يوسف أيوب

لماذا لن تتغير قطر؟ «1»

الخميس، 01 ديسمبر 2016 11:50 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كلما التقيت قطريًا ستجد عنده نفس الإجابة، نحن نحب مصر، ولها بداخلنا وضع خاص، ويبدأ فى الحديث عن ذكرياته فى القاهرة، وأصدقائه المصريين، لكن حينما يأخذ الحديث منحى آخر، ويتناول العلاقات الحالية، وما تقوم به الدوحة من دعم لجماعة الإخوان الإرهابية وعملياتها التخريبية ضد مصر، فإن القطريين ينقسمون بين من يرفض هذه التوجهات، وهؤلاء للعلم كثيرون، لكنهم قليلو الحديث، خوفًا من بطش الأسرة الحاكمة.
 
أما الفئة الثانية فتجدهم مدافعين عن توجهات تميم ومن معه، وهؤلاء بطبيعة الحال تربطهم مصالح مباشرة مع الأسرة الحاكمة فى الدوحة، ويتكسبون منهم، وأكثرهم بطبيعة الحال العاملون فى المجال الإعلامى، من رؤساء تحرير والمشرفين على قناة الجزيرة، فهؤلاء هم المنظرون الجدد الذين يعتمد عليهم حكام قطر فى الترويج لتوجهاتهم الخارجية، والدفاع عنها.
 
أقول حكام قطر، وليس حاكم قطر، رغم وجود أمير ذى سلطات وصلاحيات مطلقة، وهو تميم بين حمد آل ثان، لأن الواقع فى قطر عكس النظرى تمامًا، فعلى الأرض لا يملك تميم من أمره شيئًا، فوالده مازال هو الحكام والمتحكم فى السياسة القطرية، سواء الخارجية أو الداخلية، رغم ابتعاده شكليًا عن الحكم، لكنه حقيقة يمارس كل الصلاحيات، حتى وإن حاول الإيهام للجميع بخلاف ذلك، لكنّ مقربين من الديوان الأميرى القطرى يؤكدون أنه ما من قرار يصدر ولا سياسة تعلن إلا وراءها حمد بن خليفة، الذى يستشير بطبيعة الحال زوجته، الشيخة موزة بنت ناصر المسند، وابن عمه ورئيس الحكومة السابق حمد بن جاسم، فهؤلاء هم الحكام الأصليون لقطر، وليس تميم كما يظهر لنا.
 
أحد الدبلوماسيين العرب حكى لى واقعة حدثت تؤكد ذلك، وهى أنه بعدما قررت الدول الخليجية، السعودية والإمارات والبحرين والكويت، سحب سفرائها من الدوحة، اعتراضًا على السياسات القطرية فى الدول العربية، حاول «تميم» تلبية كل متطلبات الدول الخليجية حتى تعيد السفراء مرة أخرى للدوحة، وفى أحد الاجتماعات التى عقدت فى الرياض بحضور تميم والعاهل السعودى الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وأمير الكويت الشيخ جابر الأحمد الصباح، وملك البحرين، والشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبى، عرض العاهل السعودى الراحل على أمير قطر المطالب الخليجية، والتى تم إعلانها فى حينها، وقال لتميم ما ردك، فكان رد أمير قطر: «امنحونى بعض الوقت لكى أعود للدوحة وأستشير فى الأمر»، مما أغضب العاهل السعودى الذى قال له بلهجة غاضبة وحاسمة أيضًا: « تستشير من؟.. أنت الأمير والقرار قرارك»، فرد «تميم»: «أعطونى يومًا واحدًا فقط»، وهنا أيقن حكام الخليج أن القرار ليس قرار «تميم»، فقال له الملك عبدالله: «قل القرار الأن، موافق أم لا»، فلم يجد «تميم» مفرًا سوى إعلان موافقته على المطالب الخليجية، وبالفعل عاد السفراء مرة أخرى للدوحة.
 
لكن المفاجأة أن قطر بعدها بعدة أيام نقضت الاتفاق، واستمرت فى النهج المعادى، وإن حاولت فقط إرضاء السعودية، والسبب فى ذلك أن حكام الدوحة الأصليين لم يرضوا بالمطالب الخليجية، وعنفوا «تميم» على القبول بها، وتوصلوا إلى قرار بأن تعود قطر إلى سياستها القديمة، على أن يحاول «تميم» التودد من القيادة السعودية، لتخفيف الضغوط الخليجية عليه، ومن حينها وتميم دائم الزيارة للرياض للقاء القيادة السعودية، وفى محاولة منه لإرضائهم يصطحب معه فى كل زيارة ملفًا يقدمه للسعودية على أنه يحوى ما يقوله الإعلام المصرى عن قطر وعن تميم، ويقول للملك إنه يتعرض كل يوم لهجوم متكرر فى الإعلام المصرى.
 
كل ذلك يؤكد أن وجود تميم فى المنصب هو أمر شكلى وشرفى فقط بالنسبة له، وأن هناك ثلاثيًا يحكم من خلف الستار، وهذا الثلاثى معروف بعدائه لمصر، وما دام استمر فى الحكم، فإن سياسات قطر لن تتغير مطلقًا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة