قبل 25 يناير بلغ عدد البلاغات التى قدمها أيمن نور ضدى 35 بلاغا، وكانت نيابة الأزبكية تستدعينى كل أسبوع فى تحقيقات مطولة، وكلما كتبت مقالا ضده فى روزاليوسف كان يتقدم ببلاغ أثناء سجنه فى طرة، ولما شكوت للنائب العام فى ذلك الوقت المستشار عبدالمجيد محمود، من كثرة البلاغات وأنها تدور فى ادعاءات مكررة، طلب منى أن أتقدم بمذكرة لدمج التحقيقات فى عدد أقل من الجلسات.
وأصل الحكاية أن أيمن نور كان يكتب من محبسه، مقالات فى صحيفة أسبوعية صفحتين أو ثلاثة، ويتم تهريبها من سجن طرة إلى الصحيفة، وكان يشكو فى ذلك الوقت أن إدارة السجن تمنع عن الأوراق والأقلام والصحف، مع أن مقالاته كانت تعتمد على نصوص قانونية وتفسيرات لا يمكن كتابتها إلا من مراجع ينقل منها، وكان اللغز الغامض هو كيف تخرج مقالاته من السجن إلى الجريدة، وعندما سألته بعد خروجه عن ذلك، قال لى إنه كان يكتب على ورق بفرة السجائر، ويضعها سرا فى يد أحد زائريه أثناء مصافحته.
لم أصدقه لأن البفرة تحتمل 5 كلمات وليس 3500 كلمة، ولكن هذا هو أيمن رجل كل العصور، وملك الأكاذيب والفبركة والقصص الخيالية، ورغم سجنه فى قضية تزوير فإن أمريكا جعلته قضيتها الكبرى، والموضوع الذى يتصدر أى مباحثات بين البلدين، ومارست ضغوطا هائلة حتى تم الإفراج الصحى عنه، رغم أن حالته الصحية كانت أفضل ألف مرة من %99 من السجناء.
ركب أيمن نور 25 يناير بنفس طريقة الإخوان، وأصبح ثوريا ومناضلا وميدانيا، بتسخير كل خبراته ومواهبه فى الخداع والانتهازية، وعندما اعتلى الإخوان الحكم أصبح حليفهم والصديق المقرب للمعزول، كان يحلم بأن يجلسوه على مقعد رئيس الوزراء، فى زمن رخصت فيه المناصب واهينت هيبتها، ولم يحتمل الإفاقة من أحلام يقظته بعد رحيل الإخوان، فهرب من مصر مرتميا فى أحضان كل متآمر عليها.
منذ هروبه قرر أيمن نور أن يحرق كل طرق العودة إلى مصر، ويختار أن يكون مخلب قط لقطر وتركيا والإخوان، بندقية للإيجار مصوبة لصدر بلده وشعبها، متصورا أن إعلامه الرخيص له مفعول وتأثير، لكنه فقد الصفة والصلاحية، وكما كانت البدايات تكون النهاية، صفعة على وجه كل متآمر.