بمنزل ريفى بسيط بعزبة الأردن التابعة لقرية منشأة عطيفة بمحافظة الفيوم، تعيش أسرة محمود شفيق محمد مصطفى، الذى قام بتفجير نفسه أمس الأول داخل الكنيسة البطرسية، تتراص منازل العائلة إلى جوار بعضها، فيشكل أبناؤها حائط صد لمنع الزوار من الوصول إلى منزل منفذ العملية، للقاء والدته وشقيقاته، وهو ما عبر عنه "أحمد" ابن عم منفذ العملية بقوله "الناس تعبانة.. مش عايزين نقابل حد".
محرر اليوم السابع مع أحد أهالى القرية
أعلى المنزل وقفت شقيقات منفذ العملية لتراقب المشهد عن بعد دون تدخل منهن، حيث وقفت ثلاثة فتيات، واحدة منهن منتقبة فيما تجاورها طفلتان، وترفض إجراء أى مقابلات صحفية أو تليفزيونية.
غائب منذ عام
على عتبات منزلها جلست زوجة عم منفذ العملية "محمود"، غير مصدقة لما يأتها من أخبار، لكنها تقول " لم نسمع شيئا عن محمود منذ عام تقريبا، ولم نره، كما أنه لم يأتى إلى هنا، وتضيف "لما كان موجود كنت أجده فى خدمتى".
وبالرغم من نفى زوجة عم الشاب أى علاقة لمحمود بالسياسة، إلا أنها تعود لتقول أنه منذ القضية القديمة وتغيرت الأحوال تماما ومن وقتها لم نعد نرى محمود.
زوجة عم منفذ العملية
تتكون عائلة محمود من 8 أفراد، منهم 4 شقيقات أصغرهن مازالت فى المرحلة الابتدائية، وشقيقان بالإضافة إلى محمود، الكبير محمد يعمل على توك توك وتم القبض عليه مساء الأحد، والصغير بلال والذى قبض عليه قبل بضعة أشهر، وتوفى والده.
من أنصار أبو إسماعيل فى انتخابات 2012
اسم محمود شفيق لم يكن جديدا على أهالى القرية، فالشاب البالغ من العمر نحو 22 عاما، كان قبل سنوات قليلة هادئا، ملتزما دينيا، متفوقا دراسيا، حيث التحق قبل عامين بكلية العلوم بجامعة الفيوم، إلا أنه مع بداية الانتخابات الرئاسية التى أجريت عام 2012 كان من مؤيدى وأنصار المرشح الرئاسى وقتها حازم صلاح أبو إسماعيل، بحسب ما يقول أحمد سعد أحد أبناء القرية.
القرية
ومع استبعاد أبو إسماعيل من السباق الرئاسى 2012، انضم لمؤيدى الرئيس المعزول محمد مرسى.
ويكمل أنه تم إلقاء القبض على محمود فى إحدى المسيرات المؤيدة للإخوان مع أحد أصدقائه بالفيوم، وخلال عام 2014 تم اتهامه فى قضية حيازة سلاح آلى، وبعد الإفراج عنه لم يستمر فى البلد طويلا ولم نسمع عنه شيئا.
أحد أقاربه محبوس للمشاركة فى المظاهرات
أمام منزل الشاب منفذ العملية كان الجمع كبير من الصحفيين والإعلاميين فى انتظار لقاء أحد من أسرته، إلا أن العدد الضخم كان عاملا مثيرا لأحد أقارب "محمود" ملتحٍ، يقترب من عامه الـ60 تقريبا، يرتدى جلبابا أبيض، للصراخ فى وجه الموجودين لإجبارهم على مغادرة المكان، فبحسب ما يقوله محمد 25 عاما أحد جيران منفذ العملية، فإن هذا الرجل هو أحد أقارب الشاب، وله أحد الأبناء المحبوسين لمشاركتهم فى تظاهرات المؤيدة لجماعة الإخوان.
يتردد "محمد" فى وصف جيرانه -عائلة منفذ العملية- بالمنتمين لجماعة الإخوان المسلمين أو لا، ويكتفى بالقول "هما ملتزمين دينيا وفى حالهم".
أطفال بالقرية
ويكمل خلال العام الأخير كانت هناك العديد من الحملات الأمنية التى كانت تستهدف منزل محمود إلا أنها لم تعثر عليه.
معقل الجماعة الإسلامية
قرية منشأة عطيفة كانت فى بداية عقد التسعينيات واحدة من معاقل الجماعة الإسلامية، التى انتشرت بقوة بين أفراد إحدى عائلات القرية، الذين تم اعتقال أعداد كبيرة منهم وقتها، حيث كان عمر عبد الرحمن الزعيم الروحى للجماعة الإسلامية يلقى خطبا بتلك القرى، بحسب أحمد عادل أحد أفراد القرية، الذى يضيف أن القرية كغيرها من القرى الريفية فى مصر كان تصويتها فى المناسبات الانتخابية التالية لثورة 25 يناير 2011 لصالح تيار الإسلام السياسى، وخاصة السلفيين، وحزب النور.
عزبة الأردن
وهى قطاع من قرية منشأة عطيفة وسميت بذلك بسبب كثرة أعداد شبابها المسافرين إلى دولة الأردن، حيث تتراوح أعداد منازل العزبة المتواجد أبنائها بالأردن من 100 – 150 منزلا تقريبا، وعلى الرغم من ذلك فإن المنازل قديمة ولا تظهر عليها أى من علامات الحداثة.
القرية لا يوجد بها مسيحى
يبلغ عدد سكان القرية نحو 7000 نسمة تقريبا، ولا يتواجد من بين هذا العدد أى مسيحى، وهو ما يوضحه إبراهيم محمد بقوله إن مساحة القرية التى تصل لنحو 500 فدان كانت تعود ملكيتها لنحو 5 أو 7 ملاك على أقصى تقدير، وهو ما وجد فيه المسيحيون صعوبة فى الشراء فقرروا التواجد بقرية الكعابى المجاورة لمنشأة عطيفة.
أحد أهالى القرية
قرية أخت حسن البنا
على بضعة كيلو مترات من قرية منشأة العطيفة تقع قرية مطر طارس، وهى القرية التى تزوجت فيها أخت حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، من عبد الحكيم عابدين، واحد من قيادات جماعة الإخوان الذى شغل منصب الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، ومستشار رابطة العالم الإسلامى بمكة المكرمة، ويوجد بالقرية عدد ممن يعتنقون أفكار الإخوان، ما يجعلها واحدة من أهم معاقل الجماعة فى مركز سنورس ومحافظة الفيوم.
الرئيس كشف هوية المنفذ
كان الرئيس عبد الفتاح السيسى قد أعلن عن هوية منفذ عملية تفجير الكنيسة البطرسية، حيث قال خلال الجنازة إنَّ شابًا يدعى محمود شفيق محمد مصطفى يبلغ من العمر 22 عامًا، دخل الكنيسة وفجَّر نفسه داخلها، مضيفا أن التفجير تمَّ بحزام ناسف وليس بحقيبة كما تردَّد، لافتًا إلى أنَّه تمَّ إلقاء القبض على أربعة أشخاص بينهم سيدة فى حادث الكنيسة، مؤكِّدًا أنَّه جارٍ التحقيق معهم.
حزن الأهالى
ووقع انفجار صباح الأحد فى محيط الكاتدرائية المرقسية بالعباسية قتل فيه 24 شخصا وأصيب نحو 49 اخرين معظمهم من السيدات، بحسب وزارة الصحة، وشيعت صباح الاثنين جنازة الضحايا من كنيسة العذراء مريم فى مدينة نصر، شرق القاهرة.
ترأس قداس الجنازة البابا تواضروس الذى قطع رحلته إلى اليونان مساء الأحد عقب الحادث.
منزل أسرة منفذ عملية تفجير الكنيسة
منزل أسرة منفذ عملية التفجير بالكنيسة
أحد أهالى القرية يتحدث لليوم السابع
منزل منفذ العملية
دراجة بخارية بالقرية
التوك التوك الذى يعمل عليه أخو منفذ العملية
تجمع من شباب وأطفال القرية أمام منزل منفذ العملية
عدد من أبناء القرية
أمام منزل منفذ العملية
عدد من أهالى القرية
أطفال القرية
جيران أسرة منفذ العملية
عدد من جيران الأسرة أمام منزل منفذ العملية
عدد من الصحفيين أمام منزل منفذ عملية تفجير الكنيسة
أخت منفذ العملية أمام منزلها
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة