جاء إعلان حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان مسئولياتها عن حادث الهرم الإرهابى، ليرد على دعاة المطالبة بالمصالحة، التى أعلنها خلال الفترة الأخيرة كل من سعد الدين إبراهيم، وحزب العدالة والتنمية التركى، والدكتور عماد عبد الغفور مساعد الرئيس الأسبق محمد مرسى.
سياسيون وإسلاميون، أكدوا أن استمرار الإخوان فى أعمال العنف يقتطع الطريق أمام من يدعون للمصالحة معهم، موضحين أن الشعب لن يقبل بخروج الجماعة من السجون، ومؤكدين أن بعض من يدعون للمصالحة مدفوعون الأجر.
وقال مختار نوح، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إعلان جماعة الإخوان تبنيها علانًا الأعمال الإرهابية وكان آخرها حادث الهرم الإرهابى، يؤكد أن دعوات المصالحة مع الجماعة مدفوعة الأجر، مؤكدًا أنه لن يكون هناك مصالحة مع الجماعة خلال الفترة المقبلة.
وأضاف القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، لـ"اليوم السابع"، أن بعض من يدعون للمصالحة يتلقون أموال دول أجنبية لإطلاق تلك الدعوات، من أجل تحقيق مصالح تلك الدول، موضحًا أنه عندما تطلب أية دعوة للمصالحة يحدث انفجار شعبى ضدها ولن يستطيع أحد أن يفعلها مع الإخوان.
ولفت القيادى المنشق عن جماعة الإخوان، إلى أنه ثبت بالتقارير أن المصالحة ليست قرارًا سياسيًا ولكن شعبيًا بالمقام الأول، وما تشهده الإخوان من رفض شعبى لها يعد هو الحصار الأول الذى تمر به الإخوان منذ تاريخها.
وتابع مختار نوح قائلاً: "جيل السبعينيات داخل الإخوان اختبأ تمامًا ولم يعد يظهر، ليس خوفًا ولكن رفضًا لسياسات الجماعة الحالية".
بدوره وصف سيد عبد العال رئيس حزب التجمع، الأعمال الإجرامية التى استهدفت نقطة تمركز أمنية أمام مسجد السلام بمنطقة الهرم، بالعمل الإرهابى اليأس، بعد لفظ الشعب المصرى حكم التيار الدينى للبلاد.
وأوضح عبد العال لـ"اليوم السابع"، أن الجماعة الإرهابية ما زالت تلجأ إلى أعمال العنف للضغط على الشعب المصرى من أجل تقبل المصريين فكرة خروجهم من السجون، مشيرًا إلى أن القضاء هو الفصيل الوحيد الذى من حقه إصدار أحكام بخروجهم أو بقائهم داخل السجون، وفق ما يراه من أدلة وبراهين تؤكد لجوئهم للأعمال الإجرامية من عدمه.
وأشار رئيس حزب التجمع، إلى أن الشعب المصرى لن يقبل فكرة خروج قيادات الإخوان وأتباعهم من التنظيمات الإخرى من السجون، لافتًا إلى صمودهم وتحملهم الأعمال الخسيسة التى لجأت إليها الجماعة بعد ثورة 30 يونيو، مشيدًا بدور القوات المسلحة والداخلية لتضحيتهم ودفاعهم عن الشعب المصرى وإرادته السياسية.
فيما قال اللواء محمد الغباشى مساعد رئيس حزب حماة وطن، إن العمل الإجرامى الذى استهدف أمس نقطة تمركز أمنية أمام مسجد السلام بمنطقة الهرم، هو استمرار لحالة القبح السياسى التى تمارسها التيارات الإرهابية والجماعة، مشيرًا إلى أنهم لن ينجحوا إلا فى اكتساب كراهية أبناء الوطن بمختلف طوائفه.
وأوضح الغباشى، لـ"اليوم السابع"، أن الجماعات الإرهابية تقطع على نفسها الطريق فى العودة إلى صفوف الوطن وقبول استتابتهم أمام الشعب المصرى، مشيرًا إلى أن حديثهم عن المصالحة ووقف أعمال العنف مجرد مناورة سياسية من أجل استعادة صفوفهم والعود إلى الأعمال الإجرامية بشكل أكثر شراسة.
وأشار مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إلى أن الجماعة والتيارات الإرهابية لن تتغير، نظرًا لأفكارها المتطرفة التى تربت عليها، لافتًا إلى أن كل تلك الأعمال لن تنال من معنويات أبناء القوات المسلحة والشرطة، مضيفًا "هنيئًا لهؤلاء الشهداء بالجنة، وهنيئاً لكل من خطط وشارك ودبر بجهنم وبأس المصير".
وفى السياق ذاته، قال هشام النجار الباحث الإسلامى، إن هذه التفجيرات تأتى مواكبة لانتصارات الجيش السورى فى حلب، وما يعنى من هزيمة مؤلمة وتاريخية ومصيرية لمجمل المعارضة المسلحة التى تقودها جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة.
وأوضح، أن عملية الهرم تحمل بعدًا إقليميًا لصرف الانتباه عن تلك الهزيمة المخزية فى أهم مراحل الحرب السورية بغرض تخفيف ثقل الهزيمة فى سوريا بالضرب فى مناطق وبلاد أخرى خاصة مصر، وهذا تظنه الجماعة داعمًا لتماسكها وعدم انفراط عقدها ومحاولة لإثبات أنها رغم ما حدث لا تزال حاضرة فى المشهد الإقليمى.
وأشار إلى أن تبنى الإخوان الحادث سيؤثر سلبيًا على من يدعون للمصالحة، متابعًا: "لكن أرى أن العملية نتيجة لفشل مساعى المصالحة، خاصة أنه بعد تصريحات كثيرة أطلقها قادة بالجماعة حول هذا الملف اتضح أن الجماعة لم ترجع عن مطالبها السابقة وليست بصدد التنازل، وقد جاء تصريح لأحد المسئولين الأتراك عن المصالحة مشترطًا أمورًا تمس السيادة المصرية وتدخلاً فى شأن القضاء".
كانت حركة "حسم" التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية أعلنت مسئوليتها عن حادث الهرم الإرهابى، الذى وقع صباح أمس الجمعة، وأسفر عن استشهاد 6 من رجال الشرطة وإصابة 3 آخرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة