"الطلاق النووى" يدق الأبواب.. إيران تتحدى "ترامب" وترد على تجديد العقوبات الأمريكية بتطوير برنامجها.. ضغوط تيار "المحافظين" تجبر "روحانى" على التصعيد.. ومخاوف من عودة سباق التسلح فى المنطقة

الثلاثاء، 13 ديسمبر 2016 08:29 م
"الطلاق النووى" يدق الأبواب.. إيران تتحدى "ترامب" وترد على تجديد العقوبات الأمريكية بتطوير برنامجها.. ضغوط تيار "المحافظين" تجبر "روحانى" على التصعيد.. ومخاوف من عودة سباق التسلح فى المنطقة خامنئى يتوسط الرئيسين السابق والحالى
كتبت إسراء أحمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 الساعات الأخيرة عكست حالة الغليان التى عاشها قادة طهران بعد قرار الكونجرس الأمريكى الأسبوع الماضى بتمديد العقوبات الأمريكية المفروضة على طهران، وترجمت هذه الحالة إلى قرارات أصدرها الرئيس الإيرانى حسن روحانى، حيث أشهرت إيران خياراتها التى لطالما هددت بها واشنطن، وذلك بعد 5 أيام من اجتماعات للجنة مراقبة الاتفاق النووى فى المجلس الأعلى للأمن القومى الإيرانى.

روحانى يهدد بتطوير البرنامج النووى

"نظرا لتلكؤ الحكومة الأمريكية في تنفيذ التزاماتها المفروضة عليها وفقا للاتفاق النووى.. أوجه أمرا لوزارة الخارجية لتنفيذ المراحل المشار إليها فى الاتفاق النووى لدارسة نقض الاتفاق، ومتابعة الشؤون القانونية والدولية اللازمة بجدية" بتلك الكلمات خرج الرد الإيرانى على تمديد العقوبات الأمريكية على طهران، وهدد بتطوير البرنامج النووى ردا على تمديد العقوبات المفروضة على طهران.

وكتب الرئيس الايرانى حسن روحاني اليوم، الثلاثاء، خطابين منفصلين لوزارة الخارجية الإيرانية وأخر لمنظمة الطاقة النووية الإيرانية، كلفهما بتطوير البرنامج النووي السلمي للبلاد ضمن اطار الالتزامات الدولية للإيران، وباتخاذ اجراءات والقيام بخطوات ردا على انتهاك الولايات المتحدة للاتفاق النووى تتضمن صنع محرك نووي يستخدم في مجال النقل البحرى وإنتاج الوقود اللازم له.

إيران تختبر دونالد ترامب

ويرى مراقبون أن طهران اختبرت فى السابق الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، عندما تراءت لها مؤشرات على رغبة الأخير فى التصدى إليها باختيارات صقور فى مراكز حساسة أساسية ممن يكنون العداء لسياسات طهران والاتفاق النووى، وهو ما زاد من قلقها حول سلوك الإدارة الأمريكية الجديدة تجاهها، وكشفت عن تجاوز طهران السقف المحدد (130 طنا) من مخزون الماء الثقيل إلى 130.1 طن أى حوالى 100 كيلو، لكن سرعان ما تعهدت بالتزامها بنقل 5 أطنان منه إلى الخارج، وهو ما يثير الشكوك بشأن كيف سيتعامل الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترمب مع أى حالة مشابهة بعد توليه السلطة فى يناير المقبل، ما جعل المراقبون يذهبون إلى أن طهران تجرى "اختبارات مبكرة للرئيس الأمريكى" وربما تكون إحدى السيناريوهات التى وضعتها طهران لترامب حال تنفيذ وعده بإلغاء الاتفاق النووى.

المحافظون الإيرانيون يستغلون موقف واشنطن لصالحهم

تمديد العقوبات أحرج روحانى فى الداخل أمام المتشددين، وأجج صراعا بين التيارين الإصلاحى والمتشدد، ووصل الأمر لإتهام روحانى بالخيانة وعصيان أوامر المرشد، وأوجد سخط بين المراجع الدينية التى راحت تتوعد لواشنطن من على منابر مساجدها، كما استغله التيار المحافظ فى الوقت الذى تستعد فيه طهران لإجراء انتخابات رئاسية فى يونيو العام المقبل 2017 فى الدعايا ضد روحانى.

مراقبون يرون أن قرار روحانى بالتخطيط لتصميم محركات نووية لاستخدامها في مجال النقل البحرى بالتعاون مع المراكز العلمية ومراكز الأبحاث وصنعها، قرارا يزيد الشكوك حول طبيعة المحركات النووية، وهو ما سيثير الشكوك مجددا حول طهران، ويضع الاتفاق النووى المبرم مع القوى الغربية فى يوليو 2015 على المحك.

كما أمر روحانى  أيضا بدراسة وتصميم "انتاج الوقود" المستعمل فى المحركات النووية بالتعاون مع المراكز العلمية ومراكز الأبحاث، على أن يتم رفع تقرير إلى الرئاسة خلال 3 أشهر حول التصميم والخطة الزمنية لتنفيذ الأمر.

سباق التسلح النووى فى المنطقة

وتزداد المخاوف حول سباق التسلح النووى فى المنطقة حال توصل طهران بعد تطوير برنامجها النووى إلى سلاح نووى على المدى البعيد، لكن مراقبون يرون أيضا أن قرارات روحانى تأتى حفظا لماء وجهه فى الداخل بعد أن ثار التيار المتشدد ضده، وسخط خامنئى على الاتفاق، بعد تمديد العقوبات.

وكان القسم الأخر من القرارات التى أصدرها روحانى تتعلق بالخارجية الإيرانية، حيث أمر وزير الخارجية محمد جواد ظريف بمتابعة الشؤون القانونية والدولية اللازمة بجدية لتنفيذ المراحل المشار إليها في الاتفاق النووى لدارسة انتهاك الاتفاق، كما طلب روحاني من الوزارة "تقديم تقرير عن الخطوات المتخذة فى هذا المجال الى رئاسة الجمهورية خلال شهر".

وفى السابق حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من مصادقة الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته باراك أوباما على تمديد العقوبات على بلاده، معتبرا ذلك خرقا للاتفاق النووي.

وقال روحاني في كلمة له بالبرلمان الإيراني إن أوباما مطالب باستعمال صلاحيته لوقف تنفيذ قرار العقوبات، وإن طهران ستتخذ الإجراءات اللازمة للرد على ذلك الأسبوع المقبل.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة