يحب التاجر فى مصر حرية السوق، لأنها تمنحه الفرصة لاستعباد المستهلك.. وبنى كثير من الأثرياء فى مصر أرصدتهم البنكية على إجبار الناس على شراء السلع دون السؤال عن منطقية أسعارها، لأن الرأسمالية لا تحب كثرة الجدل، كما لا تسمح للحكومات بالتدخل فى تحديد الأسعار.. وقبل اختراع الديمقراطية كان الشهبندر يدافع عن حق البائع والمشترى، أما الآن فلدينا اتحادات أعضاؤها ورؤساؤها وناخبوها تجار وليس من مصلحتهم أن تتراجع أرباحهم مراعاة لأى ظروف، فلا مانع لديهم أن يرفعوا أسعار الدواجن ويطالبون الناس بالصبر والصمت، وحين تعفى الحكومة الدجاج المستورد من الجمارك لكى تعيد التوازن للسوق يملأون الدنيا صراخا عن تهديد الصناعة الوطنية.