ما معنى أن تنخفض شعبية الرئيس السيسى؟ وما معنى أن يتحدث البعض عن انخفاض تلك الشعبية الآن؟
السؤال الأهم فى رأيى، هو هل مؤشر الشعبية هو الذى يهتم به الرؤساء فقط، والرئيس السيسى بشكل خاص؟ وماهو معيار الشعبية لرئيس جاء فى ظروف غير طبيعية، ووطن على شفا التشتت والتمزق، ويواجه هجمات وغارات خارجية وداخلية يوميا لمحاولة الخنق السياسى والاقتصادى؟
هل شعبية الرئيس كانت يمكن أن تستمر فى حدودها غير المسبوقة، كما انتخبه أكثر من %98 فى المرة الأولى، إذا اختار طريق التسكين والمهادنة والانبطاح والتبعية ولم يجازف بالمخاطرة والدخول إلى قلب الأزمات ومعالجتها بالجراحة لا بالمسكنات، وترحيل الأزمات إلى المربعات الأمامية وتسليمها إلى من بعده خرابة كبرى.
هل كانت الشعبية هى كل ما كان يخشى عليه الرئيس، ويخاف منه ويضعه نصب عينيه لاستمراره فى الحكم، وهل كان يدور فى بال وعقل الرئيس معادلة البقاء فى المنصب على حساب النهوض بوطن وإصلاح اقتصاده بعمليات جراحية وقرارات جريئة يدرك تماما ويقينا أنها سوف تؤثر فى شعبيته.
كان أمام الرئيس طريق الراحة، وعدم «وجع الدماغ» والعيش فى هدوء ودعة على الطريقة «المباركية» بالتصالح مع الواقع وتركه كماهو.. المهم توفير الغذاء للشعب مهما كان ثمن المستقبل الذى ستدفعه الأجيال المقبلة، وبالتالى تبقى شعبيته فى العلالى وحب الشعب له فى السما حتى يستيقظ الجميع بعد سنوات التنويم على كارثة وفاجعة.لكنه على الطريقة «الناصرية» اختار السير فوق الأشواك ومواجهة الصعب بل وماكان فى حكم المستحيل. تجاوز الخطوط الحمراء فى قضايا الأسعار والدعم والعملة.. فى المقابل أعلن عن مشروعات قومية عملاقة وضخمة فى قناة السويس والعشوائيات واستصلاح الأراضى والطرق والمدن الجديدة والموانئ والاستكشافات البترولية.
وعبدالناصر لم يكتسب شعبيته إلا بعد 56 والتأميم، ومواجهة الاستعمار رغم أن البعض اتهمه بالجنون والرعونة.. فمن كان يقدر على قرار التأميم ثم الدخول فى حرب غير متكافئة بالمرة، لكنه اختار المستحيل من أجل الوطن وليس لاكتساب شعبية
هكذا الزعماء والشخصيات التاريخية..
فى الظروف الطبيعية يمكن أن نعتبر استطلاعات الرأى أمرا مطلوبا لقياس الرأى العام وشعبية الرئيس وحكومته. لكن فى ظروف مثل التى تمر بها مصر، فاستطلاعات الرأى هى نوع من الترف السياسى.
الرئيس السيسى يضحى بأى شىء فى سبيل الوطن الذى أقسم على بقائه ومقاومته ونهضته ونمائه، ومع ذلك فشعبيته مازالت فى الحدود الآمنة والآمنة جدا.. ولو طرحت سؤالا عشوائيا على أى فرد عادى «هل ستنتخب الرئيس مرة أخرى؟» ستكون الإجابة بنعم رغم كل شىء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة