كم كانت كلمات البابا تواضروس فى قداس جناز شهداء الكنيسة البطرسية بالعباسية، دالة وموحية، عندما قال إن مصابنا مصرى لا كنسى، ونتعزى بتكريم الوطن، هذا الوعى وهذه الروح موجودان بالفعل لدى كل مصرى بصرف النظر عن دينه مسلما كان أم مسيحيا، ورأينا مشاعر الحزن والغضب فى قلوب المسلمين قبل المسيحيين فور وقوع التفجير الخسيس وانتشار خبر سقوط شهداء وهم يصلون لله فى كنيستهم، كما رأينا الصيحة الجميلة لتلك السيدة المسيحية المكلومة بعد الحادث وهى تهتف هنصلى فى الجامع.
ما أجملك يا مصر وما أجمل شعبك الواعى الفاهم الذى يظهر معدنه الحقيقى فى المحن والنوازل، نعم لن يستطيع الإرهاب الخسيس أن ينال من وحدة شعبنا ولن يقدر الإرهابيون على كسر المصريين وإرادتهم بالتفجيرات كما حدث فى بلدان مجاورة لينقلبوا على بعضهم البعض، ولكن علينا ألا نراهن فقط على وعى وذكاء المصريين، بل علينا أن نضرب بيد من حديد فلول الإرهاب وخلاياه وأن نجتث جذوره من أرضنا ونحقق القصاص العادل للشهداء.
نعرف أن الإرهاب يستغل كل الثغرات ليستنزف قوى البلد، مراهنا على إطالة حربه ضد جميع المصالح والشخصيات العامة والمؤسسات وحتى الجوامع والكنائس، ليخلق حالة من الخوف والفوضى، يمكن أن تصل فى لحظة ما إلى ما يحدث فى العراق أو سوريا بدعم خارجى، وليس أمامنا فى مواجهة ذلك إلا الحسم وإظهار قوة الدولة فى مواجهة أعداء الحياة.
إرهابيو جماعة الإخوان يلعبون بالبيضة والحجر ويمارسون كل أنواع الحيل عن طريق محاميهم لإطالة إجراءات التقاضى، حتى لا يصدر حكم بات نهائى فى أى قضية، مع التعاقد مع شركات علاقات عامة فى الخارج لتسويق أن القضايا الجنائية وقضايا الإرهاب التى يحاكمون فيها ما هى إلا قضايا سياسية ويجب عدم الاعتراف بها وإطلاق سراح المتهمين فيها.
وهم يستندون فى ذلك إلى دعم مخابراتى قطرى تركى وغربى واضح يسوغ لهم ما يرتكبونه من جرائم ويصورونها على أنها تمرد مشروع ضد النظام القائم، دون أن يجرؤ أصحاب هذا الخطاب بالطبع أن يرفعوا أصواتهم به فى أى بلد أوروبى، أو أن يطبقوه على الأحداث المتشابهة فى أى بلد آخر.
لم يعد لدينا خيار أن نتمسك بالقضاء الطبيعى فى مواجهة الإرهابيين الذين لا يعرفون إلا القتل والتفجير والاغتيال والحرق وزرع القنابل بصورة عشوائية فى بيوت الله، فاللغة التى يجيدونها لا يجدى معها سوى المحاكمات العسكرية السريعة المرتبطة بالتنفيذ الأسرع للأحكام حتى يتحقق الردع المطلوب وتتوقف حرب الاستنزاف التى يديرها ضدنا التنظيم الدولى ومن وراءه.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة