عشرات المبادرات يقوم بها شباب فى المنيا ضد التطرف والإرهاب ولا يهتم بها أحد!
كتبنا كثيرا إلا أن المؤسسات الرسمية لا تبالى، وما زلت أبحث عن تلك الشموع المضيئة فى ظلمات التطرف للوجه الآخر للمنيا، التى لا يعرفها أحد، المنيا التى كتبت عنها الصحف ووسائل الإعلام المختلفة أنها عاصمة التطرف، يوجد بها عشرات المبادرات ومنها فى أحد شوارع المنيا الجانبية «ابن خصيب» حارة صغيرة خارجة من عمق الشارع، جدارية مرسومة على مدخل البيت القديم هنا، دوار الفنون شقة مكونة من ثلاث غرف وصالة تتسع للحلم الذى يتجسد منذ عام 2011م بتأسيس مركز فنى ثقافى «أهلى يسمى دوار الفنون» على يد ثلاثة شباب آمنوا بالفن طريقا لمكافحة التطرف: «سنوغرافر» باسم مكرم، المؤلف مينا ناصف، والمخرج المسرحى بيشوى عادل، استطاعوا أن يفتحوا ثغرة فى الجدار تشكل مساحة ثقافية فنية لكافة الفنانين الشباب لتقديم عروضهم وتجاربهم الفنية، إضافة إلى تدريبهم من أجل إكسابهم الأدوات الفنية المناسبة لمهاراتهم وتشبيكهم مع بعضهم البعض ودمجهم فى المجتمع، إلى جانب بناء جمهور مثقف يحترم الفنون.
يأتى ذلك من خلال تنظيم لقاءات ثقافية، مهرجانات فنية، ورش عمل، مع تنظيم معارض للفن التشكيلى ومسابقات للشعر وورش للمسرح والكتابة كما يقدم المركز ورشا تدريبية فى الموسيقى والمسرح والكتابة والتصوير والفن التشكيلى، بالإضافة إلى تتظيم أيام تنشيطية للأطفال وذوى الاحتياجات الخاصة مع تقديم ورش متخصصة فى الرسم والموسيقى والأشغال اليدوية لهم.. ولديهم موقع إلكترونى «دوار الفنون» والذى يخدم كل الفنانين بنشر أعمالهم الفنية والأدبية ويتم التحضير حاليا لمهرجان مسرحى يضم أغلب الفرق المستقلة بالمنيا.
الفرسان الشباب الثلاثة هم مينا ناصف شاعر وكاتب مسرحى تنشر قصائده فى مجلات عدة.. مشرف صفحة ثقافة وفنون بجريدة صوت المنيا. له ديوان «أنا مسلم أنا مسيحى».. حاصل على مركز أول من جامعة المنيا فى الشعر العامى.. قدم العديد من الأمسيات الشعرية منها أمسيتان بمشروع مكتبة القهوة وأربع أمسيات «أبنود بلدة عبدالرحمن الآبنودى» بمركز عبد الرحمن الأبنودى «السيرة الهلالية».
بيشوى عادل مكرم مخرج مسرحى تخرج فى كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا عام 2011 ودرس الإخراج بمنحة من الجامعة الأمريكية بلبنان، واعتمد على أكثر من منهج فى إعداد الممثل وأكثر من مدرسة فى الإخراج وأسس فريق الجوكر 2009 والذى قدم عروضه فى الجامعة الأمريكية وساقية الصاوى، وحصل على عدة جوائز منها أفضل عرض مسرحى على محافظة المنيا وشهادات تقديرية من أكثر من مركز ثقافى عبر الوطن العربى.
ويعمل الدوار الآن على التحضير لمعرض البصمة التانية بجامعة المنيا بالتعاون مع كلية تربية فنية والمعرض يضم جميع إصدارات الهيئة المصرية العامة للكتاب. فى الصالة الصغيرة شاهدت الأطفال يرسمون لمسابقة «ارسم سلامك»، الألوان تختلط بأحلام الصغار، ورسومهم تشارك ابتساماتهم الملونة، فى غرفة أخرى يتعلمون العزف على الكمان، وفى أخرى أطفال يتعلمون فى ورشة كتابة، وآخرون يمثلون، بالإضافة إلى مجموعة من ذوى الاحتياجات الخاصة يرسمون، لديهم مكتبة كبيرة تحتوى على أهم الكتب فى الفنون والأدب والفلسفة وبجوارها معرض صغير للمشغولات اليدوية البسيطة من صنع الأطفال ولم تتوقف أحلامهم إلى هذا الحد، بل تتجدد وتتوسع كل يوم فى أفاق ومجلات جديدة.بأموال قليلة ونشاط أغلبه تطوعى ويقول باسم مكرم: نحن لا نستهدف الربح، ونحاول بقدر الإمكان أن نكتفى ذاتيا ولكننا غالبا مانسدد الإيجار والأجور الزهيدة من دخلنا الذى نحققه من أعمال أخرى، مينا ناصف مدير تنفيذى وسكرتارية، أما بيشوى عادل فهو مدرب ومسؤول عن التمويل وعامل نظافة، أثناء تجولى بالدوار لاحظت أن الأثاث كله أشغال يدوية من مكونات من البيئة مثل «الجريد» وسعف النخيل، والصور على الجدران كلها من رسومات الأطفال ولوحات شبابية.
أبناء دوار الفنون يحلمون بأوبرا منياوية ويستعدون من الآن بتدريب الأطفال، يفيض حلمهم بالعمل، كل ذلك والمسؤولون عن الثقافة لا يشغلهم إلا القاهرة والإسكندرية على الأكثر، اللهم إنى قد بلغت اللهم فاشهد.