بالرغم من تقلص العمليات الإرهابية، التى تعتمد على التفجيرات بشكل كبير خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، لكن هناك تشابها بين التفجيرات، التى تتم بعبوات ناسفة وتستهدف الارتكازات الأمنية.
التفجير الذى جرى فى الهرم أمس الأول.. وأيضا تفجير عبوة على طريق سيارة شرطة فى كفر الشيخ.. تشبه عمليات تفجير وقعت أمام جامعة القاهرة أو ميدان لبنان، أو تفجيرات فى بنزينة الهرم وبعض العمليات المتناثرة، كانت ذروة العمليات قبل عامين.. وآخر عملية كبيرة فى منزل بالهرم أيضًا.
وهى عمليات تعنى عودة أنشطة التنظيمات العنقودية وتنفيذ عمليات من خلال عناصر مدربة.. وتعنى عودة هذا النوع من العمليات، إعادة تنظيم المجموعات الإرهابية لنفسها، بعيدا عن الأعين.. وباستخدام أدوات اتصال وتواصل حديثه، الأمر الذى يستدعى إعادة النظر فى نظام المعلومات والمتابعة وكشف خيوط التمويل والتنظيم.
لا يمكن استبعاد مشاركة عناصر إرهابية عائدة من سوريا أو غيرها بعد تطورات الأحداث فى هذه المناطق والضغط عليها، وهى عناصر مدربة على مثل هذه العمليات، تمامًا مثلما كان العائدون من أفغانستان أحد عناصر تطوير العمليات الإرهابية قبل قطع الطريق عليها معلوماتيا فى الخارج والداخل.
المتغير هنا هو حجم وجهات التمويل المتعددة ووجود عناصر مساعدة يمكنها أن تقوم بدور إعلامى أو نقاط اتصال وتوصيل وتنسيق بين الخلايا العنقودية أو بين أطراف الخلية الواحدة أثناء وبعد العمليات، فضلا عن توظيف أدوات التواصل والإعلام فى تنظيم العمليات الإرهابية.
لهذا تبدو عملية المتابعة صعبة، فضلا عن اختيار أوقات انتقالية أو مراقبة الكمائن والتحركات من خلال عناصر مندسة فى الجموع العادية يصعب تمييزها. وهو ما يجعل من المواجهة عملية صعبة، على عكس ما يصور البعض الأمر على أنه مجرد انشغال أو ارتكاز ثابت يشجع على تنفيذ التفجيرات استغلالا لانشغال رجال الشرطة أو أثناء تغيير الورديات أو نصب الكمين.. وعليه يجب الاعتراف أن الاسترخاء يشجع الخلايا على الحركة وفى نفس الوقت أن هناك إعادة تنظيم للخلايا بشكل مستمر.. وإجراء التدريبات فى أماكن لايمكن الاشتباه فيها.
كل هذا يجعل هناك أهمية لإعادة تنظيم نظام المعلومات والإسراع فى تزويد الكمائن والمناطق الحيوية بكاميرات ضمن نظام شامل، لايخدم الأمن فقط، لكن يمكن أن يخدم المرور، والرقابة على الشوارع.. وهو ما يتطلب استخدام نظام تكنولوجى وفنيين يمكنهم التقاط وتحليل المعلومات بسرعة.. ومتابعة إعلام ومواقع وصفحات هذه الخلايا على الإنترنت بشكل احترافى، يمكن أن يكشف الكثير من الناقط الغامضة والغائبة. هى حرب معلومات فى المقام الأول.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة