسان عبد القدوس وكان يشاركنى بطولته حسن يوسف، حتى جاء مسلسل (العسل المر)، وكان البداية الحقيقية لى فى عالم الفن، وبعده كانت الانطلاقة فى السينما".

 

شمس بالحجاب
شمس بالحجاب

 

بعد فضفضة البدايات تقول الشمس: "الآن نسيت التمثيل تمامًا، ولن أعود إليه نهائيا، ماينفعش أقف أمام الكاميرات تانى، خلاص فات الميعاد، وكذلك لن أظهر أبدا فى أى برامج على القنوات الفضائية، وإن كنت أريد الظهور كنت فعلتها من زمان، فهناك قنوات كثيرة جدا عرضت علىّ أموالاً ضخمة مقابل الظهور على الشاشة والحديث فى برامجهم لكنى أيضا ثابتة على موقفى، وذاك منذ يوم اعتزالى فى منتصف الثمانينات وفى عز المجد والشهرة قررت ألّا أعود، وقلت لزوجى حسن يوسف متجبش لى سيرة التمثيل، وفى هذا الوقت تحديدا تكبد خسائر مادية بسببى، حيث كنا نستعد لتصوير فيلم (غرام صاحبة السمو) تأليف موسى صبرى وإخراج حسن يوسف لكنى رفضت التصوير بعد الاعتزال وقد كان".. وتضيف: "لم أهتم طوال حياتى بمسألة الأجر، الأمر الذى كان يهمنى فقط هو العمل الفنى، ومؤلفه ومخرجه، وأنا فى الواقع أعتقد كنت أبحث عن الاستقرار والسعادة لذلك أنا فى قمة سعادتى مع زوجى وإبنائى وهذا من نعم الله سبحانه وتعالى علينا".

 

النجمة الحسناء
النجمة الحسناء

 

وتؤكد النجمة الجميلة أنها لم تمنع ابنها النجم عمر حسن يوسف وزوجها من التمثيل، أو تجسيد أى دور ولم تفرض عليهما شيئا بخصوص مسألة الفن نهائيا حيث تقول: "دورى فى حياتهما الفنية تقديم النصيحة، عندما يتشاورا معى فى دور، ولم أعترض طريقهما الفنى على الإطلاق، ولم أتدخل فى قرارتهما، والحمد لله صار ابنى عمر نجما وقدم عددا من البطولات فى السينما والتليفزيون ورصيده الفنى تجاوز الـ20 عملا، وللحق حسن لم يجبرنى على أى شىء بخصوص تركى مجال التمثيل، بل ظل دائما بجوارى وداعما لى بكل ما استطاع من قوة، كان يقول لى افعلى ما تشائين، واللى يريحك هعمله، وتم إطلاق شائعات علىّ وزوجى، منها أننا حرمنا الفن، وهذا لما يحدث على الإطلاق"، وتتعجب قائلة: "كيف يحدث ذلك وابنى وزوجى ما زالا يمثلان إلى الآن، لكن لم أفتح فمى بكلمة ولم أرد".

 

وتتحدث النجمة عن زوجها النجم حسن يوسف قائلة: "هو الزوج والحبيب وكل شىء فى الدنيا، الحمد لله إنه رزقنى به، هذا الرجل الكريم، بيننا مودة وعشرة عمر وتسامح وحب، حسن شخص محب للخير والفن والجمال، ويتمتع بالكثير من الإنسانية، وشديد التفهم لى، وعشت معه فى هدوء وحب وسلام ولا أذكر أنى غضبت منه ذات مرة رغم العشرة الطويلة بيننا، ودائما ما يلتزم بالنصائح التى أوجهها له لأنه يعلم أن قلبى عليه".

 

حسن-يوسف-وشمس-البارودى
حسن يوسف وشمس البارودى

 

وتؤكد شمس البارودى أنها لم تقابل الشيخ الشعراوى إلا مرة واحدة قبل وفاته مباشرة، عندما علمت أنه مريض وذهبت له مع زوجها حسن يوسف، وتحكى عن هذا اللقاء: "ذهبت للشيخ الشعراوى وبمجرد أن رأيته قال لى (شمس ادعيلى يا بنتى) قلت له (يا مولانا احنا اللى محتاجين دعواتك)، فرد قائلاً (ادعى لى يا بنتى أنت متعرفيش قيمة التائبين عند الله)، وهذه المرة الوحيدة التى رأيته فيها، وبشأن التزامى فأنا التزمت بنفسى على يد الله سبحانه وتعالى عندما ذهبت لأداء العمرة وشاء ربى لى بالالتزام".

 

وأعلنت النجمة عن تفاؤلها بمستقبل البلد، رغم الظروف الاقتصادية المحيطة بالدولة، مؤكدة أن المشاريع التى ينفذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، حاليا، ومنذ توليه الرئاسة، ستجنى الأجيال ثمارها فى المستقبل إن شاء الله.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة