خبر صغير جدا لفت نظرى ولأول مرة منذ ظهورهما بعد محاكمتهم فى أحداث ثورة 25 يناير 2011، وهو تناول كل من جمال وعلاء نجلا الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك الطعام فى أحد المحال بحى شبرا والتفاف المواطنين حولهما والسماح بالتقاط الصور معهما، وسط اعتبار البعض أن هذا الأمر عادى "هما أحرار"، وقد يراه الآخرون مقصودة .
والسؤال ماذا يريد أبناء الرئيس "الأسبق"؟ وماذا يخططان له؟ هل اكتساب قاعدة شعبية رويدا رويدا؟ هل خلق مساحة تمهيدية تفيد عودتهما مجددا وبقوة لساحتى المال والأعمال وربما السياسة، مستخدمين سلاح السوشيال ميديا، الذى سينشر لهما أى صور وسيعلن عن وجودهما دون أدنى جهد منهما، إذا ظهرا فى أماكن ومناسبات عامة، بل وشعبية .
فى أواخر نوفمبر عام 2014 أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكما بتبرئة الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك ونجليه جمال وعلاء، ووزير داخليته اللواء حبيب العادلى ومساعديه الستة من تهمة قتل المتظاهرين أثناء أحداث ثورة 25 يناير، وأن ما بعده سهل، خاصة مع إطلاق سراحهما أوائل عام 2015 على ذمة قضية قصور الرئاسة، وهو الحكم الذى رد الحياة لنجلى الرئيس وبالوقت سيعرفان بذكائهما المعهود الاندماج والتلاحم مع شعب "بينسى بسرعة بفعل الزمن".
جمال مبارك هو الأول بالمبادرة والأكثر بالظهور أمام كاميرات التصوير، فورا كمواطن مصرى عادى، ففور خروجه قام بالتنزه بصحبة زوجته، وابنته فريدة بمنطقة أهرمات الجيزة، وهو الأمر الذى أثار جدلا واسعا وقتها من رواد السوشيال ميديا، خاصة مع سماحه بالتقاط الصور له ولأسرته الصغيرة.
مرة أخرى سمح جمال مبارك للمصورين من الاقتراب منه والالتفاف حوله، وتصويره أثناء تواجده بمدرسة ابنته فريدة لحضور أحد العروض المقامة من مدرستها كأى أب حريص على رعاية ابنته، ليتصدر المشهد على مدار أسابيع فى الحضور والتصوير فى مناسبات تخص ابنته .
علاء مبارك أيضا كان له نصيب من الظهور، بعد عدة شهور من إخلاء سبيله، حيث ظهر مع أحد الشباب الذى التقط صورة "سيلفى" معه بعد أداء صلاة الفجر، بمسجد السيدة نفيسة فى أحد أيام شهر رمضان بأحد الأعوام، تلاها التقاط صورة له مع أحد زبائن مطعم شهير بالمهندسين، فوجئ بوجود ابن الرئيس بجواره يتناول وجبة سمك .
قد يخرج البعض قائلا "سيبوهم يشوفوا حياتهم بعد برائتهم، هم مصريون ولهم الحق يعملوا اللى هم عايزينه"، هذا بالطبع صحيح، لكن منذ متى يتناول أبناء الرئيس الأسبق "طعامهما بشبرا مثلا"؟.
ظهورهما المتكرر على فترات متقاربة سواء لتناول وجبة غذاء أو عشاء، أو تلبية واجب عزاء كما حدث فى عزاء والدة الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، الذى شهد ثانى ظهور لهما معا، تقريبا قبل التقاط أحد المواطنين لهما صورة بأحد المولات بـ6 أكتوبر، تلاه حضور العديد من المناسبات على رأسها عزاء الساحر الفنان محمود عبد العزيز، وزوجة الفنان محمد صبحى الفنانة نيفين رامز .
وليس أخيرا التقاطهما لصور مع المواطنين بحى شبرا أثناء تناولهما وجبة سمك، والذى فعليا أثار العديد والعديد من التساؤلات الجادة، بعيدا عن كونهما أشخاص عاديين، فمنذ متى يتناول أبناء الرئيس الأسبق عشاءهما فى شبرا وغيرها من المناطق الشعبية؟ هل سيخطط جمال مبارك للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة؟ أو الحياة السياسية بشكل عام، ويمهد الطريق لنفسه إعلاميا؟
الرجلان بالورقة والقلم لا غبار عليهما رسميا وفى ملفات القضاء فكل القضايا التى قدما للمحاكمة فيها أصدرت لصالحهما المحكمة أحكاما بالبراءات، باستثناء قضية التلاعب بالبورصة اللذان يحضران بها كمخلى سبيلهما والمؤجلة لجلسة والمنظورة أمام محكمة جنايات القاهرة المنعقدة بالتجمع الخامس .
فمن حقهما الاندماج مجددا وبناء ما تهدم من حياتهما فى مجتمع لفظهما سنوات ليست بعيدة، وهما هنا يعتمدان على سلاح الظهور وإيصال رسائل بسيطة قصيرة مفادها "سنعود وسيقبلنا الناس وكله بالحب".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة