أكد الدكتور شوقى علام ، مفتى الجمهورية ، أن الإسلام سبق المواثيق الدولية الحديثة فى إقراره لحقوق الإنسان، وأن حقوق الإنسان فى الإسلام أكثر عمقًا وأشد إلزامًا من المواثيق الدولية، خاصة أن المواثيق الدولية اعتبرتها مجرد توصيات أو أحكام أدبية أما فى الإسلام فهى فريضة تتمتع بضمانات جزائية حيث إن للسلطة العامة حق الإجبار على تنفيذ هذه الفريضة
وأضاف فى كلمته بمناسبة ذكرى الميثاق العالمى لحقوق الإنسان ، أن الإسلام هو الحضارة الوحيدة التى قدمت مفهومًا متكاملاً لحقوق الإنسان، مشيرًا إلى نظرة الإسلام للإنسان والتى تمثل مكونًا أساسيًا لعقل المسلم هى نظرة منبثقة أساسًا من نظرة المسلم للكون فهو يرى الكون يسبح لله، ﴿وَإِنْ مِنْ شَىْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: 44].
وأشار مفتى الجمهورية ، إلى أن الإسلام وضع ضمانات لضمان تطبيق حقوق الإنسان حيث جعلها جزء من الدين جاءت فى أحكام إلهية تكليفيه لها قدسية تحد من العبث بها، وتجعلها أمانة فى عنق كل المؤمنين، كون حقوق الإنسان تمثل عقيدة وسلوكًا طبيعيًا للإنسان هو الضمان الوحيد لاحترامها.
وأوضح المفتى ، أن تتبع المصادر الإسلامية يؤكد أن الإسلام قد أعطى الإنسان عمومًا - كإنسان دون تفرقة بين لون وجنس ودين - مجموعة من الحقوق تحفظ عليه نظرة الإسلام إليه بوصفه سيداً فى هذا الكون، وهذه الحقوق كثيرة جدًا سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وحقوق الأسرة وحقوق المرأة وحقوق الطفل وغيرها، ومن تلك الحقوق التى ضمنها الإسلام للبشر جميعًا مجموعة من الحقوق الأساسية كحق الحياة وحق الحرية وحق المساواة.
وأشار مفتى الجمهورية إلى أن الإسلام فى نظرته لهذه الحقوق لم يعتبرها مجرد حقوق يجوز للفرد أو الجماعة أن يتنازل عنها أو عن بعضها، وإنما هى ضرورات إنسانية فردية كانت أو جماعية، ولا سبيل إلى حياة الإنسان بدونها حياة تستحق معنى الحياة .
وأضاف المفتى ، أن تلك الحقوق الإنسانية والحفاظ عليها ليست مجرد حق للإنسان فحسب، بل هو واجب على كل إنسان أيضًا يأثم هو فى ذاته - فرداً أو جماعة - إذا هو فرط فيه، فضلًا عن الإثم الذى يلحق كل من يحول بين الإنسان وبين تحقيق هذه الضرورات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة