ربما لا يمثل الأمريكيون أصحاب الأصول العربية كتلة تصويتية كبيرة، ولكن قد يكونوا أصحاب تأثير حقيقى فى انتخابات هذا العام، بعد أن غازلهم "اليهودى" بيرنى ساندرز، مرشح الحزب الديمقراطى أمام هيلارى كلينتون قبل أن تفوز عليه، وحمسهم للمشاركة، فهم يريدون الآن دعم كلينتون لأنها من الحزب نفسه وأيضا يريدون ضمان عدم وصول المرشح الجمهورى دونالد ترامب "العنصرى" إلى البيت الأبيض.
ورغم أن الجالية العربية تاريخيا لم يكن لها تأثير حقيقى على انتخابات الرئاسة الأمريكية، بسبب عدم تجاوز أعدادهم ثلاثة ملايين نسمة، فضلا عن أن المرشحين للانتخابات لا يهتمون بهم ككتلة تصويتية مؤثرة، إلا أن لديهم تأثيرا حقيقا على مستوى الانتخابات المحلية مثل المجالس البلدية، ولديهم قوة تصويتية فى المدن التى يشكلون فيها كثافة، مثل مدينة ديربورن فى ولاية ميشيجان.
لهذا لم يكن غريبا أن يزور بيل كلينتون، الرئيس الأسبق، وزوج المرشحة الديمقراطية مدينة "ديربورن" الأحد الماضى لحشد الدعم لهيلارى، مستغلا بذلك شعور مسلمى المدينة بالغضب تجاه ترامب، الذى دعا لمنع المسلمين من دخول الولايات المتحدة وهاجمهم فى أكثر من مناسبة.
وقالت فيروز عطية، الأمريكية من أصول مصرية، إنها صوتت لصالح هيلارى كلينتون، مشيرة فى تصريح لـ"اليوم السابع"، إنها تتوقع فوز المرشحة الديمقراطية ودخولها التاريخ كأول امرأة ترأس الولايات المتحدة، مثلما دخل أوباما التاريخ كأول رئيس أسود.
وأضافت أن كلينتون ليست أفضل خيار ولكنها "أحلى خيارين مرين.. وللأسف لا يوجد اختيار ثالث"، موضحة أنها تعتبر ترامب رجل أعمال ناجح فقط فى مجاله لكنه لا يملك الخبرة التى تؤهله لأن يكون رئيسا فضلا عن أنه "عدوانى ضد غير البيض مثل السود واللاتينيين والعرب وخاصة المسلمين، على عكس كلينتون التى عاشت حياتها فى السياسة، فكانت سيناتور نيويورك، والسيدة الأولى للبلاد، فضلا عن أنها تتمتع بذكاء".
ومن ناحية أخرى، قالت مواطنة أمريكية من أصول لبنانية، فضلت عدم الكشف عن هويتها إنها لن تنتخب هيلارى أو ترامب معتبرة أن بيرنى ساندرز كان يحظى بدعم العرب والفلسطينيين، رغم أنه يهودى. وقالت إن "حملة كلينتون سرقت ترشيحه بمناورات مخادعة"، مشيرة إلى أن هيلارى تعهدت بمواجهة حركة BDS أو حركة "مقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات" على إسرائيل، متبعة بذلك الأوامر التى تلقتها من نيتايناهو"، على حد قولها.
وقالت إن العديد من الأمريكيين العرب سيصوتون لكلينتون، فقط لأنهم ضد ترامب "العنصرى والمتعصب والكاره للنساء"، موضحة أن هناك عرب آخرين سيصوتون له إما لأنهم مسيحيون ملتزمون دينيا أو لأنهم يعتقدون فعلا أنه سيغير الأحداث.
وبسؤالها عن كيفية تأثر الجالية العربية حال فوز ترامب، أضافت أنه أغلب الظن لن يحدث شيئا لأن ترامب يتحدث أكثر مما يفعل، فضلا عن وجود قوانين ودستور يحمى جميع المواطنين، لافتة إلى أن حزبه ينأى بنفسه عنه وعن سياسياته لأنهم لا يرونه جديرا بالحفاظ على مبادئهم فهو "مدفع فالت قد يشعل النار فى العالم".
وبعد خسارتها الأولى والوحيدة لصدارة استطلاعات الرأى أمام منافسها الجمهورى دونالد ترامب، عادت المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون للمنافسة بقوة بعدما أكد مكتب التحقيقات الفيدرالية "FBI" عدم وجود أى صلة تربطها بدفعة رسائل البريد الإلكترونى الأخيرة التى تم تسريبها.
وتعتمد المرشحة الديمقراطية على عدة شرائح داخل الولايات المتحدة، فى مقدمتهم الأمريكيون السود، واللاتينيون، بجانب المسلمين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة