أقامت دار الكرمة للنشر، فى القاهرة، مساء اليوم، الخميس، حفلاً فى فندق فيرمونت نايل سيتى، لإطلاق رواية "رحلة الدم" للكاتب الكبير إبراهيم عيسى، والتى صدرت طبعتها الثالثة فى أقل من شهرين منذ صدور الأولى، وأدار مناقشة الرواية الكاتب الكبير حمدي عبد الرحيم، وحضر الحفل جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، والشاعرة فاطمة ناعوت، والكاتب عمر طاهر، وإسلام بحيرى، والإعلامية بثينة كامل، وعدد كبير غيرهم.
وقال حمدى عبد الرحيم: أن يكتب روائى مصري في ظل هذه الظروف العربية رواية بهذه القوية وتصدر منها ثلاث طبعات في شهرين فهذا حدث كبير، مضيفاً أن أغلب الصحفيين والمشاهير لديهم ولع خاص بالرواية وجميعهم حاولوا كتابتها حتى الكاتب الأستاذ محمد حسنين هيكل، فقد حاول كتابة الرواية من قبل، وبرأيي أن إبراهيم عيسى روائي قبل أن يكون "جورنالجي"،
وقال إبراهيم عيسي، لم تكن لهذه الرواية أن تخرج إلا بفضل تحريض العديد من الأصدقاء، وبتحريض من الناشر سيف سلماوى، ولقد انشغلت في كتابتها ثلاثة سنوات، وكنت قد خططت أن تكون جزءا واحدا وحتى وصلت إلي معركة صفين، فوجدت أننى قد جاوزت ألف صفحة.
وأضاف "عيسى": الرواية تتناول تاريخ مسكوت عنه ومحرم الاقتراب منه، وهناك حالة عربية تؤكد على هذا التواطىء بالصمت عن هذا التاريخ وما نراه من حمامات الدم في الفترة الأخيرة ومن اقحام الدين فيها كل هذا كان سببًا كبيرًا لأن أكتب هذه الرواية.
وأشار "عيسى": لقد قدمت ٢١٠ ساعة تليفزيونية عن التاريخ الإسلامي، وكنت أود القيام بتفريغ هذه الساعات فى كتاب، معتمداً على التاريخ الشفاهي، إلا الصديق سيف سلماوى، رئيس مجلس إدارة دار الكرمة للنشر، رفض ذلك، ورأى أنه غير صحيح.
وتابع "عيسى": كان لهذه الرواية اسم آخر، وهو "أصل المسألة" والمشهد الأساسي لها يتناولها من عام 35 إلى 45 هجرية، وهى فترة مليئة بحروب الدم والصراعات، ولهذا أكدت أن كل الشخصيات التى جاءت فى الرواية ليست من صنعى، فلم اخترع اي شخصية على الإطلاق.
وقال "عيسى": لقد اعتمدت على اختيار كتب التاريخ مما أجمع عليها أهل السنة، ورفضت الكتب المعتمدة من أهل الشيعة، فهذه الرواية كتبتها لأعرف من أنا أولاً والقاريء من بعدي ما الذي حدث وما نحن فيه الآن.
وتابع "عيسى": إنها رواية عن فترة صمت استغرق ١٤٠٠ سنه وصل بنا الحال إلي كيف أصبحنا خطرًا على أنفسنا وغيرها، لا أقول أنها كتاب تاريخي بل هى رواية تامة واعتمدت فيها كل تقنيات الرواية، هذه الرواية لأول مرة تقترت من الصحابة كبشر فنحن نتعامل معهم ونراهم عن قرب لأنهم أولاً وأخيرًا وقبل كل شيء بشر.
وأشار إبراهيم عيسي أن الجزء الثالث من هذه الرواية سوف يصدر فى ٢٠٢٢، مضيفاً: بالنسبة للمراجع المؤكد منها أننا أمام تاريخ مختلف لقد وصلت لمرحلة أنني أحفظ مكان الواقعة بصريًا في الكتب في أي مكان وأي صفحة ومكانه في الصفحة أيضا، وبرأيي أن قراءة التاريخ صعبة جدا، ولقد استمتعت جدا خلالها، حتى أن زوجتي قالت عن المراجع بأنها شخص يعيش معنا كل لحظاتنا.
وتابع إبراهيم عيسى: هذه الرواية ورائها جهد معرفي كبير وشاق إلا أنني استفدت معرفيًا جدًا، وكان المهجود الفني هو طريقة سردها، خاصة وأن كتب التاريخ مليئة بالفجوات ومن هنا حاولت سدها في إطارها الروائي من خلال الحوارات وكنت أعمل على سدها حتي أنني أكاد أجزم بأنها حدثت مثلما كتبتها.
وأضاف "عيسى": لقد تعاملت مع الرواية كالطببب حينما يسأل عن التاريخ المرضي للعائلة وهنا بحثت عن التاريخ المرضي للعرب.
وأجاب "عيسى" على سؤال وجه له خلال الندوة حول كونه كاتباً وصحفياً وإعلامياً، فقال: من خلال تحربتى الصحفية والروائية فقد تسبب لي أزمة وهى أن صفتي كصحفي تجعلني أعاني من غلبة هذه المهنة علي وأن البعض لا يكاد يعتقد أنني روائي جيد، فى حين أننى اتجهت للصحافة لأنني في الأساس كاتب قصة أو رواية، وأوكد أنه لم يكتب عني أي مقال عن أعمالي الإبداعبة في أي جريدة رأست تحريريها.
كما قال "عيسى": أنا آخر رجل مسلم في العالم من الممكن أن يتشيع مع كامل احترامي للمذهب الشيعي وأنا لا استغرق نفسي في هذه الصفات المذهبية لأنني مؤمن إيمان عميق بأن الإسلام دين بلا مذاهب، كما أننى لا أشغل نفسي كثيرًا بردود الأفعال إلا بقدر ما ينبغي علي أن أفعله
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة