تزامنا مع انطلاق الانتخابات الأمريكية التى يتنافس عليها كل من هيلارى كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطى، ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهورى، يظهر بشكل علنى تخوف من جانب أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، حول من حسم ترامب الانتخابات الأمريكية لصالحه، رغم أن معظم المؤشرات حتى الآن تتجه نحو فوز كلينتون، ليصبح السؤال هنا لماذا يخشى الإخوان وصول ترامب لرئاسة أمريكا ويفضلون هيلارى عنه؟
بخلاف تصريحات ترامب ضد المهاجرين المسلمين للولايات المتحدة الأمريكية، والتى جعلت معظم الإسلاميين يخشون من نجاحه فى الانتخابات، إلا أن هناك أسباب أخرى دفعت الإخوان لتمنى فوز هيلارى كلينتون؟
وفقا لتصريحات بعض قادة الإخوان المتواجدين فى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى صبت هجوما على ترامب، حيث اتهم محمود الشرقاوى قيادى إخوانى متواجد فى أمريكا ، ترامب بتأجير مسلحين للوقوف بجانب مقرات الحزب الجمهورى بأمريكا، تزامنا مع الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وقال فى تدوينته :"حتّى لا يصطدم أحدٌ بنتائج الانتخابات الأمريكية، من خلال ملاحظاتى الشخصية فى مختلف أنحاء ولاية نيويورك، لم أجد بيتاً أو سيارة تحمل لافتة لهيلارى كلينتون، على النقيض تماماً آلاف الأمريكيين يضعون لافتات ترامب على منازلهم وسياراتهم، معظم من أعرف من الأمريكيين حتى من الأقليات كالآسيويين وأبناء هاييتى وغيرهم سيصوّتون لصالح ترامب، لأنهم كرهوا الديمقراطيين فقط! ولأن إدارة أوباما لم تحقق لهم ما كانوا يتمنونه ربنا يستر".
هذه التصريحات التى تبين مدى القلق والتخوف من قبل الإخوان من وصول ترامب لرئاسة أمريكا، تأتى لعدة أسباب، على رأسها هى تبعية ترامب للحزب الجمهورى الذى يحمل عداءً شديدا للتنظيم الدولى للإخوان ويعارض تواجده فى لندن.
بل أن مشروع القانون الذى يعتبر الإخوان جماعة إرهابية، والذى ما زال طى الدراسة فى الكونجرس الأمريكى، مُقدم من نواب بالحزب الجمهورى، الذى ينتمى له ترامب وهو ما يجعل الإخوان يتخوفون من وصوله للبيت الأبيض.
كما تخشى الإخوان من اتخاذ مواقف من قبل الإدارة الأمريكية ضدها حال وصول ترامب للسلطة، لأنه من المعروف أن الجماعة ذات تواصل قوى مع الحزب الديمقراطى، بينما يقل دائما تواصلهم مع الحزب الجمهورى، حيث تخشى الجماعة أن تفقد التواصل مع مراكب صنع القرار فى أمريكا حال وصول ترامب لسدة الحكم.
فى المقابل نجد ارتياح كبير من جانب الإخوان حال وصول هيلارى كلينتون لرئاسة أمريكا، حيث من المتوقع أن تستمر العلاقة الجيدة بين أمريكا والإخوان حال وصول نجاح هيلارى فى حكم أمريكا خلال الدورة المقبلة.
هيلارى كلينتون معروفة للإخوان جيدا خاصة حدوث سابق تعامل قوى بينهم فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، والفترة التى سبقت الانتخابات الرئاسية عام 2012، حيث كانت كلينتون تتولى وزارة الخارجية الأمريكية وكانت دائمة التواصل مع جماعة الإخوان وقياداتها فى مصر، خاصة فى ظل تواصل الأمريكان مع الإخوان بعد قرار الأخير بالدفع بالشاطر ومرسى لانتخابات الرئاسة ورسائل الطمأنة الأمريكية لهم.
فى المقابل لم تتعامل الإخوان تماما مع دونالد ترامب، الذى يعد غريبا على التنظيم، ولم تتعرف الإخوان على سياساته مما يجعلها تخشى وصوله لرئاسة أمريكا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة