شهور قليلة ويغادر أول رئيس أسود للولايات المتحدة، البيت الأبيض، بعد فترتين رئاسيتين حقق فيهم الكثير من النجاح فى مقابل الإخفاق الذى لحق أيضا بالعديد من القضايا التى تهم المجتمع الأمريكى.
لكن الرئيس باراك أوباما، الذى حمل الكثير من الآمال عندما انتخبه الأمريكيون فى 2008، سيغادر منصبه وسط تمتعه بالشعبية الكبيرة التى أهلته لهزيمة السياسى المخضرم وعضو الكونجرس البارز جون ماكين فى انتخابات 2008، ومن بعده الحاكم السابق لولاية ماساشوستس ميت رومنى، فى انتخابات 2012.
بحسب أحدث مؤشرات حول شعبية الرئيس الأمريكى صادرة فى أكتوبر الماضى، فإنه أوباما يتمتع برضاء 57% من الأمريكيين فى استطلاع لمعهد جالوب، وفى استطلاعين لمؤسسة راسموسين وشبكة فوكس نيوز فإنه يحظى برضاء 52%، فى حين أشار مؤشر شبكة "CBS New" إلى معدل رضاء 55% من الأمريكيين المشاركين فى الاستطلاع، وهى نسب تتجاوز أو تتساوى مع نسبة فوزه بالرئاسة عام 2008، حيث فاز بنسبة 52.9% وفى 2012 فاز بنسبة 51.1%.
وحقق الرئيس الأمريكى الكثير من النجاحات على الصعيد الداخلى والسياسة الخارجية ومن بين أبرزها:
الاقتصاد
: استطاع سوق العمل الأمريكى توفير 13.7 مليون وظيقة جديدة على مدار 96 شهرا، فى ظل حكم أوباما، شهدوا استمرار نمو فرص العمل، حيث استشهد أوباما فى أكتوبر العام الماضى بأحدث أرقام رسمية عن نسبة البطالة، التى تراجعت داخل الولايات المتحدة بنسبة 5% وظلت النسبة ثابتة كدليل على قوة الاقتصاد الأمريكى، بعدما ارتبط توفر فرص العمل بازدهار قطاع التصنيع فى عهده.
وحقق قطاع الطاقة فى الولايات المتحدة نموا كبيرا من خلال إنتاج النفط الصخرى، وبالإضافة إلى ذلك انتعاش أسواق المال الأمريكية خلال عهده، مما دفع البعض لوصفه بأفضل رئيس فى التاريخ الحديث.
ومع ذلك تبقى نقاط مثل بطئ معدل النمو وتراجع متوسط دخل الأسرة وزيادة الدين العام نقاط انتقاد تؤخد على إدارة باراك أوباما.
أوباماكير:
وهو "قانون الرعاية الصحية وحماية جميع المرضى وبأسعار معقولة" وهو قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية، وهدفه توفير تأمين صحى شامل لكل مواطن أمريكى بتكاليف منخفضة، ورغم تحدى الجمهوريون للقانون إلا أنه تم تمريره فى نهاية المطاف، وانخضفت نسبة المواطنين الأمريكيية غير المؤمن عليهم فى الولايات المتحدة إلى أقل من 10%.مقتل أسامة بن لادن:
جاء قتل أسامه بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة السابق والمطلوب الأول فى العالم فى ذلك الوقت، فى مجمعه فى باكستان على يد قوات البحرية الأمريكية "سيليز" فى الأول من مايو 2011، أحد أهم الإنجازات التى حققها على صعيد مكافحة الإرهاب، وقد تبع تلك العملية مقتل قيادى التنظيم فى اليمن، أنور العولقى، رجل الدين الأمريكى المتطرف.العلاقات بين الولايات المتحدة وكوبا:
في أغسطس، أعادت الولايات المتحدة فتح سفارتها في كوبا، فى خطوة رمزية أولى لتطبيع العلاقات بين البلدين، ولأول مرة رفرف العلم الأمريكى فى هافانا منذ 54 عاما، ومنذ هذه المناسبة، اتخذت الإدارة الأمريكية خطوات إضافية لتسهيل السفر بين البلدين والأعمال تجارية في كوبا.الاتفاق
النووى مع إيران: فى يوليو 2015، وقعت القوى الدولية الـ6، بما فى ذلك الولايات المتحدة، الاتفاق النووى التاريخى مع إيران يهدف لتقويض أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات الدولية عنها، وبالفعل قامت طهران بتفكيك آلالاف أجهزة الطرد المركزى التى تستخدم فى تخصيب اليورانيوم.الجانب الآخر.. اخفاقات أوباما:
حروب الشرق الأوسط:
غير أن أوباما أخفق فى قضايا كبرى أخرى، ففور وصوله البيت الأبيض قبل 8 سنوات تعهد بوضع حد للحروب التى بدأها سلفه جورج دبليو بوش، وبينما لم يتبقى سوى أسابيع على تسليمه السلطة للرئيس الجديد، فإن الولايات المتحدة تبدو فى حالة خرب أطول فى منطقة الشرق الأوسط.
ومع استمرار القوات الأمريكية فى ساحة القتال فى أفغانستان والعراق وسوريا، فإن أوباما يترك إرثا بإعتباره الرئيس الوحيد فى تاريخ الولايات المتحدة الذى يخدم فترتين رئاسيتين بينما بلاده فى حالة حرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة